الدبلوماسية الثقافية السعودية.. النفط والكبسة!
الاثنين / 24 / رجب / 1442 هـ - 21:58 - الاثنين 8 مارس 2021 21:58
من المصطلحات التي يتم تداولها مؤخرا بكثافة على المستويين الرسمي والثقافي مصطلحا الدبلوماسية الثقافية وتسويق الأمم، اللذان يعتبران من أوجه الدبلوماسية العامة.
أخيرا، نشرت هيئة فنون الطهي، وهي هيئة وليدة تابعة لوزارة الثقافة، استراتيجيتها التي اشتملت على عدة بنود من ضمنها: دبلوماسية الطعام، وتعزيز التواصل الدولي، وسياحة الطعام، وترويج الروايات والقصص المحلية المتعلقة بفنون الطهي.
ترتبط الأطعمة ارتباطا وثيقا بتراث الدول وتصبح مكونا مهما لمستودعها الثقافي والاقتصادي بين الأمم. فيلم The Founder عرض بشكل خلاق قصة تأسيس مطعم الوجبات السريعة الأشهر على الكرة الأرضية McDonalds وألصق بالقصة العديد من الدراميات والبطولات التي أضفت على سمعة شطيرة البرجر الأمريكية كثيرا من الألق والجاذبية، حتى أضحى تعبير Macdonaldization مصطلحا يصف تجليات الغزو الثقافي الأمريكي الذي اكتسح العالم في موجات متعاقبة لا تلبث أن تهدأ حتى تعود بقوة أكبر.
شطيرة البرجر التي يقدمها ماكدونالدز تحمل في طياتها معنى أكبر من مجرد شريحة لحم تحتضنها قطعتان من الخبز تؤدي دورها وجبة تنهي الجوع، تسيس هذا الساندويتش حتى أمسى رمزا للحلم الأمريكي المرادف للعمل الدؤوب، ولوادي السيليكون والابتكارات التكنولوجية المثيرة.
تحققت الهيمنة الأمريكية من خلال أشكال حضارية محددة، وهي في هذا السياق المأكل (ماكدونالدز) والمشرب (الكوكا كولا). ولتعالق أكبر مع الاكتساحات الأممية الحديثة لن أغفل عن ذكر هيمنة الموسيقى الكورية من خلال فرقة BTS التي يتراقص على أنغامها شباب وشابات العالم، وخدمات البث الرقمية Netflix التي جعلت هوليوود ضيفا دائما في منازلنا واجتماعاتنا.
عناصر النجاح الدبلوماسي تكمن في عدة مفاهيم أحدها مفهوم سياحة الطعام، الذي لا يزال وليدا في المملكة، لكن بمقدوره أن يدفع البلد درجات في سلم التسويق الأممي وصناعة السياحة العالمية التي يتكرر ذكرها كثيرا في أجندة رؤية المملكة 2030. فكما ارتبطت البيتزا في الأذهان بإيطاليا وساهمت بالترويج لأزقة نابولي ومطاعمها، وكما نجحت دول شرق آسيا بتصدير السوشي حتى احتل مكانا مميزا في قوائم طعام أفخم المطاعم وأعرقها، سيأتي الوقت الذي تصبح فيه منتجات غذائية محلية مثل القهوة الشقراء ومعمول التمر وطبق المرقوق الساخن أيقونات تسهم في الترويج للمطبخ السعودي الغني بالنكهات والوصفات.
إن ممارسة الدبلوماسية من منظور تسويقي Branding واعتناق التفاعل الدولي السلمي كمذهب جيوسياسي سيؤدي إلى تكريس صورة ذهنية إيجابية ومستدامة، من تمثلاتها استضافة المناسبات الرياضية العالمية، والوساطة الدولية، وحل النزاعات، والتدخلات الإنسانية، وغيرها من الوسائل التي تمتزج في خلية كبيرة ومتناغمة مفضية إلى كسب عميق للقلوب والعقول والترويج للدولة على المستوى العالمي.
أتحرق شوقا، ومثلي كثيرون، لمشاهدة وثائقي يروي حكاية: الكبسة، والحنيني، والجريش، وغيرها من الأطعمة السعودية ذات النكهة اللاذعة والتاريخ الدافئ.
من اعتاد مطالعة الصحافة الغربية في التسعينات، سيتذكر أنها كانت دوما ما تشير إلى دول الخليج، والمملكة بشكل خاص، محفوفة بمرجعيات مثل: دول بحيرات النفط، الصحراء والإبل، والمرأة المحرومة من قيادة سيارتها الخاصة. أما اليوم فهناك السفيرة ريما بنت بندر، وفعاليات مواسم السعودية ومخططات نيوم والقدية.
