العالم

«أنقذوا الإيزيديات» حملة عراقية لإنقاذ نساء اختطفهن تنظيم داعش الإرهابي

نساء إيزيديات يواجهن مصيرا مجهولا (مكة)
عادت حملة (أنقذوا الإيزيديات) للظهور من جديد في العراق، للتذكير بعدد كبير من النساء المختطفات من قبل داعش، ودفع المجتمع الدولي للتدخل لإنقاذهن بعد أن بات مصيرهن مجهولا.

وتشير التقديرات الإيزيدية إلى وجود 6417 مختطفا ومختطفة، لا يزال 2768 منهم في عداد المفقودين، ومن بين من فقدوا، هناك 1298 امرأة، كان أغلبهم من الأطفال وقت اختطافهم، وأصبحوا الآن بالغين.

ويعتقد الإيزيديون أن المختطفين المتبقين لدى التنظيم لا يزالون أحياء، لكن لا يعرف مكانهم حتى الآن، وخاصة بعد أن فرق التنظيم المختطفين، الذين باعهم فيما بعد رقيقا، بين العراق وسوريا ودول أخرى، لكن الناشطين الإيزيديين لا يزالون يحاولون استعادة أبنائهم، أو على الأقل من تبقى منهم على قيد الحياة، وهذه المرة بحملة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لإعادة الزخم على هذا الملف الإنساني.. وفقا لموقع قناة (الحرة).

ويؤكد الناشط، فهد الداود، وهو أحد مطلقي حملة «أنقذوا الإيزيديات»، أن «ما يقرب من 3000 مختطف لا يزالون مجهولي المصير»، ولهذا، قرر مع ناشطين إيزيديين آخرين إطلاق هذه الحملة، أملا بأن تلقى تجاوبا محليا وربما دوليا، لإنقاذ من تبقى من المفقودين.

ويقول إن «هذا الملف المهم، وللأسف الشديد، كان ولا يزال شبه منسي من قبل الجهات الحكومية سواء كانت في بغداد أو أربيل، رغم أن الإبادة حصلت في 2014 وليست في العصور الوسطى».

ويضيف أن «داعش انتهى عسكريا ومصير المختطفات مجهول، وهنالك مصادر كثيرة تشير إلى أن عددا كبيرا منهن موجود في مخيم الهول التابع لمحافظة الحسكة في سوريا، وتعرضن لعملية غسل الأدمغة بأيديولوجية عناصر داعش».

ويقول الداود إن وسم «#أنقذوا_الإيزيديات_المختطفات» الذي يستخدم منذ عام 2015 «عاد للتداول الآن» مضيفا «المجتمع في العراق يتعاطف معنا، ونسعى للحصول على التعاطف الدولي».

وتقول الناشطة الإيزيدية والناجية من داعش، ليلى تعلو، لموقع «العالم الجديد» إن «الحملة انتفاضة إنسانية لتحقيق العدالة، والعمل على تحرير الإيزيديات من الرق والعبودية، وإنهاء معاناتهن في أسواق النخاسة، وبيعهن كسبايا».

وفي العاشر من مايو، اعتبر فريق التحقيق التابع للأمم المتحدة أن المجازر التي تعرض لها الإيزيديون في العراق تشكل بوضوح «إبادة جماعية».

ويرى رئيس التحقيق، كريم خان، في إفادة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، أنه وجد «أدلة واضحة ومقنعة على أن الجرائم ضد الإيزيديين تشكل بوضوح إبادة جماعية»، مضيفا أن «الفريق، الذي بدأ العمل في 2018، حدد أيضا الجناة «الذين يتحملون بوضوح المسؤولية عن جريمة الإبادة الجماعية ضد المجتمع الإيزيدي».

وخلف التنظيم الذي تم دحره في العراق أواخر عام 2017، أكثر من 200 مقبرة جماعية قد تضم ما يصل إلى 12 ألف جثة بحسب الأمم المتحدة.

ووفق إحصاءات مكتب إنقاذ المختطفات في دهوك فإن نحو 3500 شخص تم تحريرهم من التنظيم، منهم 1205 نساء و339 من الشباب الذين كبروا في فترة سيطرة التنظيم وما بعدها، و1405 أطفال إناث و956 طفلا ذكرا.

ويقول الصحفي والناشط الإيزيدي سامان داود إن «أغلب هؤلاء أنقذوا بجهود شخصية لوجهاء وشخصيات»، فيما يؤكد داود أن «هناك الكثير من الإيزيديات موجودات في سوريا وتركيا وربما أماكن أخرى».

وتشير إحصاءات مكتب إنقاذ الإيزيديات إلى أن التنظيم قتل أكثر من 1293 شخصا في أول أيام هجماته على قرى الإيزيديين، معظمهم بشكل جماعي.

وتسببت هجمات داعش بنزوح أكثر من 360 ألف إيزيدي داخليا من مناطقهم في شمال نينوى، وهجرة نحو 100 ألف شخص منهم إلى خارج العراق.

ويقول المكتب إن أعداد الإيزيديين كانت قبل «غزو داعش» نحو 550 ألفا.

ودمر التنظيم عشرات المزارات الدينية، كما تسبب حصار فرضعه على إيزيديين لجؤوا إلى جبل سنجار لأيام بمقتل عدد من كبار السن والأطفال، قبل أن تفك القوات العراقية الحصار عنهم وتجلي الكثيرين منهم إلى أماكن آمنة.