العالم

تركيا الأسوأ.. و3 دول تتنافس على السعوديين

حوادث متكررة وغياب أمني يدفع إسطنبول وأنقرة لتصدر معدلات الجريمة عالميا

فيما تصدرت البحرين والإمارات ومصر الواجهات الأكثر جذبا للسعوديين مع عودة السياحة الخارجية بعد توقف استمر 15 شهرا، تسبب المناخ السياسي والأمني والصحي لنظام رجب طيب إردوغان في جعل تركيا الواجهة الأسوأ، على خلفية الحوادث المتكررة التي واجهت الخليجيين بشكل عام والسعوديين على وجه الخصوص في السنوات القليلة الماضية.

وفي حين أوقفت ماليزيا استقبال السياح من شتى بقاع المعمورة في ظل الإجراءات الاحترازية التي تتبعها لمواجهة الموجة الثانية المتحورة لفيروس كورونا المستجد، تراجعت إندونيسيا ـ قليلا ـ بسبب اشتراط الحصول على تأشيرة مسبقة، والحجر الصحي الإلزامي الذي تفرضه، فيما ظهرت المغرب وتونس ضمن القائمة التي تقدم تسهيلات للسياح، رغم وجود بعض الاشتراطات الصعبة.

اعتمدت «مكة» في قراءتها لمعايير جذب السائح الخليجي والسعودي على 7 معايير، تبدو حاضرة بقوة لدى أي أسرة قبل اتخاذ قرار السفر، تتمثل في الحصول على تأشيرة مسبقة، الحجر الصحي، الإجراءات الاحترازية بشأن كورونا، الأمن والاستقرار في البلد المضيف، التكلفة المالية للسائح، الخدمات السياحية، وأخيرا رحلات الطيران المتاحة بشكل يومي.

تنافس ثلاثي

فيما استحوذت البحرين على اهتمامات السعوديين في اليوم الأول لفتح السفر للخارج يوم 17 مايو الحالي، وتناقلت وسائل التواصل الاجتماعي صور التزاحم الكبير الذي شهده جسر الملك فهد، كشفت الإحصاءات عن تنافس مصري إماراتي على جذب السعوديين في الأيام الأولى من بدء الرحلات الجوية.

ووفق بيانات نشرتها الهيئة العامة للطيران المدني، انطلقت في اليوم الأول لرفع القيود 385 رحلة من 9 مطارات دولية في المملكة، وسجلت 28 رحلة جوية توجهت إلى مدينتين عربيتين هما القاهرة ودبي؛ حيث استقبلت القاهرة في اليوم الثالث لرفع القيود 19 رحلة جوية مباشرة بواقع 7 رحلات من الرياض، و10 رحلات من جدة للقاهرة، ورحلتين من المدينة المنورة؛ مما يدل على زيادة الطلب عبر الخطوط السعودية ومصر للطيران وطيران ناس وطيران النيل.

وجاءت مدينة دبي في المرتبة الثانية بإجمالي 9 رحلات يومية مباشرة، من الرياض 6 رحلات، ومن جدة رحلتان، ومن الدمام رحلة واحدة، وعبر طيران الإمارات والخطوط السعودية وفلاي دبي والعربية للطيران.

«نتلاقو في المغرب»

ورغم رحلات الطيران الطويلة وارتفاع التكاليف نسبيا، تبدو المغرب وتونس ضمن الواجهات السياحية السعودية المهمة، حيث أطلق المكتب السياحي المغربي علامتين جديدتين، الأولى تحت شعار «نتلاقو في المغرب»، الخاصة بالترويج للسياحة، وعلامة مؤسساتية للمكتب، تعتمد هوية بصرية جديدة.

وفي ظل تكبد قطاع السياحي خسائر تقدر بمليارات الدولارات في العام الماضي، نتيجة تراجع عدد السياح الأجانب الوافدين بنسبة تبلغ 92% حسب أرقام رسمية، شرع المغرب في إطلاق خطط جديدة لتجاوز الأزمة التي أرخت بظلالها على القطاع السياحي، وركز بشكل كبير على السائح الخليجي ولا سيما السعودي، وأعلن عن آلية للتسويق الدولي والوطني والمؤسساتي لوجهة المغرب، بهدف تسريع وتيرة إعادة إطلاق أنشطة القطاع السياحي، وفقا لتطور الوضع الصحي.

شروط إندونيسيا

تراجع الإقبال على دول شرق آسيا بشكل لافت في الآونة الأخيرة، بعدما تحولت الهند (القريبة) إلى بؤرة انتشار فيروس كورونا المتحور الجديد، وأدى ارتفاع الإصابات في الآونة الأخيرة إلى الإغلاق التام للعاصمة الماليزية كوالامبور، ورفض استقبال السياح من شتى بقاع العالم وتعليق الرحلات.

وصعبت الإجراءات الجديدة من السفر إلى إندونيسيا التي ما تزال إحدى الواجهات المهمة، حيث شدد عصام الثقفي سفير خادم الحرمين الشريفين في إندونيسيا، على أن السعوديين الراغبين في السفر إلى إندونيسيا عليهم الالتزام بالشرط الأساسي، وهو الحجر الصحي لـ5 أيام في الفنادق على نفقة السائح، والتأشيرة المسبقة عن طريق التقديم الالكتروني مع تحمل الزائر النفقات كافة؛ جاء ذلك عبر اتصال هاتفي بقناة الإخبارية السعودية.

