ربيع الغضب التركي يهدد بإسقاط إردوغان
طلاب تركيا يصعدون احتجاجاتهم.. والرئيس متوعدا: لن أرحمكم
السبت / 24 / جمادى الآخرة / 1442 هـ - 18:56 - السبت 6 فبراير 2021 18:56
تتسع رقعة احتجاجات طلبة جامعة البوسفور (بوجازيتشي)، أعرق الجامعات التركية، وتتزايد موجة القمع والاعتقالات من جانب الشرطة، في حين بدأ الرئيس التركي رجب طيب إردوغان اتهام معارضيه السياسيين بالوقوف وراء تأجيج تلك المظاهرات التي انطلقت قبل نحو شهر، وأخذت منحى تصاعديا احتجاجا على تعيين إردوغان الأكاديمي المقرب من حزبه العدالة والتنمية مليح بولو، عميدا للجامعة.
وشبه محللون وخبراء ما يحدث في تركيا حاليا بـ(ربيع الغضب) الذي شهدته بعض دول المنطقة في الفترة الماضية، حيث بدأت الاحتجاجات كشرارة صغيرة قبل أن تندلع في أماكن عديدة، دون أن يستبعدوا أن تؤدي في نهاية المطاف إلى إسقاط النظام الديكتاتوري لإردوغان.
وفيما يواصل الطلاب الأتراك وأعضاء هيئة التدريس في جامعة البوسفور (بوجازيتشي) بإسطنبول احتجاجاتهم، رفض الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الانتقادات والنصائح الأمريكية والأوروبية لطريقة تعامل حكومته مع المحتجين، وقال «إنه ينبغي التركيز على الاحتجاجات العنيفة في بلدانهم بدلا من ذلك».
لا رحمة
وتعهد إردوغان في مواجهة الاحتجاجات بـ(عدم الرحمة) مع المتظاهرين الذين يلجؤون للعنف، وكرر تصميمه على عدم السماح للمظاهرات بالتحول إلى احتجاجات جماهيرية مناهضة للحكومة مثل تلك التي هزت البلاد في عام 2013.
واشتدت احتجاجات الطلاب على تعيين الرئيس في الأول من يناير الماضي، أكاديميا له صلات بحزبه الحاكم كرئيس للجامعة، وطالبوا رئيس الجامعة مليح بولو بالتنحي والسماح للجامعة باختيار رئيسها، وأدت بعض الاحتجاجات إلى اشتباكات مع الشرطة، مما أدى إلى اعتقال المئات على الرغم من إطلاق سراح معظم المعتقلين لاحقا، وخرجت احتجاجات في العاصمة أنقرة، وكذلك إزمير ومدن أخرى دعما لطلاب بوجازيتشي.
حصان طروادة
وفي محاولة لتعزيز سلطة رئيس الجامعة الجديد الذي عينه إردوغان، تقرر فتح كليتين جديدتين للحقوق والاتصالات بموجب مرسوم رئاسي في جامعة البوسفور التركية التي تشهد التظاهرات منذ أسابيع.
ويؤكد المحللون أن الخطوة تهدف إلى تقويض الحرية الأكاديمية في أعلى جامعة في البلد بينما تقدم حلفاء لرئيس الجامعة الجديد مليح بولو من خلال تعيين أكاديميين ذوي ميول سياسية.
ويعاني بولو وهو مقرب من الحزب الحاكم المنتمي إليه إردوغان، من العزلة بشكل كبير في منصبه الجديد؛ نظرا لأن أغلب الأكاديميين يطالبون باستقالته.
وكتب الأكاديمي يامان أكدينيز عبر تويتر «إن الكليات الجديدة سوف تكون بمثابة (حصان طروادة) لـتوفير الكادر الأكاديمي المطلوب لدعم بولو»، وقال فخر الدين ألتون مدير وحدة الاتصالات في الرئاسة التركية «إن الكليتين الجديدتين سوف تساعدان في تعزيز جودة» الجامعات».
حاجز الخوف
ويرى الكثيرون أن احتجاجات جامعة البوسفور تهز عرش إردوغان وأركان حكمه مع توسعها يوما بعد يوم، في مشهد يعيد إلى الأذهان انتفاضات الربيع العربي التي كسرت حاجز الخوف وأطلقت العنان إلى تغييرات واسعة.
