العراقيون لنظام الملالي: اخرجوا بره
«إيكونوميست»: لوحات سليماني بالمنطقة الخضراء تخفي كرها دفينا لإيران جهود الكاظمي أزعجت وكلاء الشر بعد استعادة المعابر الحدودية وملاحقتهم الميليشيات المسلحة سيطرت على مساحات شاسعة وتورطت في قمع المظاهرات الحكومة تفكك نفوذ طهران.. وضابط يتهم اتباع خامنئي بالاستيلاء على سيادة الوطن فانتابي: كتائب حزب الله حاصرت منزل رئيس الوزراء ردا على اعتقال أتباعهم
الاثنين / 16 / شعبان / 1442 هـ - 20:18 - الاثنين 29 مارس 2021 20:18
«استولوا على سيادة وطننا».. بهذه العبارة يصف ضابط عراقي لوحة إعلانات تمجد قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني بعد عام وأكثر من ضربة جوية أمريكية في يناير 2020.
تقول مجلة (إيكونوميست) البريطانية أن هذه اللوحة وغيرها من اللوحات التي تمجد شخصيات إيرانية في المنطقة الخضراء ببغداد التي تضم مراكز حكومية والسفارة الأمريكية، تعكس النفوذ الإيراني، لكنها لا تكشف الكره الكبير الذي يسيطر على العراقيين تجاه حكام إيران.
وتشير المجلة إلى غضب عراقي كبير من التواجد الإيراني، بعدما رفع العراقيون شعار (اخرجوا بره) في وجه إيران، وحرقوا صور المرشد علي خامنئي، فيما تورطت الميليشيات التابعة للملالي في قمع عنيف للاحتجاجات المناهضة للحكومة التي اندلعت في 2019، واستغلت طهران السياسيين الشيعة في العراق لتأكيد نفوذها وتحقيق مأربها، رغم وقوف رئيس الوزراء مصطفي الكاظمي في وجهها.
ومع الجهود العراقية لاستعادة الهيمنة على وطن مشتت، تشعر إيران بأن مصالحها باتت مهددة على نحو خطير في العراق، وأزعج رئيس الوزراء الميليشيات باستعادته السيطرة على عدد من المعابر الحدودية التي كانت تنتشر فيها الميليشيات المسلحة، وبناء على طلبه سيرسل حلف الناتو 3500 جندي إلى العراق.. حسب ما أكد موقع (24) الإماراتي.
تفكيك الميليشيات
ووفقا للمجلة، خففت الميليشيات العراقية المدعومة إيرانيا من اندفاعها، فقللت عدد اللافتات التي تشيد بقادتها من آيات الله والجنرالات، فضلا عن ظهور أقل في الشوارع، وهي تفتقد إلى توجيهات سليماني وأبو مهدي المهندس، الذي كان يتزعم الميليشيات العراقية، والذي قتل مع سليماني في الغارة الأمريكية.
وفي غياب قيادة واضحة، فإن الميليشيات آخذة في التفكك، وكان من المتوقع إحياء ذكرى الغارة الجوية بعرض للقوة، وسار الآلاف في بغداد، وعُرضت بقايا السيارة التي استهدفتها الغارة الأمريكية، لكن لم تحدث ضربات انتقامية على نطاق واسع ضد أهداف أمريكية.
تحدي الكاظمي
وترى (إيكونوميست) أن إيران استغلت السياسيين الشيعة في العراق لتأكيد نفوذها. لكن رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي لا يتجاوب معها.
وبخلاف كل أسلافه، فإن الكاظمي لا يتحدر من حزب مقرب من إيران، ومنذ تسلمه منصبه في مايو الماضي، طبق العقوبات الأمريكية، ومنع طهران من الحصول على مليارات الدولارات ثمن صادرات إيرانية، إلى العراق.
واستدعى رئيس مجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني المسؤولين العراقيين إلى طهران ووبخوهم لبعد تعثر الإفراج عن الأموال الإيرانية.
قطع رأس
وتؤكد ماريا فانتابي من مركز الحوار الإنساني في جنيف، «إن هذه المجموعات، المدعومة من إيران، تشعر بأنها مهددة على نحو خطير»، واتهم الخصوم الكاظمي، وهو الرئيس السابق لجهاز المخابرات العراقي، بإعلامه الأمريكيين بمكان سليماني، ما مكنهم من استهدافه.
واغتالت الميليشيات بعض المقربين منه، وطاردت عددا آخر من مستشاريه في الخارج، وطوقت (كتائب حزب الله) المدعومة من إيران منزله في يونيو بشاحنات خفيفة مليئة بالمسلحين، ردا على اعتقال بعض عناصرها للاشتباه في قتلهم متظاهرين.
