الرأي

الانقلاب في تركيا.. إعلام وأعلام!

عبدالغني القش
راقب العالم كله وباهتمام بالغ ما حدث في تركيا مساء الجمعة الماضي، والذي تمثل في انقلاب لبعض أفراد الجيش التركي ونزولهم للشوارع ومحاولاتهم الاستيلاء على قيادة الأركان والتلفزيون والمطار وغير ذلك. لتأتي بعض القنوات التي لا تمت للمهنية بصلة، وتقوم بالتهويل وممارسة الكذب الصريح، وترويع المشاهدين، وبث أخبار عارية عن الصحة، لتسقط معها الأقنعة وتتكشف بذلك أوجه الزيف. تربص البعض وحاول إظهار بعض ما يكنه تجاه هذه الدولة، وكأنهم استبقوا الأحداث وأرادوا إبراز العضلات، وأنهم في قلب الحدث -كما يدعون- ليؤكدوا بما لا يدع مجالا للشك أنهم بعيدون كل البعد عنه. انتهت محاولة الانقلاب بالفشل، فتجرع أولئك الحسرات، وخسروا أعدادا كبيرة من المتابعين، بعد أن أيقنوا بكذبهم وزيف أخبارهم. وليتنا نأخذ مما حدث العبرة والعظة، فلا يمكن أن تبقى الأمة الإسلامية في وضع كهذا وبشكل أبدي، فما وقع في بلدان عدة يؤكد أن مثل هذه الانقلابات جرت الويلات، ولم تهنأ الشعوب والبلدان بالأمن والأمان حتى يومنا هذا، ومع ذلك نجد -مع بالغ الأسف- من الكتاب من طار فرحا بهذا الانقلاب، وتشفى من النظام، وكأن الأمر قد استتب للانقلابيين، وهم بذلك أيضا انضموا لتلك القنوات فانكشفت أقنعتهم وتجرعوا الخذلان وعرف القارئ توجهاتهم وانكشف زيف فكرهم وتطاير سواد تفكيرهم. ومثل هؤلاء يفترض أن نحذر منهم، فهم متربصون، ويودون إشعال فتيل الحرب ويرومون رؤية القتل والتدمير، كما وقع في بعض البلدان، وهم الذين دوما ما يطرقون جوانب إسلامية هامة، كمهاجمة مناهجنا واتهامها بالباطل بأنها تحرض على القتل وغير ذلك، وها هم قد انكشفت وجوههم وبانت توجهاتهم، ولا أود تحديد أشخاص أو مذاهب؛ فالمواطن بات على قدر كبير من معرفة هؤلاء وما تضمره عقولهم وأصبح على يقين مما تكنه صدورهم، وقد فضحتهم أخبارهم وأقلامهم، وساق الله لنا برهانا ساطعا ومثالا واضحا كوضوح الشمس في رابعة النهار على تلك القنوات والكتاب. ومن الدروس المستفادة من هذا الانقلاب الفاشل محاسبة ومعاقبة كل من يتهم الإسلام والمناهج لأنهم باختصار لا يحبون هذا الدين وإن تظاهروا بغير ذلك، فلربما أظهر البعض حب الوطن ولكنهم في واقع الأمر كذبة، ولا يعنيهم سوى العيش كيفما يريدون بلا ضوابط شرعية، ووفق نظام هذه البلاد التي تطبق شرع الله وتسير على منهاج كتاب الله وسنة نبيه عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم. وهناك العديد من الدروس المستفادة من هذا الانقلاب، فوقوعه يؤكد وجود من لا ينتمون للإسلام والبلاد بصلة، وهؤلاء ثبت وجودهم في العديد من البلدان، فهم خونة مرتزقة يفترض الحذر منهم ومتابعتهم لكشفهم والإيقاع بهم، وفشله يؤكد قوة التمسك بالدين والتلاحم مع القيادة، وهذا يبرهن على مكانة هذا الأمر وتقويته بكل وسيلة ممكنة. وفي نهاية الأمر، فإن الانقلاب الفاشل أكد للجميع وجود المتربصين للإسلام والمسلمين، وبيانات بعض الزعماء أكدت ذلك وبصورة واضحة، وتغريدات بعض المحسوبين على المسلمين أظهرت حقدهم الدفين، ووجب على الجميع التعامل بحذر مع هذه الدول والشخصيات التي لا تريد للمسلمين الخير. وختاما فالمرجو محاسبة ومعاقبة تلك القنوات الأفاكة، والكتاب المندسين، فقد بانت نواياهم وظهرت حقيقتهم، وإعلان تلك العقوبات الحازمة من إغلاق وإيقاف وغير ذلك بشكل عاجل، فالمرحلة تتطلب ذلك. حمى الله بلادنا وبلاد المسلمين من كيد الكائدين ومكر الماكرين، ولترفرف راية الإسلام خفاقة شامخة رغم حقد الحاقدين. aalqash.a@makkahnp.com