التشويه المعرفي يا أمانة جدة
السبت / 17 / جمادى الآخرة / 1442 هـ - 20:59 - السبت 30 يناير 2021 20:59
في لقطة مصورة تعكس قمة الكوميديا السوداء لأحد العاملين مع الأمانة وهو يسجل مخالفة على مواطن بسيط في حي البغدادية الشرقية بجدة، زاعما أن تشوها بصريا قد كان مع قيام ذلك المواطن بوضع قطعة صغيرة من صفيح الزنك في مكان مرتفع من بيته بهدف ستر نفسه وأهله، هذا المنظر استفز صاحبنا ليراه تشوها بصريا يستحق المخالفة والتصوير، لكن الشارع الذي يقف عليه ويمشي فيه لم يلفت نظره أبدا، وكأني به كالذي يرى عيوب الناس ولا يرى القذى في عينيه، وذلك هو عين الإشكال المعاش مع أمانة مدينة جدة الموقرة للأسف الشديد.
وحتى لا أقول كلاما مرسلا، أستشهد بشارع بيتي في حي المروة، وهو من الأحياء الجديدة الذي لم يمض عليه سوى عقد من الزمان، وشاهدي أني حين سكنت كان هناك شارع مزفلت، وجزيرة في الوسط مرصوفة، حفزت بعض الجيران لأن يزرعوها بنجيلة عشبية خضراء وأشجار باسقة تسر الناظرين، وبعد أن صرف الناس من جيبهم الخاص من أجل جمال منظرهم، جاءت الأمانة وبكل صلافة وأزالت تلك الجزيرة المرصوفة التي كانت قد ازدهت خضرتها، بحجة أنها ستقوم بعمل بديل أفضل، وحتى اليوم لم يحدث شيء، ولا أجد ما أبرر به لضيوفي من جمهرة المثقفين من خارج الوطن وداخله حين يرون ذلك التشوه البصري الذي لا تراه الأمانة بأي حال من الأحوال.
هذا التشوه المعرفي أراه متأصلا في أروقة الأمانة للأسف، وللعلم فالتشويه المعرفي مصطلح نحته علماء النفس، ويشير إلى طبيعة الأفكار الكامنة وراء رؤية بعض الأفراد للحقيقة بصورة غير دقيقة، مما يؤدي إلى تعزيز مشاعرهم السلبية إزاء أنفسهم والآخرين. وقد حدد العلماء عدة صور لمظاهر هذا التشوه المعرفي في عقل الفرد أو المؤسسة كما أشير هنا، ومن ذلك الرؤية بعقل حدي وتفكير قطبي فالأمر إما أبيض أو أسود، ناهيك عن حالة التعميم المفرط، ومغالطة العدالة التي تُشعر صاحبها بأنه هو الوحيد القادر على معرفة ما هو عادل من غيره، وأنه دائما ما يكون على صواب، إلى غير ذلك من المظاهر التي يمكن ملاحظتها في عديد من الدوائر والمؤسسات الحكومية، على أنها أكثر وضوحا في مؤسسة الأمانة كما يبدو، الأمر الذي يستدعي تقديم دورات تطويرية لموظفي الأمانة وغيرها من الدوائر والمؤسسات الحكومية بوجه عام، وهو اقتراح أضعه برسم ولي العهد المؤمن بأن التنمية الحقيقية تأتي من المدن أولا، والعامل على بناء مجتمع ودولة جديدة تواكب معطيات وتطلعات القرن الحادي والعشرين.
في هذا السياق، دعوني أذكر أمين مدينة جدة بقيمة ثقافية فنية عالمية، تعيش حالة مزرية من التجاهل وعدم الاهتمام، بالرغم من قيمتها فنيا وتسويقيا، وهي رسالة مني كذلك للقائمين على هيئة الفنون البصرية بوزارة الثقافة الذين يجب عليهم مباشرة الاهتمام بمنحوتات جدة الفنية الفريدة في نسقها وتكوينها، وأتصور أن ذلك من أبجديات عملهم، وجزء رئيس من التسويق الثقافي وفق ما يطمحون له ويريدون.