ويقول مراقب في بغداد «إن الكاظمي محظوظ لأنه نجا من قطع رأسه ووضعه على طبق».
كبح إيران
ويسعى الكاظمي إلى تفادي الاحتكاك المباشر مع الميليشيات المدعومة إيرانيا، وتضم حكومته وزيرا من الفصائل الموالية لإيران، التي تحاول زيادة عدد عناصرها المدرجة على جدول رواتب الحكومة، علما أن عشرات الآلاف منهم يتقاضون الرواتب من الدولة، وينقل مسؤول عراقي عن رئيس الوزراء «إذا لم تدفع لهم، فإنهم سيقصفون الأمريكيين».
ويعتقد مستشارو الكاظمي أن معظم العراقيين يدعمون جهوده لكبح جماح النفوذ الإيراني، ويقولون «إنه في الانتخابات الماضية، بقي المحبطون في منازلهم، بينما أقبل الناخبون المؤيدون للأحزاب المدعومة من إيران على صناديق الاقتراع».
وينتظر إجراء انتخابات في أكتوبر المقبل، وإذا تمكن مساعدو الكاظمي من حشد الناخبين، وإذا أرسلت الأمم المتحدة مراقبين، فإن المناخ السياسي قد يتغير بطريقة تسهل عمل رئيس الوزراء، الذي دعا إلى حوار وطني قد يشمل خاضعين لعقوبات أمريكية، ويبدو أنه توصل إلى خلاصة مفادها أن الحوار أفضل من قتال قد يخسره.
حرب نفسية
ويتهم الكاتب والمحلل العراقي حامد شهاب إيران بقيادة حرب نفسية شعواء ضد العراق، وقال «كلما أراد العراقيون أن يتنفسوا الصعداء، عندما ينفتح بلدهم على المحيط العربي، تتحرك إيران بالاتجاه المضاد، وتقود حملة حرب نفسية شعواء، وكان انقلابا على وشك أن يحدث في العراق».
وأضاف «وما إن أدرك الكاظمي، أن انفتاح العراق على محيط جواره العربي والإقليمي والدولي، ينعكس بآثاره الإيجابية، لكي يعود العراق إلى مكانه الصحيح، بعد سنوات من الانقطاع، حتى راح يتحرك باتجاه أن يبحث عن استراتيجيات عمل عربي مشترك، يعيد حالة التوازن المفقودة، بل والمختلة، إلى ما كانت عليه، قبل عقود، فكانت الأردن ومصر والسعودية ودول الخليج العربي وحتى تركيا، إحدى البوابات التي تحقق له هذا التحرك، وهو الأمل الوحيد، من وجهة نظر العراقيين، الذي بإمكانه أن ينتزع العراق من مخالب إيران».
حملات شرسة
ويؤكد أن تحرك الكاظمي واجه حملات شرسة من قوى سياسية عراقية، ومن إيران نفسها، التي وجدت في تحركات من هذا النوع، أن يكون بمقدور العراق مستقبلا الخروج من شرنقة طهران، وبالتالي تخسر مليارات الدولارات تحصل عليها سنويا، عندما كانت تمسك بقبضتها على هذا البلد، ولا تريد أن ينفتح العراق على محيطه العربي، وهي تذكر على الدوام، بمواقف العرب الكثيرة، التي تدعي فيها أن العرب أداروا ظهرهم للعراق، بعد عام 2003، وأن إيران هي من مدت يد العون للعراق، وساعدته في حربه ضد الإرهاب.
ولفت إلى أن العراقيين أيقنوا بعد كل تلك السنوات العجاف أن حال بلدهم يتدهور يوما بعد آخر، وأن محافظات الوسط والجنوب تسوء أحوال شعبها، قبل المحافظات الأخرى، وتصاعدت وتيرة الاحتجاجات وحركة المعارضة بشكل واسع من قلب تلك المحافظات، وهم أكثر من رفعوا شعار، أن يجد العراق له مكانا آخر، لكي يتخلص من هيمنة إيران على مقدرات بلدهم.
التوجه للعرب
ويؤكد شهاب أن خطوة الكاظمي بالتحرك على المحيط العربي، هي السبيل الأمثل لإخراج العراق من أزماته الخانقة، فهو القلب النابض للعرب، وتتطلع أعينهم عليه ليجدوا فيه مكانهم الرحب، برغم كل التهديدات التي يواجهونها وعوامل الترهيب التي يشهرونها بوجه الكاظمي وكل قادة العرب، إلا أن الانفتاح العربي على العراق، يبقى هو الأمل الوحيد الذي يعلق عليه العراقيون الآمال، لكي يخلصهم من حال لا يحسدون عليه، ومن وضع مأساوي، سياسي وأمني واقتصادي واجتماعي، راح يكبل بلدهم بقيود ثقيلة، وهم يتجرعون مرارة هذا التدهور الذي تتسارع خطاه يوما بعد آخر.
