الرأي

سيد الخلق

عبدالعزيز محمد عبده يماني
أدون في هذه السطور نظما أسأل الله أن يتقبله قبولا حسنا، وأن ينفع به القارئ والسامع.

وقد بدأت القصة برسالة صوتية مباركة وردت إلى مجموعة الرواق السني من العم الفاضل المعلم محمد علي يماني سلمه الله وجزاه عنا خيرا، بصوت السيد إبراهيم بن عبدالله الخليفة الحسني الأحسائي الشافعي، وهو يروي عن الشيخ حسن بن محمد المشاط ما كانوا يشاهدونه من حنين الإبل للحضرة المحمدية، وأنهم رأوا صورة هذا البيت لابن الديبع بأم أعينهم في المدينة المنورة.

ألم ترها وقد مدت خطاها

وسالت من مدامعها سحائب

يقول كنا إذا قربنا إلى المدينة تسرع النياق وتحث السير، فإذا وصلنا قريبا من باب السلام نعقل الإبل عنده ونذهب لنغتسل ونتطيب ونلبس أحسن الثياب استعدادا لزيارة الحبيب، ورأيت مرة بعد عودتنا إليها الإبل وهي تزحف إلى باب السلام وتمرغ خديها عند العتبات الشريفة وتسيل دموعها شوقا إلى رسول الله.. انتهى كلامه.

فثارت في نفسي حسرة وغيرة من هذه البهائم، بل وغبطة، لأنها أدركت مستويات من المشهد المحمدي لم ندركها نحن، ووجدتها جديرة بالتعلم منها والسير على خطاها في الحب ولوعة الشوق إلى جناب المصطفى.

وظلت هذه الفكرة في نفسي حتى أكرمني الله بزيارة الرحاب المنورة في صحبة بعض الأحباب، فأكرمني الله بهذا النظم قبل الزيارة بليلة، ونويت قراءته في ذلك المقام المبارك، وأكرمنا الله بزيارة الحبيب والصلاة في روضته فتحقق لي المراد وقرأت القصيدة لدى الجناب الشريف.

ســـيــد الخـــلـــق


يا سیــدا دانــت لــه الأكــوان بما حـوت
شـــوقـــا وحبـــا كـــــل الخلائـق رحبت
وسعــــت لــقــربـــه لـمــا عــرفــــــت
أنه الحبـيــب وبالصـــلاة عـليـه تشرفت
دون عــقـــــــل دون فــكــر أدركــــــت
بأنـهـــا لحــــب سيـــد الخـلــــق سيــرت
وأن حـــبـــه شــــيء عــليــــه جـبـلـــت
حـــتـــى و إن تــركــــت وخـــــيــــرت
بنـــور أحـــمــــد لــــكــانت أرشـــــدت
هـــاك فـــعـــل العـِيــــر لمــا وصلـــت
مـــع الـــركـــــــبِ إلـــــى طــــه ورأت
زحـفــــت إلــى الأعتـــاب وارتمـــت
مــرغــت وجــوهــــها وبالــدمـــع ذرفــت


نحن في حضرة السـيد.. البهائم أدركت
أيـهـــا الــغــافـل تعــلم كيـــف جُـــذبــت
سَيــــد لـــه الجـــنان أبــــوابا فتـحــــت
والجــمــاداتُ شــوقـا إليــــه أنت وحنـــت
رأى بفـــؤاده آيـــات عــن غيــره استتـــرت
غشـــي الســدرة ما غشــي والخـلائــق سبحــت
تلك مقـــامـــات لغيــــر أحــمــد مــافـتـحــت
حــب طـه عبـادة وإيمان بـ «الآن » حكّمت
أحــد صــحــابـــــي.. بالحــــــب قــد نعـــت
جــــذع بهــا نـــال المعيـــة.. يا غافل أدركت
يا ســيــد الخــلــق شــرفنــا أننــا أمـــتــــك
يا سيـــدي رجـــال بشـــوق إليـــك أتـــــت
يرجـــون وصــالا.. وفــي الجـنــــاب مگثـــــت
أرواحـــهـــم عــــلــــى البــــاب ارتمــــت
من البهــــائـــــم والجمــــادات تعــلــــمـــــت
أن حـــب أحــمــــد مفــــتاح بـــه الأمم غلبت
وبـــه يــــوم حشـــــر تحــقـيـــقـــا نجـــت
استــغـــفــــر لنــــا يــا سيـــدي مـــما اقترفت
فلا تـــردنا يــا سيـدي إلا وقــــد انقضـــــت
فـــزنــا بـالرضــــا .. ووجـــوهـنـا تهــللــت
حصـــل القــبــــول وأرواحنــــا ابتــهــجــت


عليــــك صــــلاة الله كــلــمـــا الخلق تنفست
هنيئـــا لكـــل نفــــس مـن البهـائـم تعـلمــــت


الجناب الشريف 7 جمادى الآخرة 1442 هـ