الرأي

سيكوباتية أفراخ داعش..!

فايع آل مشيرة عسيري
تقول نظرية إيريك إيريكسون في النمو النفسي الاجتماعي «يمر الفرد بثماني مراحل تتخلل كل منها أزمة محددة لا ينتقل الفرد من مرحلة إلى أخرى إلا إذا تحقق النمو في المرحلة الأولى، ونجاح النمو هو ترجيح الإحساس الإيجابي الخاص بأزمة تلك المرحلة، فإذا فشل النمو فهو ترجيح الإحساس السلبي..». هذه النظرية تقودنا لسيكوباتية أفراخ داعش الذين بدؤوا مرحلة النمو النفسي والاجتماعي من عام 2003 وهو العام الأسود الذي احتلت فيه العراق ومعها نشأ هذا الجيل إرهابا نفسيا واجتماعيا، انعكس كل هذا على كل حياتهم التي اعتادت العنف والسجن والقتل والدم والتفجير والسفك، حتى إنها فقدت الإحساس بالآخرين وفقدت الحياة الطبيعية والفطرة السليمة، وباتت تشكل تلك الوحشية السيكوباتية لدى الكثير منهم التفوق والإبداع بامتياز. هذا الأمر سهل الطريق للجماعات الإرهابية داعش التي صالت وجالت طويلا في المدن العراقية حتى سيطرت سيطرة فكرية وباتت تجبر المدارس والجامعات على تعليم منهجها التكفيري والإجرامي دون السماح لهم باستخدام وسائل التواصل الحديثة وأولها الانترنت، كل هذا من أجل ضمان الحياة لهم.. هذه الحياة التي جعلت أفراخا داعشية تنشأ في ظل هذه الظروف الإرهابية ووجدت لها أبا روحيا يضمن لها الدفاع والحماية، فخرجت للدنيا وهي ترضع هذا الفكر، والأصعب حين يظهر أولئك الصبية الذين تتراوح أعمارهم بين 10-16 سنة وهم ينحرون رجالا ونساء بداعي الدولة الإسلامية والخلافة المزعومة! هذا الفكر الذي استشرى في جسد العراق وبات الكثير من أهل العراق ومن خارج العراق ولا سيما الأجانب الذين يحملون ذات النهج يشكلون قوة عقدية لأن عقولهم مختطفة لفكر داعش جملة وتفصيلا. ومضة: وبهذا فإن القوة العسكرية ليست وحدها كافية في القضاء على داعش وأفراخه ما لم يكن هناك تطهير لتلك المدن أولا من براثن داعش، وتطهير نفسي واجتماعي وديني وأخلاقي لكل المتطرفين الذين يحملون فكر داعش الأسود ثانيا.