ويؤكد أن العراق لن تقطع علاقتها مع إيران، بل يريدون أن يكون لديهم تعاون مشترك معها يحافظ على سيادة بلدهم، ولا يكبل أجيالهم باتفاقيات تخل بمبدأ (التوازن) في علاقات العراق مع محيطه العربي والإقليمي والدولي.
تقول مجلة (إيكونوميست) البريطانية أن هذه اللوحة وغيرها من اللوحات التي تمجد شخصيات إيرانية في المنطقة الخضراء ببغداد التي تضم مراكز حكومية والسفارة الأمريكية، تعكس النفوذ الإيراني، لكنها لا تكشف الكره الكبير الذي يسيطر على العراقيين تجاه حكام إيران.
وتشير المجلة إلى غضب عراقي كبير من التواجد الإيراني، بعدما رفع العراقيون شعار (اخرجوا بره) في وجه إيران، وحرقوا صور المرشد علي خامنئي، فيما تورطت الميليشيات التابعة للملالي في قمع عنيف للاحتجاجات المناهضة للحكومة التي اندلعت في 2019، واستغلت طهران السياسيين الشيعة في العراق لتأكيد نفوذها وتحقيق مأربها، رغم وقوف رئيس الوزراء مصطفي الكاظمي في وجهها.
ومع الجهود العراقية لاستعادة الهيمنة على وطن مشتت، تشعر إيران بأن مصالحها باتت مهددة على نحو خطير في العراق، وأزعج رئيس الوزراء الميليشيات باستعادته السيطرة على عدد من المعابر الحدودية التي كانت تنتشر فيها الميليشيات المسلحة، وبناء على طلبه سيرسل حلف الناتو 3500 جندي إلى العراق.. حسب ما أكد موقع (24) الإماراتي.
تفكيك الميليشيات
ووفقا للمجلة، خففت الميليشيات العراقية المدعومة إيرانيا من اندفاعها، فقللت عدد اللافتات التي تشيد بقادتها من آيات الله والجنرالات، فضلا عن ظهور أقل في الشوارع، وهي تفتقد إلى توجيهات سليماني وأبو مهدي المهندس، الذي كان يتزعم الميليشيات العراقية، والذي قتل مع سليماني في الغارة الأمريكية.
وفي غياب قيادة واضحة، فإن الميليشيات آخذة في التفكك، وكان من المتوقع إحياء ذكرى الغارة الجوية بعرض للقوة، وسار الآلاف في بغداد، وعُرضت بقايا السيارة التي استهدفتها الغارة الأمريكية، لكن لم تحدث ضربات انتقامية على نطاق واسع ضد أهداف أمريكية.
تحدي الكاظمي
وترى (إيكونوميست) أن إيران استغلت السياسيين الشيعة في العراق لتأكيد نفوذها. لكن رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي لا يتجاوب معها.
وبخلاف كل أسلافه، فإن الكاظمي لا يتحدر من حزب مقرب من إيران، ومنذ تسلمه منصبه في مايو الماضي، طبق العقوبات الأمريكية، ومنع طهران من الحصول على مليارات الدولارات ثمن صادرات إيرانية، إلى العراق.
واستدعى رئيس مجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني المسؤولين العراقيين إلى طهران ووبخوهم لبعد تعثر الإفراج عن الأموال الإيرانية.
قطع رأس
وتؤكد ماريا فانتابي من مركز الحوار الإنساني في جنيف، «إن هذه المجموعات، المدعومة من إيران، تشعر بأنها مهددة على نحو خطير»، واتهم الخصوم الكاظمي، وهو الرئيس السابق لجهاز المخابرات العراقي، بإعلامه الأمريكيين بمكان سليماني، ما مكنهم من استهدافه.
واغتالت الميليشيات بعض المقربين منه، وطاردت عددا آخر من مستشاريه في الخارج، وطوقت (كتائب حزب الله) المدعومة من إيران منزله في يونيو بشاحنات خفيفة مليئة بالمسلحين، ردا على اعتقال بعض عناصرها للاشتباه في قتلهم متظاهرين.
ويقول مراقب في بغداد «إن الكاظمي محظوظ لأنه نجا من قطع رأسه ووضعه على طبق».
كبح إيران
ويسعى الكاظمي إلى تفادي الاحتكاك المباشر مع الميليشيات المدعومة إيرانيا، وتضم حكومته وزيرا من الفصائل الموالية لإيران، التي تحاول زيادة عدد عناصرها المدرجة على جدول رواتب الحكومة، علما أن عشرات الآلاف منهم يتقاضون الرواتب من الدولة، وينقل مسؤول عراقي عن رئيس الوزراء «إذا لم تدفع لهم، فإنهم سيقصفون الأمريكيين».