@wejdan_hms
أخيرا، نشرت هيئة فنون الطهي، وهي هيئة وليدة تابعة لوزارة الثقافة، استراتيجيتها التي اشتملت على عدة بنود من ضمنها: دبلوماسية الطعام، وتعزيز التواصل الدولي، وسياحة الطعام، وترويج الروايات والقصص المحلية المتعلقة بفنون الطهي.
ترتبط الأطعمة ارتباطا وثيقا بتراث الدول وتصبح مكونا مهما لمستودعها الثقافي والاقتصادي بين الأمم. فيلم The Founder عرض بشكل خلاق قصة تأسيس مطعم الوجبات السريعة الأشهر على الكرة الأرضية McDonalds وألصق بالقصة العديد من الدراميات والبطولات التي أضفت على سمعة شطيرة البرجر الأمريكية كثيرا من الألق والجاذبية، حتى أضحى تعبير Macdonaldization مصطلحا يصف تجليات الغزو الثقافي الأمريكي الذي اكتسح العالم في موجات متعاقبة لا تلبث أن تهدأ حتى تعود بقوة أكبر.
شطيرة البرجر التي يقدمها ماكدونالدز تحمل في طياتها معنى أكبر من مجرد شريحة لحم تحتضنها قطعتان من الخبز تؤدي دورها وجبة تنهي الجوع، تسيس هذا الساندويتش حتى أمسى رمزا للحلم الأمريكي المرادف للعمل الدؤوب، ولوادي السيليكون والابتكارات التكنولوجية المثيرة.
تحققت الهيمنة الأمريكية من خلال أشكال حضارية محددة، وهي في هذا السياق المأكل (ماكدونالدز) والمشرب (الكوكا كولا). ولتعالق أكبر مع الاكتساحات الأممية الحديثة لن أغفل عن ذكر هيمنة الموسيقى الكورية من خلال فرقة BTS التي يتراقص على أنغامها شباب وشابات العالم، وخدمات البث الرقمية Netflix التي جعلت هوليوود ضيفا دائما في منازلنا واجتماعاتنا.
عناصر النجاح الدبلوماسي تكمن في عدة مفاهيم أحدها مفهوم سياحة الطعام، الذي لا يزال وليدا في المملكة، لكن بمقدوره أن يدفع البلد درجات في سلم التسويق الأممي وصناعة السياحة العالمية التي يتكرر ذكرها كثيرا في أجندة رؤية المملكة 2030. فكما ارتبطت البيتزا في الأذهان بإيطاليا وساهمت بالترويج لأزقة نابولي ومطاعمها، وكما نجحت دول شرق آسيا بتصدير السوشي حتى احتل مكانا مميزا في قوائم طعام أفخم المطاعم وأعرقها، سيأتي الوقت الذي تصبح فيه منتجات غذائية محلية مثل القهوة الشقراء ومعمول التمر وطبق المرقوق الساخن أيقونات تسهم في الترويج للمطبخ السعودي الغني بالنكهات والوصفات.
إن ممارسة الدبلوماسية من منظور تسويقي Branding واعتناق التفاعل الدولي السلمي كمذهب جيوسياسي سيؤدي إلى تكريس صورة ذهنية إيجابية ومستدامة، من تمثلاتها استضافة المناسبات الرياضية العالمية، والوساطة الدولية، وحل النزاعات، والتدخلات الإنسانية، وغيرها من الوسائل التي تمتزج في خلية كبيرة ومتناغمة مفضية إلى كسب عميق للقلوب والعقول والترويج للدولة على المستوى العالمي.
أتحرق شوقا، ومثلي كثيرون، لمشاهدة وثائقي يروي حكاية: الكبسة، والحنيني، والجريش، وغيرها من الأطعمة السعودية ذات النكهة اللاذعة والتاريخ الدافئ.
من اعتاد مطالعة الصحافة الغربية في التسعينات، سيتذكر أنها كانت دوما ما تشير إلى دول الخليج، والمملكة بشكل خاص، محفوفة بمرجعيات مثل: دول بحيرات النفط، الصحراء والإبل، والمرأة المحرومة من قيادة سيارتها الخاصة. أما اليوم فهناك السفيرة ريما بنت بندر، وفعاليات مواسم السعودية ومخططات نيوم والقدية.
@wejdan_hms