العالم

صفقة وراء إفراج إيران عن أشهر سجينة بريطانية

مراقبون: قرار خامنئي رسالة مبطنة إلى الولايات المتحدة الأمريكية للعودة للمفاوضات

نازنين زاغري مع زوجها وابنهما
رجح مراقبون أن تكون صفقة سياسية واقتصادية وراء إفراج إيران عن موظفة الإغاثة نازنين زاغري راتكليف التي تعد أشهر معتقلة بريطانية في السجون الإيرانية خلال الفترة الأخيرة.

وأكدت مصادر أن طهران أرادت استرضاء بريطانيا الحليف القوي للولايات المتحدة الأمريكية، على أمل القيام بدور أكبر لبدء مفاوضات في الفترة المقبلة، وأن القرار رسالة مبطنة إلى إدارة بايدن لتعيد التفاوض حول الاتفاقية النووية، وتتجه نحو رفع العقوبات الاقتصادية التي تسببت في شلل شبه كامل للحياة في إيران.

وحض وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب، طهران على السماح لنازنين زاغري راتكليف، التي تحمل جنسية البلدين، بالعودة إلى المملكة المتحدة بعدما قضت مدة عقوبتها البالغة خمس سنوات، وقال «نرحب بإزالة جهاز التعقب عن كاحل نازنين زاغري.. يجب السماح لها بالعودة إلى المملكة المتحدة في أقرب وقت ممكن

للم شملها مع عائلتها».

اتهام بالتجسس

وأعلن محامي موظفة الإغاثة البريطانية المحتجزة في إيران نازنين زاغري أن موكلته قد أفرج عنها بعد انقضاء مدة سجنها، وقال حجت كرماني، محامي زاغري، في تصريحات لموقع (امتداد) المحلي، «إنه قد تم إخطاره بقرار الإفراج عنها، وأن زاغري أنهت حكما بالسجن خمس سنوات، ولذا تم إبلاغها بقرار إطلاق سراحها في سجن إيفين وإزالة سوار المراقبة الالكتروني عن كاحلها».

وكانت راتكليف اعتقلت وهي بصحبة ابنتها في أبريل عام 2016، في مطار طهران حين قدمت لزيارة عائلتها، ثم حكم عليها بالسجن خمس سنوات بتهمة التجسس، ولطالما نفت السيدة التي كانت تعمل في مؤسسة طومسون رويترز الخيرية، هذا الاتهام وأصرت على براءتها.

وأفرجت السلطات الإيرانية عن البريطانية نازنين زاغري موقتا في نهاية العام الماضي بسبب مخاوف من انتشار فيروس كورونا في السجون، لكن تم التحكم في تحركاتها بواسطة سوار الكتروني ولم يسمح لها بمغادرة إيران.

تحذير بريطاني

وكان موقع (امتداد) الإيراني نقل عن المحامي حجة كرماني «أصدر الزعيم الأعلى الإيراني عفوا عنها العام الماضي لكنها أمضت العام الأخير من عقوبتها رهن الحبس المنزلي مع تقييد قدميها بأصفاد الكترونية. الآن نزعت القيود وأطلق سراحها»، ولم يعلق مسؤولون في القضاء الإيراني بعد على الإفراج.

وفي لندن، قالت توليب صديق عضو البرلمان البريطاني «إنها تحدثت إلى أسرة زاغاري راتكليف وإن الأسرة أبلغتها بإزالة القيد الالكتروني من قدميها، لكنها استدعيت مرة أخرى إلى المحكمة».

وكانت الحكومة البريطانية حذرت في وقت سابق من أنها ستعيد النظر في العلاقات مع إيران في حالة إدانة نازنين زاغري مرة أخرى وإعادتها إلى السجن.

قضية ثانية

وكان ريتشارد راتكليف، زوج السيدة زاغري، قال مؤخرا «إنه إذا لم تجد الحكومة الإيرانية سببا أو ذريعة أخرى لتمديد احتجاز نازنين زاغري، فيجب إطلاق سراحها في 7 مارس الحالي».

ولاتزال آمال موظفة الإغاثة البريطانية من أصل إيراني نازنين زاغاري في استنشاق هواء الحرية معلقة على ما يبدو، حيث ذكر محاميها أنه تم تحديد موعد لمواصلة التحقيق في قضية ثانية لها.

وبحسب هذا المحامي، حدد الفرع الـ 15 في محكمة الثورة في طهران موعدا للاستماع إلى الدفاع للمرة الأخيرة في 14 مارس الجاري، وتم إخطاره بذلك.

وفي القضية الثانية، اتهمت السيدة زاغري بارتكاب أنشطة دعائية ضد النظام من خلال المشاركة في مسيرة احتجاجية أمام مبني السفارة الإيرانية في لندن عام 2009، وإجراء مقابلة مع شبكة بي بي سي الفارسية في نفس الوقت.

وأعرب المحامي حجت كرماني عن أمله في إغلاق القضية الثانية لنازنين زاغري في هذه المرحلة، بالنظر إلى التحقيقات السابقة، حسبما أورد موقع (امتداد) الإخباري المحلي.

ابتزاز سياسي

واعتبر مراقبون أن سجن الناشطة البريطانية في إيران يعد ابتزازا سياسيا اعتاد نظام الملالي على ممارسته مع الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبا، وبرهن على ذلك أن ناطقا باسم وزارة الخارجية الإيرانية، دعا بريطانيا إلى الدفع الفوري لطهران في نوفمبر 2020، بالتزامن مع أول جلسة استماع لنازانين داخل المحكمة في الاتهامات الجديدة الموجهة لها.

وزعمت إيران أن الحكومة البريطانية مدينة لها بحوالي 400 مليون جنيه إسترليني نظير صفقة دبابات من طراز تشيفتن لم تتسلمها طهران وتم توقيع عقودها منذ أكثر من أربعة عقود مع نظام الشاه محمد رضا بهلوي.

من جهته أكد زوج راتكليف مرارا وتكرارا بأن النظام الإيراني يستخدم زوجته نازنين زاغري كرهينة منذ 5 سنوات بهدف الحصول على المال.

أهداف مشبوهة

وعلى مدى أربعة عقود مضت، كان لإيران تاريخ طويل في اعتقال مواطنين مزدوجي الجنسية أو أجانب واتهامهم بعدة اتهامات بما في ذلك التجسس، من أجل تحقيق أهدافها المشبوهة ضد دول أخرى.

وقد تم تبادل بعض هؤلاء الأفراد مع سجناء إيرانيين في دول أجنبية، بينما تم اعتقال آخرين كأدوات للضغط السياسي لأغراض محددة.

وتسببت قضية نازنين زاغري راتكليف في توتر العلاقات الإيرانية البريطانية خلال السنوات الأخيرة، ويتوقع أن يكون الإفراج عن الرهينة السياسية الشهيرة نظير صفقة مالية أو سياسية تقوم بمقتضاها بريطانيا بدعم المفاوضات الأمريكية مع إيران.

السيناريو الزمني لقضية نازنين زاغري:
  • 2016 اعتقلت مع ابنتها في مطار طهران
  • 5 سنوات سجن قضت بها المحكمة على زاغري بداعي التجسس
  • 2020 الإفراج الموقت عنها بسبب مخاوف كورونا
  • 7 مارس 2021 صدر قرار الإفراج عنها
  • 14 مارس 2021 تنظر المحكمة قضيتها الثانية