استخلاص الأسرار والقوانين
الخميس / 29 / جمادى الآخرة / 1442 هـ - 20:45 - الخميس 11 فبراير 2021 20:45
غدت سنة الله في الكون أن يوجد فيه قوانين صارمة وغالبة تخدم من أخذ الاعتبار بها والتحرك في ضوئها وتكسر من يخالفها أو يصطدم بها، ولن تجد لسنة الله تبديلا.
من يضع يده في النار بالتأكيد سيلذعه لهيبها ومن يظمأ سيتجه إلى الماء أو ما في حكمه، ومن يضع شفرة آلة حادة على موضع قابل للقطع فسيظهر أثر تلك الحدة على ذلك الموضع، وهذه القوانين الكونية قد تكون ظاهرة الوضوح كما في الأمثلة السابقة، وقد يكتنفها شيء من الغموض الذي يجعل من القانون يستتر خلف تراكم من التجارب والمعارف والتأملات.
العقلية الموفقة جدا هي تلك التي تنشغل دائما بمعرفة الأسرار والقوانين الكونية المودعة فيه، على نطاق بسيط مثلا: كيف يمكن للطالب أن يتفوق في المدرسة أو الجامعة فينظر إلى الطلبة المتفوقين وأسباب تفوقهم ويعمل بتلك الأسباب، كيف يمكن للتاجر المبتدئ أن يحقق ما حققه التجار الأكابر؟ ينظر في أسباب تفوقهم عبر الزمن، ويعمل بتلك الأسباب، هي هكذا ما أودعه الله الكون من قوانين في الأغلب يمضي حكمها على الجميع وفي الحالات النادرة التي لا تعمل معها تلك القوانين فهي إما لعدم التقيد الصحيح في تتبعها أو لأسباب قد تكون غير معروفة، المهم أنها تعامل معاملة الحالة الشاذة التي لا يؤخذ بها كثيرا عند تفهم القوانين الكونية وإدراكها.
هناك جانبان في الحقيقة يشغلاني تفكيرا في هذا الموضوع، الجانب الأول: لماذا لا يكون لدينا سواء على مستوى المؤسسات والشركات أو الوزارات وحدات إدارية مستقلة مؤهلة بشكل علمي، هدفها فقط التقليب والتمحيص للنظر في نجاحات مثيلاتها من المؤسسات الأخرى، سواء داخليا أو خارجيا ومحاولة معرفة أسباب نموها من باب استخلاص تلك السنن والمشتركات، وتقديمها لصانع القرار على طبق علمي وعملي قابل للتنفيذ؟
ما دعاني لأن أكتب هذه الفكرة أنه حتى تلك المحاولات المتكررة في رصد المقارنات العلمية (Benchmark) من خلال الأبحاث التي نطلع عليها نجدها تركز فقط على جانب الأرقام، وبعض المعلومات المنشورة المتعلقة بتلك المؤسسة، بينما في الحقيقة جانب المقارنات العلمية بحاجة إلى معلومات أعمق وأكثر وفرة ودقة وعدم الاكتفاء فقط بجانب المعلومات المنشورة لكي يكون التعرف بشكل بانورامي وثلاثي الأبعاد لأسباب النجاح والنمو.
الجانب الآخر هو مفهوم عصامية التجارب الذي نجده في ممارستنا الشخصية والمؤسسية، من خلال مفهوم شق طريقه وحيدا أو ابتدأ من الصفر، مع أن الكون الفسيح واللامتناهي في التجارب الناجحة يحكي لنا أنه بالإمكان دائما إيجاد طرق مختصرة للوصول إلى ما وصلت إليه تلك التجارب الناجحة وكسب مزيد من الوقت في التفرد من خلال المواصلة فيما انتهى عليه الآخرون.
لا يمكن أن يكون ما تراه العين فقط هو محور الاعتماد كشاهد أو كإحصاءات دقيقة تجاه الأمر، ولكن يختلجني ذلك الشعور الغريب عندما أرى كثرة المشاهد العصامية التي محور ارتكازها الدراية الشخصية البحتة، مما يجعلني أتلمس محدودية استحضار موضوع القوانين الكونية من خلال النجاحات في التجارب الأخرى، بالإضافة إلى أنه حتى تلك التجارب في استنساخ منتجات نجاحات الآخرين تقف فقط عند الاستهلاك في الأغلب أكثر من محاولات المحاكاة والتطوير والإنتاجات الجديدة.
تأمل الآيات الكريمة المتعددة التي وردت بهذا النص (قل سيروا في الأرض فانظروا)، وهو توجيه من خالق الكون إلى الإنسان في السير والبحث والنظر والتأمل للسنن الكونية التي تقع خلف الأحداث والتجارب المتعددة للاستفادة منها على الصعيد الإنساني من حيث معرفة الأسرار الكونية والبشرية ومعرفة العواقب والنتائج والمقدمات التي أفضت إليها.
