البلد

ما معايير المسافر السعودي لاختيار وجهته السياحية؟

السفر الدولي لن يعود لمستواه السابق عالميا قبل عام 2024

سببت جائحة كورونا انخفاضا بنسبة 70% في عدد السياح الدوليين الوافدين على مستوى العالم في الفترة ما بين يناير إلى أغسطس 2020م، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، بحسب تقرير حديث نشر أخيرا في المنتدى الاقتصادي العالمي، فيما يتوقع اتحاد النقل الجوي الدولي أن صناعة الطيران لن تعود لمستويات ما قبل الوباء مرة أخرى حتى 2024 على الأقل. في حين نبه خبير سياحة سعودي إلى أهم معيارين للسائح السعودي لاختيار وجهته الدولية للسفر بعد استئناف الرحلات الدولية، كما سيكون للحصول على اللقاح دور مهم في طمأنة المسافر وتشجيعه على السفر.

وأشار التقرير إلى أن الدول التي تعتمد على السياح الدوليين هي الأكثر تضررا، من بينها بلدان نامية تعد السياحة فيها مصدرا رئيسا للصادرات.

وبين أنه فيما كانت الدول تنتظر السيطرة على الوباء لإعادة فتح حدودها للسياح ظهرت سلالات متحورة للفيروس أكثر قابلية للانتقال ويصعب السيطرة عليها في كل من المملكة المتحدة وجنوب إفريقيا وانتقلت منهما لدول أخرى مما أدى لإعلان عشرات البلدان إغلاق أبوابها أمام المسافرين.

وذكر التقرير أن الآمال في انتعاش سريع للسفر الدولي تعلق حاليا على التوزيع السريع والواسع النطاق للقاحات.

وقال المستثمر في القطاع السياحي محمد المعجل لـ«مكة» «أتوقع أن يشهد السفر الدولي إقبالا لافتا من السعوديين بعد افتتاحه في 18 شعبان المقبل، ولكون منع السفر استمر مدة تقارب العام، ولكن ستكون معايير اختيار وجهات السفر مختلفة نظرا لاستمرار الجائحة، وما تشهده بعض الدول من موجة ثانية من الوباء، وعدم تمكن دول أخرى من السيطرة عليه، إذ ستكون المعايير الأساسية هي الحفاظ على الصحة بحيث يجري اختيار وجهة السفر بناء على عاملين، لا سيما وأن بعض الدول تفرض حجرا صحيا على السائح يصل لـ 14يوما بعد وصوله وهذا عامل قد يصرف النظر عن الدول التي تفرضه، إذ لا يتوفر لدى كثير من السياح مدة إجازة طويلة بحيث يضيع منها أسبوعين في حجر صحي بأحد الفنادق».

وبين أن توفر اللقاحات سيكون عاملا مهما في انتعاش السياحة الدولية، حيث يتوقع أن تقل اشتراطات الدول الصحية على من يحملون إثباتا يفيد بتلقيهم اللقاح، مما سيشجع على تلقي اللقاح رغبة في التمتع بإجازة صيفية دون قلق من التعرض للإصابة بالفيروس.

ولفت المعجل إلى أن وجهات السفر الدولية المتوقعة ستكون هي الوجهات المعتادة الأكثر جذبا فمن بين الدول المجاورة ستكون الإمارات ومصر، وبعض دول شرق آسيا، وبعض الدول الأوروبية وأمريكا.

ونوه إلى أن إغلاق الحدود والسيطرة على الوباء في الداخل أدى لانتعاش السياحة الداخلية، ففي الصيف شهدت المدن ذات الحرارة المعتدلة إقبالا ملحوظا كالطائف والباحة وأبها، وفي الشتاء الرياض وجدة والشرقية والعلا وجيزان، لاسيما مع برامج الجذب السياحي التي نفذت في العديد من المدن وجرى الترويج لها بشكل جاذب من خلال الفعاليات والمهرجانات وتوفير أنماط سياحية تجذب مختلف الفئات العمرية.

عاملان يحددان اختيار وجهة السفر بحسب المعجل:
  • مدى سيطرة الدولة على وباء كورونا.
  • اشتراطات الدولة لاستقبال السياح.
قضايا رئيسة يتعين على قطاع السفر في العالم التعامل معها:

ما لوائح السفر التي ستثبت فعاليتها؟

فقد تبدأ الدول قريبا باشتراط الحصول على اللقاح للسماح للسائح بعبور حدودها وقد تشترط ذلك الفنادق أيضا للسماح بالإقامة فيها.

وربما يعتمد لذلك جوازات صحية رقمية يجري توحيدها بين الدول، ومع ذلك قد تبقى الاشتراطات الصحية الأخرى معمولا بها كارتداء الكمامة والتباعد الاجتماعي، وفحص سلبي لكورونا قبل الوصول للبلد بيوم أو يومين وكذلك الحجر الصحي لفترة محددة، وقياس متكرر لدرجة الحرارة في مختلف المواقع داخل البلد، ويعتبر الحجر الصحي مدة 14 يوما بعد دخول البلد أحد أكبر عوائق عودة السفر الدولي.

كيف ستعيد شركات الطيران أعمالها؟

يتوقع اتحاد النقل الجوي الدولي أن صناعة الطيران لن تعود لمستويات ما قبل الوباء مرة أخرى حتى 2024 على الأقل.

وهذا يعني أن استئناف السياحة سوف يتطلب استعادة البنية التحتية للنقل والشبكات، وخاصة في مجال الطيران والسفن السياحية، فالعديد من الطائرات متوقفة حاليا، سيتطلب الأمر استعادتها وصيانتهما بدقة قبل استئناف الرحلات الجوية.

كما سيتعين إعادة توظيف أطقم العمل أو إعادة تدريبهم، وإعادة إنشاء المسارات الجوية مع ضمان استمرار استمراريتها، وهو أمر سيتم ببطء مما يعني أنه سيتعين على المسافرين تحمل رحلات أطول ومحطات توقف لساعات عديدة.

هل ستعود ثقة المسافر؟

بالنسبة للمسافرين بغرض الترفيه، سيكون الخوف المستمر من الإصابة بالفيروس أكبر عقبة يجب التغلب عليها، وسيكون المفتاح لإعادة ثقة المسافر مرة أخرى هو توحيد معايير السلامة الصحية في جميع مراحل سلسلة التوريد العالمية للسفر.