تركيا الأسوأ

تكاتفت المنغصات السياسية والأمنية والصحية لتجعل تركيا أسوأ الواجهات في نظر السائح، فعلاوة على التهديدات التي تنتظر الخليجيين بشكل عام والسعوديين على وجه الخصوص، تزايدت التوترات السياسية والأمنية لا تنتهي، الأمر الذي دفع وزارة الداخلية لوضعها ضمن قائمة تضم 13 دولة ممنوع السفر إليها.

ولقي قطاع السياحة في تركيا صدمات موجعة في الأيام الماضية، فبعد التحذيرات الأمريكية لمواطنيها بالابتعاد عن تركيا، والإعراض الخليجي، قررت بعض شركات الطيران الروسية إزالة تركيا من قائمة رحلاتها، وفشلت كل محاولات حكومة إردوغان لإثناء الروس عن قرارهم، ربك تراجع الطلب على السياحة في تركيا حسابات الحكومة والعاملين بالقطاع، وبينما يعد وباء كورونا سببا رئيسيا لانخفاض عدد السياح، تلعب السياسة الخارجية لتركيا دورا آخر في هذه القضية.

إرهاب إردوغان

ولا تبدو الظروف مواتية في الوقت الراهن للسياحة في تركيا، سواء بالنسبة للسياح السعوديين أو غيرهم، لأسباب عدة، فعلاوة على تنامي النبرة العدائية في وسائل الإعلام التركية، التي تضمنت إساءات وتحريضا ضد السعوديين بشكل خاص، والعرب بشكل عام، تكررت الحوادث المؤلمة بشكل لافت في الآونة الأخيرة، خصوصا بعد تورط حكومة رجب طيب إردوغان في صراعات دولية وإقليمية، والتهديدات الإرهابية.

ويكشف شهود عيان خليجيون عن أخطار كبيرة تنتظر السائح في أنقرة وإسطنبول وبقية المدن التركية، فعلاوة على حوادث الإرهاب التي لا تنتهي، قد يتعرض السائح إلى مداهمات وتفتيش في مكان سكنه دون سابق إنذار، فموجب القوانين التي صدرت في 2018، تتمتع قوات الأمن التركية بقدرة قانونية موسعة على توقيف وتفتيش الأفراد، واحتجازهم دون توجيه تهم إليهم.

وتهدد السياح الذين يقصدون تركيا جرائم النشل، السطو، استهداف شقق الطابق الأرضي بالسرقة، الاعتداء الجنسي في الحمامات التركية أو المنتجعات الصحية، وفي سيارات الأجرة، وكذلك عندما يسافر السائح وحده ليلا. كما أبلغ سياح عن اعتداءات تضمنت «عقاقير اغتصاب»، كما أنهم معرضون للخداع عند طلبهم الطعام أو المشروبات في بعض المطاعم، من خلال تحصيل أسعار مرتفعة غير معقولة، كما يتم الاحتيال على السياح عند شراء المجوهرات أو السجاد أو العقارات، وكذلك تعد عمليات الاحتيال شائعة في تركيا، خاصة عمليات الاحتيال عبر الإنترنت.

الأولى في الجريمة

ووفقا للأرقام الرسمية، ارتفعت معدلات الجرائم والقتل في تركيا في السنوات الأخيرة لتجعلها في صدارة دول العالم في هذا المضمار، فضلا عن جرائم الاغتيالات والتصفية السياسية ضد ناشطين وجرائم العنف ضد النساء، وشهدت تركيا جرائم مروعة، بدءا من المذبحة الدموية التي حدثت في رأس السنة بمطعم بإسطنبول وراح ضحيتها 39 شخصا دفعة واحدة وجرح على إثرها 69 آخرون.

وسجلت جرائم الأسلحة النارية زيادة بنسبة 28%، كما احتضنت الأراضي التركية 3 آلاف و494 جريمة باستخدام أسلحة نارية خلال العام الماضي، ونتج عنها إصابة 3 آلاف و529 شخصا ومقتل 2000 و187 شخصا.

وما يزيد من قلق السائح أن مدينة إسطنبول، أكبر المدن التركية والوجهة السياحية الأولى، قد حلت في صدارة المدن التركية من حيث أعداد القتلى والمصابين بنحو 250 حالة وفاة و316 إصابة، وجاءت العاصمة أنقرة في المرتبة الثانية بمعدل 123 وفاة و195 إصابة، تلتها أزمير في المرتبة الثالثة بواقع 114 وفاة و91 إصابة.

وفي شارع الاستقلال على أطراف ساحة تقسيم الشهيرة وسط إسطنبول، تنتشر كل أنواع العصابات في المدينة، ولطالما وقعت جرائم وحوادث نهب وسلب في هذا الشارع، بل كان السعوديون كأفراد وعائلات أكبر ضحاياه.

الدول الممنوع السفر إليها:
  • تركيا
  • لبنان
  • سوريا
  • ليبيا
  • اليمن
  • إيران
  • الهند
  • أرمينيا
  • الصومال
  • الكونغو
  • الديمقراطية
  • أفغانستان
  • فنزويلا
  • روسيا البيضاء