هي هكذا المؤسسة والإنسان اللذان تسيطر عليهما حالة الاستكشاف، أرفع درجة في النمو والتطور من ذلك الإنسان العصامي الذي يتعلم من النتائج التي يقوم بالعمل عليها فقط.
fahdabdullahz@
من يضع يده في النار بالتأكيد سيلذعه لهيبها ومن يظمأ سيتجه إلى الماء أو ما في حكمه، ومن يضع شفرة آلة حادة على موضع قابل للقطع فسيظهر أثر تلك الحدة على ذلك الموضع، وهذه القوانين الكونية قد تكون ظاهرة الوضوح كما في الأمثلة السابقة، وقد يكتنفها شيء من الغموض الذي يجعل من القانون يستتر خلف تراكم من التجارب والمعارف والتأملات.
العقلية الموفقة جدا هي تلك التي تنشغل دائما بمعرفة الأسرار والقوانين الكونية المودعة فيه، على نطاق بسيط مثلا: كيف يمكن للطالب أن يتفوق في المدرسة أو الجامعة فينظر إلى الطلبة المتفوقين وأسباب تفوقهم ويعمل بتلك الأسباب، كيف يمكن للتاجر المبتدئ أن يحقق ما حققه التجار الأكابر؟ ينظر في أسباب تفوقهم عبر الزمن، ويعمل بتلك الأسباب، هي هكذا ما أودعه الله الكون من قوانين في الأغلب يمضي حكمها على الجميع وفي الحالات النادرة التي لا تعمل معها تلك القوانين فهي إما لعدم التقيد الصحيح في تتبعها أو لأسباب قد تكون غير معروفة، المهم أنها تعامل معاملة الحالة الشاذة التي لا يؤخذ بها كثيرا عند تفهم القوانين الكونية وإدراكها.
هناك جانبان في الحقيقة يشغلاني تفكيرا في هذا الموضوع، الجانب الأول: لماذا لا يكون لدينا سواء على مستوى المؤسسات والشركات أو الوزارات وحدات إدارية مستقلة مؤهلة بشكل علمي، هدفها فقط التقليب والتمحيص للنظر في نجاحات مثيلاتها من المؤسسات الأخرى، سواء داخليا أو خارجيا ومحاولة معرفة أسباب نموها من باب استخلاص تلك السنن والمشتركات، وتقديمها لصانع القرار على طبق علمي وعملي قابل للتنفيذ؟
ما دعاني لأن أكتب هذه الفكرة أنه حتى تلك المحاولات المتكررة في رصد المقارنات العلمية (Benchmark) من خلال الأبحاث التي نطلع عليها نجدها تركز فقط على جانب الأرقام، وبعض المعلومات المنشورة المتعلقة بتلك المؤسسة، بينما في الحقيقة جانب المقارنات العلمية بحاجة إلى معلومات أعمق وأكثر وفرة ودقة وعدم الاكتفاء فقط بجانب المعلومات المنشورة لكي يكون التعرف بشكل بانورامي وثلاثي الأبعاد لأسباب النجاح والنمو.
الجانب الآخر هو مفهوم عصامية التجارب الذي نجده في ممارستنا الشخصية والمؤسسية، من خلال مفهوم شق طريقه وحيدا أو ابتدأ من الصفر، مع أن الكون الفسيح واللامتناهي في التجارب الناجحة يحكي لنا أنه بالإمكان دائما إيجاد طرق مختصرة للوصول إلى ما وصلت إليه تلك التجارب الناجحة وكسب مزيد من الوقت في التفرد من خلال المواصلة فيما انتهى عليه الآخرون.
لا يمكن أن يكون ما تراه العين فقط هو محور الاعتماد كشاهد أو كإحصاءات دقيقة تجاه الأمر، ولكن يختلجني ذلك الشعور الغريب عندما أرى كثرة المشاهد العصامية التي محور ارتكازها الدراية الشخصية البحتة، مما يجعلني أتلمس محدودية استحضار موضوع القوانين الكونية من خلال النجاحات في التجارب الأخرى، بالإضافة إلى أنه حتى تلك التجارب في استنساخ منتجات نجاحات الآخرين تقف فقط عند الاستهلاك في الأغلب أكثر من محاولات المحاكاة والتطوير والإنتاجات الجديدة.
تأمل الآيات الكريمة المتعددة التي وردت بهذا النص (قل سيروا في الأرض فانظروا)، وهو توجيه من خالق الكون إلى الإنسان في السير والبحث والنظر والتأمل للسنن الكونية التي تقع خلف الأحداث والتجارب المتعددة للاستفادة منها على الصعيد الإنساني من حيث معرفة الأسرار الكونية والبشرية ومعرفة العواقب والنتائج والمقدمات التي أفضت إليها.
هي هكذا المؤسسة والإنسان اللذان تسيطر عليهما حالة الاستكشاف، أرفع درجة في النمو والتطور من ذلك الإنسان العصامي الذي يتعلم من النتائج التي يقوم بالعمل عليها فقط.
fahdabdullahz@