وندد الرئيس التركي بتلك التظاهرات ووصف المحتجين بأنهم أعضاء في جماعات إرهابية في وقت اتسعت رقعة الاحتجاجات وسط حملة اعتقالات طالت المئات هذا الأسبوع.
وعطلت الحملة الأمنية جهود إردوغان لإصلاح علاقات تركيا بالغرب في وقت تواجه فيه بلاده صعوبات اقتصادية.
استفزاز متكرر
واستفزت تصريحات إردوغان قبل يومين المجتمع الغربي، وانتقدت واشنطن (بشدة) خطاب الرئيس التركي المناهض للأقليات، بينما أشارت بروكسل إلى أن خطاب الكراهية الصادر عن مسؤولين رفيعين... غير مقبول، لكن إردوغان تمسّك بموقفه، وقال أمام مجموعة من أنصاره «لا تنصتوا لما يقوله هؤلاء»، مشيرا إلى أن لدى منتقديه في الغرب مشاكلهم الخاصة التي يتعين عليهم التعامل معها.
وتوجه في خطابه إلى الولايات المتحدة قائلا «ألا تشعرون بالخزي حيال ما حصل بعد الانتخابات؟»، وقال متوجها للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون «لم يكن بمقدورك حل مشكلة احتجاجات حركة السترات الصفراء»، في إشارة إلى الاحتجاجات التي شهدتها فرنسا في أواخر 2018، مضيفا «لا مشكلات من هذا النوع لدينا هنا».
احتقان جماعي
ورغم قدرة إردوغان على التعامل مع هذه الأزمات، لكن الأزمة الأخيرة مختلفة على جميع الأصعدة، فهي تأتي فيما تئن تركيا تحت وطأة مشاكل اقتصادية ومالية، واحتقان اجتماعي كامن بسبب هذه الأزمات.
كما أنها تأتي فيما تكابد تركيا لتهدئة التوتر مع الشركاء الأوروبيين والولايات المتحدة مدفوعة بمخاوف من عقوبات قاسية قد ترهق الاقتصاد التركي وتدفعه إلى هوة عميقة.
وتعامل إردوغان في عام 2013 مع مظاهرات مشابهة عندما كان رئيسا للوزراء، والتي انطلقت على خطة معمارية لتغيير طبيعة متنزه جيزي وهي الاحتجاجات التي قتل وأصيب واعتقل فيها العشرات.
وحينها لم تكن منصات التواصل الاجتماعي بالفاعلية وقوة التأثير والحشد والتنظيم كما هو الحال الآن، والتي تكشف لحظة بلحظة كل عمليات القمع والاعتقالات، بينما اعتمدت أنقرة سابقا سياسة تعتيم مشددة.
وشبه محللون وخبراء ما يحدث في تركيا حاليا بـ(ربيع الغضب) الذي شهدته بعض دول المنطقة في الفترة الماضية، حيث بدأت الاحتجاجات كشرارة صغيرة قبل أن تندلع في أماكن عديدة، دون أن يستبعدوا أن تؤدي في نهاية المطاف إلى إسقاط النظام الديكتاتوري لإردوغان.
وفيما يواصل الطلاب الأتراك وأعضاء هيئة التدريس في جامعة البوسفور (بوجازيتشي) بإسطنبول احتجاجاتهم، رفض الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الانتقادات والنصائح الأمريكية والأوروبية لطريقة تعامل حكومته مع المحتجين، وقال «إنه ينبغي التركيز على الاحتجاجات العنيفة في بلدانهم بدلا من ذلك».
لا رحمة
وتعهد إردوغان في مواجهة الاحتجاجات بـ(عدم الرحمة) مع المتظاهرين الذين يلجؤون للعنف، وكرر تصميمه على عدم السماح للمظاهرات بالتحول إلى احتجاجات جماهيرية مناهضة للحكومة مثل تلك التي هزت البلاد في عام 2013.
واشتدت احتجاجات الطلاب على تعيين الرئيس في الأول من يناير الماضي، أكاديميا له صلات بحزبه الحاكم كرئيس للجامعة، وطالبوا رئيس الجامعة مليح بولو بالتنحي والسماح للجامعة باختيار رئيسها، وأدت بعض الاحتجاجات إلى اشتباكات مع الشرطة، مما أدى إلى اعتقال المئات على الرغم من إطلاق سراح معظم المعتقلين لاحقا، وخرجت احتجاجات في العاصمة أنقرة، وكذلك إزمير ومدن أخرى دعما لطلاب بوجازيتشي.