وما أعنيه هنا كامن في الحالة المزرية من التجاهل والإهمال الذي تعيشه منحوتات «متحف الفن العالمي» (المتحف المفتوح) بجدة، الذي زخر بعديد من المنحوتات الفنية لفنانين عالميين، من أمثال هنري مور ومنحوتته «عصفوران»، وأخرى تجريدية لثلاثة أشكال متكئة، ومنحوتة ثالثة باسم «التحفيز بالاستقامة»، ورابعة تجسد قطعة مغزلية كبيرة، وكذلك منحوتة «عمود المسافر» للفنان بومادرو، ومنحوتة «إحباط» للفنان جرمونيري، ومنحوتة «المقطع العرضي للقلب» و»التشكيل المتنوع» للفنان كوفاكس، ومنحوتة «الهاتف» لمجموعة فنانين بلجيكيين، ومنحوتة «الجوهر هو الذهب» للفنان دست، ومنحوتة «طاير» و«مجسم تذكاري» للفنان خوان ميرو، ومنحوتة «أشعة الشمس» للفنان سلفستر مونبيه، ومنحوتة «خطوة إلى الأمام» للفنان جان أرب، ومنحوتة «مرونة التوازن» للفنان الكسندر كالدر، ومنحوتة «توازن في الهواء» و«تغير المواقع» و«وهم المكعب الثاني» للفنان فكتور فاسارلي، ومنحوتة «العين» للفنان سيزار بالداتشيني، ومنحوتة «تدوير الجزء الأول» للفنان رونالدو بومودورو، ومنحوتة «لهب الحياة» للفنانة إبلا هلتونن، ومنحوتة «بهجة الحياة» للفنان جاك ليشتر، ومنحوتة «تكوين» للفنان سام وان، ومنحوتة «الأسرة» للفنان فلامينك، ومنحوتة «شد وجذب» للفنان شمالتز، ومنحوتة «لهيب الحياة» للفنانة مس هيلتون، ومنحوتة «باليه» و«دولفين» و«مركبة الفضاء» للفنان هولمانز، علاوة على منحوتة لم يختر لها عنوان معين للفنان دراغو مارين تشيربنا.
أشير ختاما إلى أني استقيت المعلومات الفنية الدقيقة السالفة من كتاب «جدة غير: وجهة نظر فرنسية في المدينة» لكل من كلود اليزابث وسبستيان لافراجيت، وهو ما يعني أن جمال مدينتنا قد أصبح عالميا، وأن لفت الانتباه له وتسويقه لم يعودا أمرا صعبا، ولكن أين المسؤول المدرك لذلك؟
zash113@
وحتى لا أقول كلاما مرسلا، أستشهد بشارع بيتي في حي المروة، وهو من الأحياء الجديدة الذي لم يمض عليه سوى عقد من الزمان، وشاهدي أني حين سكنت كان هناك شارع مزفلت، وجزيرة في الوسط مرصوفة، حفزت بعض الجيران لأن يزرعوها بنجيلة عشبية خضراء وأشجار باسقة تسر الناظرين، وبعد أن صرف الناس من جيبهم الخاص من أجل جمال منظرهم، جاءت الأمانة وبكل صلافة وأزالت تلك الجزيرة المرصوفة التي كانت قد ازدهت خضرتها، بحجة أنها ستقوم بعمل بديل أفضل، وحتى اليوم لم يحدث شيء، ولا أجد ما أبرر به لضيوفي من جمهرة المثقفين من خارج الوطن وداخله حين يرون ذلك التشوه البصري الذي لا تراه الأمانة بأي حال من الأحوال.