ويعتقد مستشارو الكاظمي أن معظم العراقيين يدعمون جهوده لكبح جماح النفوذ الإيراني، ويقولون «إنه في الانتخابات الماضية، بقي المحبطون في منازلهم، بينما أقبل الناخبون المؤيدون للأحزاب المدعومة من إيران على صناديق الاقتراع».
وينتظر إجراء انتخابات في أكتوبر المقبل، وإذا تمكن مساعدو الكاظمي من حشد الناخبين، وإذا أرسلت الأمم المتحدة مراقبين، فإن المناخ السياسي قد يتغير بطريقة تسهل عمل رئيس الوزراء، الذي دعا إلى حوار وطني قد يشمل خاضعين لعقوبات أمريكية، ويبدو أنه توصل إلى خلاصة مفادها أن الحوار أفضل من قتال قد يخسره.
حرب نفسية
ويتهم الكاتب والمحلل العراقي حامد شهاب إيران بقيادة حرب نفسية شعواء ضد العراق، وقال «كلما أراد العراقيون أن يتنفسوا الصعداء، عندما ينفتح بلدهم على المحيط العربي، تتحرك إيران بالاتجاه المضاد، وتقود حملة حرب نفسية شعواء، وكان انقلابا على وشك أن يحدث في العراق».
وأضاف «وما إن أدرك الكاظمي، أن انفتاح العراق على محيط جواره العربي والإقليمي والدولي، ينعكس بآثاره الإيجابية، لكي يعود العراق إلى مكانه الصحيح، بعد سنوات من الانقطاع، حتى راح يتحرك باتجاه أن يبحث عن استراتيجيات عمل عربي مشترك، يعيد حالة التوازن المفقودة، بل والمختلة، إلى ما كانت عليه، قبل عقود، فكانت الأردن ومصر والسعودية ودول الخليج العربي وحتى تركيا، إحدى البوابات التي تحقق له هذا التحرك، وهو الأمل الوحيد، من وجهة نظر العراقيين، الذي بإمكانه أن ينتزع العراق من مخالب إيران».
حملات شرسة
ويؤكد أن تحرك الكاظمي واجه حملات شرسة من قوى سياسية عراقية، ومن إيران نفسها، التي وجدت في تحركات من هذا النوع، أن يكون بمقدور العراق مستقبلا الخروج من شرنقة طهران، وبالتالي تخسر مليارات الدولارات تحصل عليها سنويا، عندما كانت تمسك بقبضتها على هذا البلد، ولا تريد أن ينفتح العراق على محيطه العربي، وهي تذكر على الدوام، بمواقف العرب الكثيرة، التي تدعي فيها أن العرب أداروا ظهرهم للعراق، بعد عام 2003، وأن إيران هي من مدت يد العون للعراق، وساعدته في حربه ضد الإرهاب.
ولفت إلى أن العراقيين أيقنوا بعد كل تلك السنوات العجاف أن حال بلدهم يتدهور يوما بعد آخر، وأن محافظات الوسط والجنوب تسوء أحوال شعبها، قبل المحافظات الأخرى، وتصاعدت وتيرة الاحتجاجات وحركة المعارضة بشكل واسع من قلب تلك المحافظات، وهم أكثر من رفعوا شعار، أن يجد العراق له مكانا آخر، لكي يتخلص من هيمنة إيران على مقدرات بلدهم.
التوجه للعرب
ويؤكد شهاب أن خطوة الكاظمي بالتحرك على المحيط العربي، هي السبيل الأمثل لإخراج العراق من أزماته الخانقة، فهو القلب النابض للعرب، وتتطلع أعينهم عليه ليجدوا فيه مكانهم الرحب، برغم كل التهديدات التي يواجهونها وعوامل الترهيب التي يشهرونها بوجه الكاظمي وكل قادة العرب، إلا أن الانفتاح العربي على العراق، يبقى هو الأمل الوحيد الذي يعلق عليه العراقيون الآمال، لكي يخلصهم من حال لا يحسدون عليه، ومن وضع مأساوي، سياسي وأمني واقتصادي واجتماعي، راح يكبل بلدهم بقيود ثقيلة، وهم يتجرعون مرارة هذا التدهور الذي تتسارع خطاه يوما بعد آخر.
ويؤكد أن العراق لن تقطع علاقتها مع إيران، بل يريدون أن يكون لديهم تعاون مشترك معها يحافظ على سيادة بلدهم، ولا يكبل أجيالهم باتفاقيات تخل بمبدأ (التوازن) في علاقات العراق مع محيطه العربي والإقليمي والدولي.