طوله: روايات سفر برلك متضاربة
الخميس / 16 / شوال / 1437 هـ - 23:30 - الخميس 21 يوليو 2016 23:30
أكد الباحث في تاريخ المدينة المنورة الدكتور سعيد طوله أن حادثة سفر برلك أو التهجير القسري الجماعي لأهل المدينة » 1337 - 1334 « افتقرت إلى الكتب والمؤلفات التي تستحقها، موضحا أن ذلك يعود إلى قلة ما كتب من جهة، وإلى كثرة الروايات الشفهية المتضاربة من جهة أخرى.
وأفاد بأن معظم الكتاب الذين تناولوها اكتفوا بذكر هذه الحوادث ضمن حوادث الحرب العالمية الأولى والثورة العربية الكبرى.
تداعيات
ويذهب طوله في كتابه الصادر عن نادي المدينة المنورة الأدبي بالتعاون مع دار جودي للنشر والإعلان تحت عنوان»سفر برلك وجلاء أهل المدينة المنورة إبان الحرب العالمية الأولى 1334-1337هـ» إلى أن حادثة كبيرة بحجم سفر برلك والذي يعدّ نقطة تحوّل مهمة في تاريخ الحجاز عموما والمدينة المنورة خصوصا من الناحية الاجتماعية والسياسية لم تكن وليدة وقتها، بل سبقتها تداعيات وإرهاصات عظيمة، تمخّضت فولدت لنا هذه المأساة التي ارتبطت ارتباطا وطيدا بالحرب الكونية العالمية الأولى، ونتج عنها سقوط الإمبراطورية العثمانية العظمى التي كانت تعتبر منذ قرون عديدة دولة الخلافة التي تجمع المسلمين تحت راية واحدة.
ويسرد طوله بعض التداعيات المهمة والأفكار الدائرة قبل الحادثة منذ سقوط السلطان عبدالحميد واستيلاء الاتحاديين على الحكم إلى بداية الثورة العربية الكبرى.
مأساة
وكتب طوله في مقدمة الكتاب «التحولات التي صاحبت هذه الحادثة جعلتنا نعدها أعظم المآسي التي مرّت بها المدينة المنورة في القرون المتأخرة، واعتبرها بعض العلماء علامة من علامات آخر الزمان، وإشارة نبوية أخبر بها النبي، صلى الله عليه وسلم، في الأحاديث الشريفة».
في سياق الثورة العربية
وأشار إلى أن الكثيرين ممن تطرّقوا إلى هذا الموضوع في كتبهم لم يلتفتوا إلى ما عاناه أهل المدينة من عذاب وتشرّد وجوع وفقر وما نتج عن ذلك من تبعات أثّرت كثيرا في شريحة المجتمع المدني فغيّرت في ملامح حياتهم الاجتماعية والثقافية، ناهيك ببلد كان يعجّ بآلاف السكان تحول خلال أربع سنوات إلى مكان خال ليس فيه إلا مئات من الناس.
وأضاف «معظم الكتّاب اكتفوا بذكر هذه الحوادث من ناحية سياسية ضمن حوادث الحرب العالمية الأولى والثورة العربية الكبرى».
وأكد طوله أنه حرص على تصوير هذه المعاناة وإبرازها بشكلٍ أساسي، وإلقاء الضوء على جوانبها مع إيراد نماذج حيّة لأناس عايشوا أحداثها ورأوها وسمعوا عنها، مستندا في ذلك على كتابات المدنيين وما نثروه في كتبهم ومقالاتهم ومذكراتهم المطبوعة والخطية التي لم يكتب لها الخروج إلى حيّز النشر والطباعة والانتشار.