العلمانية المشتهاة!
سنابل موقوتة
الاثنين / 13 / شوال / 1437 هـ - 00:30 - الاثنين 18 يوليو 2016 00:30
سأخبركم بمعلومتين مهمتين تتعلقان بالأحداث الأخيرة، المعلومة الأولى تقول إنه وفقا للإحصاءات فإن أكثر عدد من التغريدات التي تحدثت عن الانقلاب العسكري الفاشل في تركيا كانت من السعودية، وأنها كانت تقريبا ثلاثة أضعاف التغريدات من تركيا نفسها عن ذات الموضوع.
ومع أن الأمر يبدو غريبا بعض الشيء إلا أنه منطقي، فنحن نحب أن ندلي بآرائنا في الأمور التي لا تعنينا تماما، سواء على المستوى الشخصي أو السياسي أو الاقتصادي، وهذا لا يعني أننا لا نحب الحديث عن الأمور التي تخصنا، نحن نفعل ذلك ولكن بدرجة أقل.
السعوديون الذين عاشوا عقودا من الزمن لا يسمعون إلا أخبار الخمير الحمر وثوار التاميل والصراع بين نيكاراجوا والسلفادور وجدوا أنفسهم فجأة محاطين بأخبار كل العالم وبأدق تفاصيلها وبشكل متتابع لا يمكن الخلاص منه، ولذلك كان من الطبيعي أن يتحدثوا في كل شأن، حتى ولو لم يكن يعنيهم بشكل مباشر.
غير المفهوم في مشاركتنا الفعالة في الحديث عن الأحداث التركية هو أن الذين كانوا يتمنون سقوط إردوغان يحلمون بأن يحصلوا على عشر ما في تركيا العلمانية التي يقودها إردوغان من حريات، والذين يرون أن إردوغان إمام الفاتحين لن يقبلوا بأن يطالب سعودي بعشر ما يوفره حكم إردوغان العلماني من حريات. ويضللون أنفسهم بفكرة «التدرج» ويجدون في ذلك تضليلا ممتعا.
والأتراك الذين خرجوا لرفض الانقلاب لم يتحدثوا عن «الرئيس» ولم يحملوا صوره، يبدو أنهم تركوا هذه المهمة لنا وحملوا هم أعلام وطنهم فقط.
والحديث والمشاركة «الكلامية» في أحداث الآخرين ليس أمرا ضارا على إطلاقه، لكن التعصب وتبادل الشتائم من أجل ذلك أمر لا يبدو مفهوما هو الآخر ـ بالنسبة لي على الأقل.
وعلى أي حال..
المعلومة الثانية التي قلت إني سأخبركم بها في أول المقال هي أن المعلومة الأولى غير صحيحة وقد قمت بتأليفها بنفسي، فأنا إعلامي ـ كما تعلمون ـ ومن حقي تأليف الأخبار التي لم تحدث، وتمرير المعلومات التي لا أساس لها من الصحة.
algarni.a@makkahnp.com