حصان طروادة
وفي محاولة لتعزيز سلطة رئيس الجامعة الجديد الذي عينه إردوغان، تقرر فتح كليتين جديدتين للحقوق والاتصالات بموجب مرسوم رئاسي في جامعة البوسفور التركية التي تشهد التظاهرات منذ أسابيع.
ويؤكد المحللون أن الخطوة تهدف إلى تقويض الحرية الأكاديمية في أعلى جامعة في البلد بينما تقدم حلفاء لرئيس الجامعة الجديد مليح بولو من خلال تعيين أكاديميين ذوي ميول سياسية.
ويعاني بولو وهو مقرب من الحزب الحاكم المنتمي إليه إردوغان، من العزلة بشكل كبير في منصبه الجديد؛ نظرا لأن أغلب الأكاديميين يطالبون باستقالته.
وكتب الأكاديمي يامان أكدينيز عبر تويتر «إن الكليات الجديدة سوف تكون بمثابة (حصان طروادة) لـتوفير الكادر الأكاديمي المطلوب لدعم بولو»، وقال فخر الدين ألتون مدير وحدة الاتصالات في الرئاسة التركية «إن الكليتين الجديدتين سوف تساعدان في تعزيز جودة» الجامعات».
حاجز الخوف
ويرى الكثيرون أن احتجاجات جامعة البوسفور تهز عرش إردوغان وأركان حكمه مع توسعها يوما بعد يوم، في مشهد يعيد إلى الأذهان انتفاضات الربيع العربي التي كسرت حاجز الخوف وأطلقت العنان إلى تغييرات واسعة.
وندد الرئيس التركي بتلك التظاهرات ووصف المحتجين بأنهم أعضاء في جماعات إرهابية في وقت اتسعت رقعة الاحتجاجات وسط حملة اعتقالات طالت المئات هذا الأسبوع.
وعطلت الحملة الأمنية جهود إردوغان لإصلاح علاقات تركيا بالغرب في وقت تواجه فيه بلاده صعوبات اقتصادية.
استفزاز متكرر
واستفزت تصريحات إردوغان قبل يومين المجتمع الغربي، وانتقدت واشنطن (بشدة) خطاب الرئيس التركي المناهض للأقليات، بينما أشارت بروكسل إلى أن خطاب الكراهية الصادر عن مسؤولين رفيعين... غير مقبول، لكن إردوغان تمسّك بموقفه، وقال أمام مجموعة من أنصاره «لا تنصتوا لما يقوله هؤلاء»، مشيرا إلى أن لدى منتقديه في الغرب مشاكلهم الخاصة التي يتعين عليهم التعامل معها.
وتوجه في خطابه إلى الولايات المتحدة قائلا «ألا تشعرون بالخزي حيال ما حصل بعد الانتخابات؟»، وقال متوجها للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون «لم يكن بمقدورك حل مشكلة احتجاجات حركة السترات الصفراء»، في إشارة إلى الاحتجاجات التي شهدتها فرنسا في أواخر 2018، مضيفا «لا مشكلات من هذا النوع لدينا هنا».
احتقان جماعي
ورغم قدرة إردوغان على التعامل مع هذه الأزمات، لكن الأزمة الأخيرة مختلفة على جميع الأصعدة، فهي تأتي فيما تئن تركيا تحت وطأة مشاكل اقتصادية ومالية، واحتقان اجتماعي كامن بسبب هذه الأزمات.
كما أنها تأتي فيما تكابد تركيا لتهدئة التوتر مع الشركاء الأوروبيين والولايات المتحدة مدفوعة بمخاوف من عقوبات قاسية قد ترهق الاقتصاد التركي وتدفعه إلى هوة عميقة.
وتعامل إردوغان في عام 2013 مع مظاهرات مشابهة عندما كان رئيسا للوزراء، والتي انطلقت على خطة معمارية لتغيير طبيعة متنزه جيزي وهي الاحتجاجات التي قتل وأصيب واعتقل فيها العشرات.
وحينها لم تكن منصات التواصل الاجتماعي بالفاعلية وقوة التأثير والحشد والتنظيم كما هو الحال الآن، والتي تكشف لحظة بلحظة كل عمليات القمع والاعتقالات، بينما اعتمدت أنقرة سابقا سياسة تعتيم مشددة.