في ساعة قد نهدم بنيان سنة!
السبت / 22 / رجب / 1442 هـ - 20:53 - السبت 6 مارس 2021 20:53
طُلب مني في الجامعة هذا الأسبوع أن أكون مشرف اختبار لمادة من مواد القسم لا أدرسها، فأبلغتهم أن الأنظمة في مثل هذه الحالة لا تلزم إلا أستاذ المادة، فهو المسؤول الأول عن القيام بالإشراف والمراقبة والتصحيح، وهذا من أوجه استكماله لواجباته ومهامه التي يتقاضى عليها مرتبه الشهري، ولكنني من جانب خشيت أن أدخل في جدل قد يفوّت المصلحة على الطلاب، ومن جانب آخر لا أريد أن أبدو عاقا للكلية التي أحبها أو متمردا على قرارات عميدها ووكيله اللذين أكن لهما كل الاحترام والتقدير؛ فقررت الحضور.
وكعادتي أصحو باكرا ثم أقرأ ما خفت قراءته من عناوين إخبارية وما استجد من أخبار كورونا حول العالم، فعلت صبيحة يوم الاختبار، ثم لبست كمامتي الجديدة وتأكدت من تطبيق «توكلنا» وخرجت متوكلا على الله إلى مقر الاختبار، وفي ذهني الباطن أنني سأجد كل الاحترازات الوقائية التي ما انفكت وزارتا الصحة والداخلية تتحدث عنها ترغيبا وتوعية في معظم الحالات، ووعيدا ومعاقبة في حالات نادرة لئلا تتكرر وتنفرط معها منظومة الاحترازات الصحية، وعندما وصلت مبنى الاختبار وجدت تنظيما رائعا من دوريات أمن الجامعة، قابله اقتضاض بأعداد الطلاب حول سياراتهم.
دخلت مبنى الاختبار ولم يسألني أحد عن تطبيق «توكلنا» ولم تؤخذ درجة حرارتي، فقلت لعلهم عرفوني أو إنني أصبحت مشهورا ولم أعد مغمورا إلا عند الحلاقين وعمال بقالة الحي الذي أقطنه، ثم سألت عينة عشوائية من الطلاب فوجدتهم أكثر مني شعبية، وهنا ثارت تساؤلات جمة في ذهني لم أستطع كتمانها، فشاركتكم بها في هذا المقال الخفيف اللطيف!
أين هي معامل الكمبيوتر التي أنفقت عليها الجامعة ملايين الريالات؟ ولماذا الاختبارات ما تزال ورقية والجامعة سبق وأن تبنّت الاختبارات الالكترونية منذ عقدين من الزمن؟ أين هي بنوك الأسئلة التي فُرّغ لها أساتذة وفنيون وصرفت الجامعة عليها وعليهم الملايين؟! هل كانت استعراضا أم كانت تحسين أحوال وجبر خواطر؟ إن كانت واقعا وحقيقة فلماذا لا نراها اليوم في الاختبارات الحضورية؟! ثم ما قيمة عمادة التعليم الالكتروني في الجامعة إن لم تكن اليوم حاضرة، بل ومؤثرة وفاعلة؟!
في ظني أن الإخفاق ليس في التنظيم ومتابعة الحالة الصحية للطالب، سواء أكان ذلك من خلال أخذ درجة حرارته أو التحقق من تفعيله لتطبيق «توكلنا»، فهذه أخطاء قد تحدث هنا أو هناك وبشكل نسبي، ويمكن تفاديها في اختبارات لاحقة، ولكن الإخفاق الأكبر هو عدم تفعيل الاختبارات الالكترونية، حيث الطالب يمكنه الحضور إلى المعمل في أي وقت شاء لأداء اختباره، كما لو كان ذاهبا إلى بقالة أو صيدلية!
لماذا هذا التناقض؛ ندرس الطلاب عن بعد ثم نجبرهم على الحضور ساعة أو ساعتين لأداء الاختبار! هل هناك مثلا هدنة أو مصالحة مع فيروس كورونا في هاتين الساعتين! إن كنا قادرين على جمع هذه الأعداد الكبيرة من الطلاب في مكان واحد، وقادرين على تطبيق كل الاحترازات الوقائية، ولدينا كل هذه الثقة المفرطة في قراراتنا؛ فلماذا إذن لا نجعل التدريس كله حضوريا! أخشى إن لم نتعامل مع ظروف كهذه بمسؤولية وجدية أن نهدم في هاتين الساعتين ما بنته الدولة في سنة!
