المشروع الحياتي الأسمى
الاحد / 15 / شعبان / 1442 هـ - 20:07 - الاحد 28 مارس 2021 20:07
الانشغال الدائم بالمعرفة والتصحيح لإحداثيات الإنسان لنفسه من حيث المبادئ والسلوكيات والرقي في مدارج الخيرية وبذل المعروف وكل ما يتصل بالخصال الحسنة، أعتقد أنه هو المشروع الحياتي الأسمى الذي لا يوجد له لحظة انتهاء، لأن طبيعة هذا المشروع أنه متمدد في نطاق عمله يوما بعد آخر، فضلا عن أن طبيعة الإصلاحات لا تنتهي في محاولة الوصول للمثل العليا التي لا يمكن للبشر أن يصلوا إليها مهما كانت الخيرية التي تحتويهم بحكم جبلة الخطأ المطبوع عليها البشر، وأيضا الحالة الترددية التي تحصل في مواصلة التخلي عن الأخطاء وملازمة الصحة، لذلك كانت النسبية الغالبة في الشؤون الإنسانية أيضا ينصبغ بها الإنسان المنشغل بهذا المشروع.
سأعطي مثالا من أجل التوضيح، شخصان لديهما مثلا خصلة ذميمة مثلا كالكبر، أحدهما منشغل بالمشروع الحياتي الأسمى الذي لا ينتهي، وآخر مشغول بمشاريع لا حصر لها وليس من بينها مشروعنا المقصود، لن يكون لدي دهشة في أن الشخص الأول ستمضي به الأيام وسيعرف طريقه في التخلص من هذه الصفة أو على الأقل سيقلل من وجودها وتوهجها داخل النفس، بينما الآخر سيبقى على حاله، لأنها أصبحت صفة لاشعورية وتدخل ضمن عداد المألوفات التي لا ينتبه لها، وقس على ذلك في جميع الخصال والمبادئ. لذلك يستحق مسمى المشروع الحياتي الأسمى.
بعبارة أخرى يختلف صاحب المشروع الحياتي الأسمى عن غيره بأنه جعل أغلب انشغالاته المستمرة في الحياة متصلة بما في داخله أكثر من تلك الانشغالات التي تحدث خارج أسوار النفس، ولو تأملت قليلا لوجدت أن الأنبياء والحكماء وأصحاب رسالة التأثير الإيجابية عبر التاريخ ينشغلون بهذا الأمر وأيضا يبشرون به، وحتى تلك الأحداث والأمور التي تحدث خارج أسوار النفس ستجد لها خيطا رفيعا يربطها بما في الداخل من المبادئ والقيم. ولو تأملت في اختلافات البشر التي تحصل واستخدمت مثلا أسلوب اللماذات الخمسة ستجد إجابة السؤال الخامس في الأغلب متصلة بما في داخل النفس.
أعتقد أن الإنسان الذي ينشغل بهذا المشروع ستكون لديه مواصفات فريدة يختلف بها عن غيره، وأهمها بالتأكيد ما يعرف بالانضباط الذاتي أو إدارة الذات، لأن عدسة المجهر موجهة بشكل دائم على مظاهر الصحة والخطأ وكذلك القدرة الهائلة التي تتكون مع الزمن في التنبؤ أين هي مواضع الصحة والخطأ وكيفية التصرف معها فضلا عن تنامي حساسية الميزان الدقيقة مع الزمن في قياس الصحة والخطأ، وبعد ذلك إمكانية التعزيز والتصحيح.
من هذه المواصفات أيضا أنه يعلم أن النسبية أيضا تغشاه كما تغشى غيره في ممارسة الصحة والخطأ لذلك يعرف الفروقات الدقيقة بين النقد الذاتي الذي يعود عليه بالتصحيح والأثر الإيجابي وجلد الذات الذي هو أيضا صورة من صور الانشغال بالداخل المتطرفة في السلبية.
والصفات كثيرة جدا لمن ينشغل بمثل هذا المشروع والمقال لا يتسع لها مثل التواضع وقبول الحق والعدالة والسلام الداخلي والرضا وغيرها، وبالتأكيد سيكون أهم الصفات والآثار بأنه في حالة تطوير مستمرة لا تهدأ يلمس أثرها في نفسه وكذلك في مجتمعه الذي يحيط به.