هذا التشوه المعرفي أراه متأصلا في أروقة الأمانة للأسف، وللعلم فالتشويه المعرفي مصطلح نحته علماء النفس، ويشير إلى طبيعة الأفكار الكامنة وراء رؤية بعض الأفراد للحقيقة بصورة غير دقيقة، مما يؤدي إلى تعزيز مشاعرهم السلبية إزاء أنفسهم والآخرين. وقد حدد العلماء عدة صور لمظاهر هذا التشوه المعرفي في عقل الفرد أو المؤسسة كما أشير هنا، ومن ذلك الرؤية بعقل حدي وتفكير قطبي فالأمر إما أبيض أو أسود، ناهيك عن حالة التعميم المفرط، ومغالطة العدالة التي تُشعر صاحبها بأنه هو الوحيد القادر على معرفة ما هو عادل من غيره، وأنه دائما ما يكون على صواب، إلى غير ذلك من المظاهر التي يمكن ملاحظتها في عديد من الدوائر والمؤسسات الحكومية، على أنها أكثر وضوحا في مؤسسة الأمانة كما يبدو، الأمر الذي يستدعي تقديم دورات تطويرية لموظفي الأمانة وغيرها من الدوائر والمؤسسات الحكومية بوجه عام، وهو اقتراح أضعه برسم ولي العهد المؤمن بأن التنمية الحقيقية تأتي من المدن أولا، والعامل على بناء مجتمع ودولة جديدة تواكب معطيات وتطلعات القرن الحادي والعشرين.
في هذا السياق، دعوني أذكر أمين مدينة جدة بقيمة ثقافية فنية عالمية، تعيش حالة مزرية من التجاهل وعدم الاهتمام، بالرغم من قيمتها فنيا وتسويقيا، وهي رسالة مني كذلك للقائمين على هيئة الفنون البصرية بوزارة الثقافة الذين يجب عليهم مباشرة الاهتمام بمنحوتات جدة الفنية الفريدة في نسقها وتكوينها، وأتصور أن ذلك من أبجديات عملهم، وجزء رئيس من التسويق الثقافي وفق ما يطمحون له ويريدون.
وما أعنيه هنا كامن في الحالة المزرية من التجاهل والإهمال الذي تعيشه منحوتات «متحف الفن العالمي» (المتحف المفتوح) بجدة، الذي زخر بعديد من المنحوتات الفنية لفنانين عالميين، من أمثال هنري مور ومنحوتته «عصفوران»، وأخرى تجريدية لثلاثة أشكال متكئة، ومنحوتة ثالثة باسم «التحفيز بالاستقامة»، ورابعة تجسد قطعة مغزلية كبيرة، وكذلك منحوتة «عمود المسافر» للفنان بومادرو، ومنحوتة «إحباط» للفنان جرمونيري، ومنحوتة «المقطع العرضي للقلب» و»التشكيل المتنوع» للفنان كوفاكس، ومنحوتة «الهاتف» لمجموعة فنانين بلجيكيين، ومنحوتة «الجوهر هو الذهب» للفنان دست، ومنحوتة «طاير» و«مجسم تذكاري» للفنان خوان ميرو، ومنحوتة «أشعة الشمس» للفنان سلفستر مونبيه، ومنحوتة «خطوة إلى الأمام» للفنان جان أرب، ومنحوتة «مرونة التوازن» للفنان الكسندر كالدر، ومنحوتة «توازن في الهواء» و«تغير المواقع» و«وهم المكعب الثاني» للفنان فكتور فاسارلي، ومنحوتة «العين» للفنان سيزار بالداتشيني، ومنحوتة «تدوير الجزء الأول» للفنان رونالدو بومودورو، ومنحوتة «لهب الحياة» للفنانة إبلا هلتونن، ومنحوتة «بهجة الحياة» للفنان جاك ليشتر، ومنحوتة «تكوين» للفنان سام وان، ومنحوتة «الأسرة» للفنان فلامينك، ومنحوتة «شد وجذب» للفنان شمالتز، ومنحوتة «لهيب الحياة» للفنانة مس هيلتون، ومنحوتة «باليه» و«دولفين» و«مركبة الفضاء» للفنان هولمانز، علاوة على منحوتة لم يختر لها عنوان معين للفنان دراغو مارين تشيربنا.
أشير ختاما إلى أني استقيت المعلومات الفنية الدقيقة السالفة من كتاب «جدة غير: وجهة نظر فرنسية في المدينة» لكل من كلود اليزابث وسبستيان لافراجيت، وهو ما يعني أن جمال مدينتنا قد أصبح عالميا، وأن لفت الانتباه له وتسويقه لم يعودا أمرا صعبا، ولكن أين المسؤول المدرك لذلك؟
zash113@