وعلى أنني لم أعتد على السردية المباشرة فيما أكتبه من نصوص ومقالات، ولا أحبّذ عند النقد تسليط الضوء على جهة بعينها، إلا أن ما حدث كان يستحق الملاحظة والتنويه، وربما لو لم أحيّد الجدل جانبا هذه المرة وأقبل بمراقبة الاختبار لما كانت هذه الملاحظات! وعلى أي حال هذا ما قد حدث وكان أو على رأي سيد درويش «أهو دا اللي صار».
drbmaz@
وكعادتي أصحو باكرا ثم أقرأ ما خفت قراءته من عناوين إخبارية وما استجد من أخبار كورونا حول العالم، فعلت صبيحة يوم الاختبار، ثم لبست كمامتي الجديدة وتأكدت من تطبيق «توكلنا» وخرجت متوكلا على الله إلى مقر الاختبار، وفي ذهني الباطن أنني سأجد كل الاحترازات الوقائية التي ما انفكت وزارتا الصحة والداخلية تتحدث عنها ترغيبا وتوعية في معظم الحالات، ووعيدا ومعاقبة في حالات نادرة لئلا تتكرر وتنفرط معها منظومة الاحترازات الصحية، وعندما وصلت مبنى الاختبار وجدت تنظيما رائعا من دوريات أمن الجامعة، قابله اقتضاض بأعداد الطلاب حول سياراتهم.
دخلت مبنى الاختبار ولم يسألني أحد عن تطبيق «توكلنا» ولم تؤخذ درجة حرارتي، فقلت لعلهم عرفوني أو إنني أصبحت مشهورا ولم أعد مغمورا إلا عند الحلاقين وعمال بقالة الحي الذي أقطنه، ثم سألت عينة عشوائية من الطلاب فوجدتهم أكثر مني شعبية، وهنا ثارت تساؤلات جمة في ذهني لم أستطع كتمانها، فشاركتكم بها في هذا المقال الخفيف اللطيف!
أين هي معامل الكمبيوتر التي أنفقت عليها الجامعة ملايين الريالات؟ ولماذا الاختبارات ما تزال ورقية والجامعة سبق وأن تبنّت الاختبارات الالكترونية منذ عقدين من الزمن؟ أين هي بنوك الأسئلة التي فُرّغ لها أساتذة وفنيون وصرفت الجامعة عليها وعليهم الملايين؟! هل كانت استعراضا أم كانت تحسين أحوال وجبر خواطر؟ إن كانت واقعا وحقيقة فلماذا لا نراها اليوم في الاختبارات الحضورية؟! ثم ما قيمة عمادة التعليم الالكتروني في الجامعة إن لم تكن اليوم حاضرة، بل ومؤثرة وفاعلة؟!
في ظني أن الإخفاق ليس في التنظيم ومتابعة الحالة الصحية للطالب، سواء أكان ذلك من خلال أخذ درجة حرارته أو التحقق من تفعيله لتطبيق «توكلنا»، فهذه أخطاء قد تحدث هنا أو هناك وبشكل نسبي، ويمكن تفاديها في اختبارات لاحقة، ولكن الإخفاق الأكبر هو عدم تفعيل الاختبارات الالكترونية، حيث الطالب يمكنه الحضور إلى المعمل في أي وقت شاء لأداء اختباره، كما لو كان ذاهبا إلى بقالة أو صيدلية!
لماذا هذا التناقض؛ ندرس الطلاب عن بعد ثم نجبرهم على الحضور ساعة أو ساعتين لأداء الاختبار! هل هناك مثلا هدنة أو مصالحة مع فيروس كورونا في هاتين الساعتين! إن كنا قادرين على جمع هذه الأعداد الكبيرة من الطلاب في مكان واحد، وقادرين على تطبيق كل الاحترازات الوقائية، ولدينا كل هذه الثقة المفرطة في قراراتنا؛ فلماذا إذن لا نجعل التدريس كله حضوريا! أخشى إن لم نتعامل مع ظروف كهذه بمسؤولية وجدية أن نهدم في هاتين الساعتين ما بنته الدولة في سنة!
وعلى أنني لم أعتد على السردية المباشرة فيما أكتبه من نصوص ومقالات، ولا أحبّذ عند النقد تسليط الضوء على جهة بعينها، إلا أن ما حدث كان يستحق الملاحظة والتنويه، وربما لو لم أحيّد الجدل جانبا هذه المرة وأقبل بمراقبة الاختبار لما كانت هذه الملاحظات! وعلى أي حال هذا ما قد حدث وكان أو على رأي سيد درويش «أهو دا اللي صار».
drbmaz@