في مدارات النظر والتجارب المتنوعة ويوم بعد آخر وأحداث تتوالى وإنجازات ومشاكل تتضاخم، كلها تتهادى وتتآلف لتقول إن الانشغال بما هو داخل النفس تصحيحا وسلاما هو الطريق المعبد لتأليف أول صفحة في كتاب الرضا والسعادة وتحقيق الذات، وبقية الصفحات تنجز تباعا.
fahdabdullahz@
سأعطي مثالا من أجل التوضيح، شخصان لديهما مثلا خصلة ذميمة مثلا كالكبر، أحدهما منشغل بالمشروع الحياتي الأسمى الذي لا ينتهي، وآخر مشغول بمشاريع لا حصر لها وليس من بينها مشروعنا المقصود، لن يكون لدي دهشة في أن الشخص الأول ستمضي به الأيام وسيعرف طريقه في التخلص من هذه الصفة أو على الأقل سيقلل من وجودها وتوهجها داخل النفس، بينما الآخر سيبقى على حاله، لأنها أصبحت صفة لاشعورية وتدخل ضمن عداد المألوفات التي لا ينتبه لها، وقس على ذلك في جميع الخصال والمبادئ. لذلك يستحق مسمى المشروع الحياتي الأسمى.
بعبارة أخرى يختلف صاحب المشروع الحياتي الأسمى عن غيره بأنه جعل أغلب انشغالاته المستمرة في الحياة متصلة بما في داخله أكثر من تلك الانشغالات التي تحدث خارج أسوار النفس، ولو تأملت قليلا لوجدت أن الأنبياء والحكماء وأصحاب رسالة التأثير الإيجابية عبر التاريخ ينشغلون بهذا الأمر وأيضا يبشرون به، وحتى تلك الأحداث والأمور التي تحدث خارج أسوار النفس ستجد لها خيطا رفيعا يربطها بما في الداخل من المبادئ والقيم. ولو تأملت في اختلافات البشر التي تحصل واستخدمت مثلا أسلوب اللماذات الخمسة ستجد إجابة السؤال الخامس في الأغلب متصلة بما في داخل النفس.
أعتقد أن الإنسان الذي ينشغل بهذا المشروع ستكون لديه مواصفات فريدة يختلف بها عن غيره، وأهمها بالتأكيد ما يعرف بالانضباط الذاتي أو إدارة الذات، لأن عدسة المجهر موجهة بشكل دائم على مظاهر الصحة والخطأ وكذلك القدرة الهائلة التي تتكون مع الزمن في التنبؤ أين هي مواضع الصحة والخطأ وكيفية التصرف معها فضلا عن تنامي حساسية الميزان الدقيقة مع الزمن في قياس الصحة والخطأ، وبعد ذلك إمكانية التعزيز والتصحيح.
من هذه المواصفات أيضا أنه يعلم أن النسبية أيضا تغشاه كما تغشى غيره في ممارسة الصحة والخطأ لذلك يعرف الفروقات الدقيقة بين النقد الذاتي الذي يعود عليه بالتصحيح والأثر الإيجابي وجلد الذات الذي هو أيضا صورة من صور الانشغال بالداخل المتطرفة في السلبية.
والصفات كثيرة جدا لمن ينشغل بمثل هذا المشروع والمقال لا يتسع لها مثل التواضع وقبول الحق والعدالة والسلام الداخلي والرضا وغيرها، وبالتأكيد سيكون أهم الصفات والآثار بأنه في حالة تطوير مستمرة لا تهدأ يلمس أثرها في نفسه وكذلك في مجتمعه الذي يحيط به.
في مدارات النظر والتجارب المتنوعة ويوم بعد آخر وأحداث تتوالى وإنجازات ومشاكل تتضاخم، كلها تتهادى وتتآلف لتقول إن الانشغال بما هو داخل النفس تصحيحا وسلاما هو الطريق المعبد لتأليف أول صفحة في كتاب الرضا والسعادة وتحقيق الذات، وبقية الصفحات تنجز تباعا.
fahdabdullahz@