رئيس قطاع الاستراتيجية بهيئة العلا لـ«مكة»:4 مواقع أثرية تمنح الزوار رحلة عبر الزمن
أقدم تواجد بشري عمره 200 ألف عام
الخميس / 23 / جمادى الأولى / 1442 هـ - 21:58 - الخميس 7 يناير 2021 21:58
تحتضن محافظة العلا مواقع أثرية تمتد جنوبا من البلدة القديمة وطريق البخور، مرورا بدادان وجبل عكمة، والذي يعد مكتبة مفتوحة، وصولا إلى العاصمة الجنوبية لمملكة الأنباط وهي موقع الحجر.
فيما دلت نتائج المسوحات الأثرية التي أجريت في حرة عويرض على أن التواجد البشري بها بدأ منذ نحو 200 ألف عام واستمر حتى وقتنا الحاضر، مما يرجح أنها أقدم تواجد بشري في العلا، حيث تعد الحرة إحدى الحقول البركانية البازلتية في غرب الجزيرة العربية، وتقع على بعد 120 كم شرق البحر الأحمر.
وأوضح رئيس قطاع الاستراتيجية ومكتب إدارة البرامج المؤسسية بالهيئة الملكية للعلا وليد الدايل لـ»مكة» أن زائر العلا يحظى بفرصة خوض رحلة عبر الزمن من خلال أربعة مواقع أثرية، تمتد جنوبا من البلدة القديمة وطريق البخور، مرورا بدادان وجبل عكمة، وحتى موقع الحجر، لافتا إلى أن التسلسل التاريخي يبدأ من دادان، وهي عاصمة مملكتي دادان ولحيان اللتين يعود تاريخهما إلى الفترة ما بين القرن التاسع قبل الميلاد وحتى نهاية القرن الثاني أو بداية القرن الأول قبل الميلاد، واكتسبت أهمية بالغة بسبب وقوعها على الطريق التجاري البري الرابط بين جنوب الجزيرة العربية وشمالها. ويحتوي الموقع على عدد من المعالم التي تعتبر من مواقع الجذب المهمة.
وبين أن من تلك المعالم الحوض، وهو عبارة عن حوض حجري نحت من كتلة حجرية واحدة من الحجر الرملي، يصل أقصى ارتفاع له إلى المترين والنصف، بينما يصل قطره إلى حوالي 3.70 م، وهذا ما يجعله يسع قرابة 26 م3 من الماء. وقد كان لهذا الحوض ارتباط وثيق بالمعبد الذي بني حوله، والذي يعود إلى الفترة الدادانية ومن ثم اللحيانية، ويحتوي جدارا الحوض الداخلي والخارجي على عدد من النقوش الدادانية والمعينية والعربية. وحسب ما دلت عليه النقوش التي عثر عليها خلال التنقيبات، تعد المقابر من أبرز عناصر الجذب في موقع دادان، ومن أبرز هذه المقابر ما سميت بمقابر الأسود، والتي تقع في الجزء الجنوبي من الجبل، حيث زينت مقبرتان متجاورتان بنحت لحيوان الأسد تكرر مرتين أعلى كل مقبرة، وقد تجاوز عدد المدافن المنحوتة على واجهة الجبل الشرقي ما يتجاوز الثمانين مدفنا.
نقوش عكمة
وتابع الدايل «يرتبط جبل عكمة بدادان ارتباطا وثيقا، حيث إن محتوى النقوش في جبل عكمة زودتنا بمضامين مهمة عن القرابين وبعض الطقوس الدينية»، لافتا إلى أن جبل عكمة يلقب بـ(المكتبة المفتوحة)، وذلك لكونه يضم 541 نقشا منحوتا على المنحدرات والواجهات الصخرية التي تعود غالبيتها إلى الفترتين الدادانية و اللحيانية. كما كشف في نفس الموقع عن نقوش قليلة معينية وثمودية ونبطية وأخرى عربية.
وأضاف «تعد الحجر أحد أهم حاضرات الأنباط، وذلك لتوافر المقومات الأساسية للاستقرار، من مياه وتربة خصبة، وطريق استراتيجي تمر به القوافل التجارية المحملة بالبخور والمؤدية إلى المراكز الحضارية الكبرى في الشرق الأدنى القديم. ويعود تاريخ الاستيطان النبطي في الحجر إلى الفترة من حوالي 40 ق.م – 106م، وتضم الحجر 110 مدافن أثرية منحوتة في التكوينات الصخرية التي دفن فيها نخبة الأنباط. وما تزال بعض هذه المدافن المذهلة تحمل حتى يومنا هذا النقوش التي تشرح عن الشخصيات المدفونة فيها. وجرى اكتشاف مدافن مخصصة للمعالجين، والشخصيات العسكرية، والقادة المحليين، وغيرهم».
من المعالم البارزة في العلا:
- 900 منزل تراثي من الطوب الطيني والأحجار.
- (ساعة الطنطورة) ويتعرف من خلالها الأهالي على دخول مربعانية الشتاء.
- مسجدا (حمد بن يونس) و(الزاوية).
- طريق البخور الذي كان معبرا للقوافل عبر التاريخ.