إلى أين؟!
السبت / 11 / شوال / 1437 هـ - 23:00 - السبت 16 يوليو 2016 23:00
من يقرأ يوميات المجتمع يدرك أن الواقع شيء والمثاليات المزعومة التي يتغنى بها بعض أفراد المجتمع في أكثر من اتجاه شيء آخر، ثمة محاولات لا تنقطع للظهور من الأبواب الخلفية وفي المقابل المساحة تتسع.. الفضاء مفتوح والقيد بيد المنطق والصدقية ولسائر الأيام أكثر من قصة تروى حول القفز على المنطق والعبث في جوف الصدقية وأسئلة العقلاء لا تهدأ حول تضخم الحالة وشبه استيلائها على مسار الحياة العامة. لن أقول مدوا النظر حواليكم بقدر ما أقول فتشوا في دفتر المجتمع الصغير أولا.
الواضح أن بيننا من يسعى جاهدا لخطف بساطة الناس أو السيطرة على حسن النوايا لدواعي الظهور في إطار الوجاهة الاجتماعية ابتغاء وجه المصالح الضيقة في المقام الأول، ومن المحتمل ربط الموضوع بالسعي لتسديد الفراغ النفسي وستر الشعور بالنقص أحيانا مقابل بعض الحالات، وهذه الإشكالية المجتمعية قابلة للرصد في الكثير من المجتمعات، الإشكالية الأكبر تتمثل في إقدام البعض على ادعاء النزاهة وهم منها بعيد، وهذه مشكلة عصرية صنعت الكثير من الحفر في الطريق العام، ولها في كل الأحوال أن تسحب الثقة من المجتمع الكبير على المدى البعيد بحكم ما تفرضه المسألة من وجوب لاستعمال المبالغات والتحايل لصبغ السلوك بما يغاير الحقيقة.
هناك من يقدم نفسه للتاريخ عبر الكثير من القصص والروايات المثيرة للدهشة والتسويق في النهاية مهمة السذج وحبلهم طويل. وللدلالة في الفضائيات برامج مصبوغة بلون الاستقامة والتوعية وفيها ما فيها من ملامح التمثيل، وهي في المحتوى تشبه إلى حد بعيد الدعايات المجانية المنتشرة في مواقع التواصل الاجتماعي للمنشطات الجنسية والذهنية وعلاج الأمراض المستعصية، والغريب جدا أن لهذه الأسواق روادها، والأكثر غرابة أن مجالاتها تنشط والاصطفاف حولها يكبر وفي هذا من المؤشرات ما يكفي لقياس مؤشر الوعي العام بمعنى أن ضمان الانسياق خلف الدعايات ليس صعبا، وهنا يظهر وجه الخطورة في اتجاه آخر!
تلون المجتمع لبعضه، ولا أقول «كل المجتمع إطلاقا»، أثبت حضوره في الثقافة المجتمعية أكثر من أي وقت مضى كما يظهر لي، هذه ليست المشكلة، المشكلة أن حاضر الأيام رفع سقف التطلعات لكل شيء وفتح البطون على كل الموائد، والمؤكد أنه لن يكون مفاجئا أن تجد من يطمع في حق القريب من أسرته ويسعى بكل الوسائل ضد كل المبادئ والأعراف لجر المنفعة الشخصية على حساب حقوق مشروعة للغير، بصرف النظر عن ما يترتب على ذلك من مخالفات شرعية.
حدوث الغرائب في سبيل تحقيق المصالح الشخصية مشكلة حية تتمدد ضد المروة لتنهي جمال الحياة.. وبكم يتجدد اللقاء.
alyami.m@makkahnp.com