العالم

قاذفات أمريكا على بعد أمتار من إيران

ترمب يستعد لتوجيه ضربة الوداع لطهران

حاملة طائرات أمريكية في الخليج (مكة)
باتت القاذفات الأمريكية على بعد خطوات من طهران، بعدما تصاعدت التوترات في المنطقة مع تصاعد المخاوف بشأن نشوب صراع بين الولايات المتحدة وإيران، قبل أيام من مرور الذكرى الأولى لاغتيال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، في غارة أمريكية في العراق، وقبل 3 أسابيع من تولي الرئيس المنتخب جو بايدن منصبه، وفقا لقناة سي إن إن.

ونقلت قناة (الحرة) عن مسؤول أمريكي مطلع «إن بعض القوات البحرية الإيرانية في الخليج عززت مستويات استعدادها في الـ48 ساعة الماضية»، فيما قال مسؤولون دفاعيون أمريكيون للقناة «إن معلومات استخبارية جديدة أظهرت أن إيران تنقل صواريخ باليستية قصيرة المدى إلى العراق»، ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر أمريكية «إن إسرائيل تضغط على ترمب لضرب المنشآت النووية الإيرانية قبل أن يغادر منصبه».

تحليق قاذفات

وذكر سام فينوغراد، المسؤول السابق في مجلس الأمن القومي ومحلل سي إن إن، أن إيران تمثل تهديدا حقيقيا للأمن القومي للولايات المتحدة، لاسيما خلال هذه الفترة التي تزداد فيها المخاطر بسبب الذكرى المقبلة لاغتيال سليماني.

وأضاف «أعتقد أن إيران ستعمل على ضبط أي هجوم مرتبط بهذه الذكرى لأنهم لا يريدون أن يحاصروا أنفسهم قبل تولي بايدن السلطة واستئناف المفاوضات النووية التي من شأنها أن تؤدي إلى رفع العقوبات». وأشار إلى أن هناك الكثير من قعقعة السيوف مستمرة.

وأعلنت القيادة المركزية الأمريكية قبل أيام تحليق قاذفات (بي 52)، والتي تعرف باسم (ستراتوفورترس) في سماء الشرق الأوسط بهدف ردع أي عدوان. وأضافت في بيان أن نشر القاذفتين يوجه رسالة واضحة ورادعة إلى كل من ينوي إلحاق الأذى بالأمريكيين أو مصالحهم.

مهمة الردع الثالثة

وأكد قائد القيادة المركزية الأمريكية، فرانك ماكنزي، أن الولايات المتحدة لا تسعى إلى نزاع، ولكن لا يجوز لأحد أن يقلل من القدرات الدفاعية لها. وانطلقت قاذفات القنابل العملاقة من قاعدة مينوت في ولاية نورث داكوتا، وهي مهمة الردع الثالثة التي تجري خلال 45 يوما.

في المقابل، أبحرت غواصة نووية أمريكية أيضا في مضيق هرمز، وفي بيان أعلنت البحرية الأمريكية، التي عادة لا تكشف مواقع غواصاتها في العالم، أن غواصة (يو إس إس جورجيا) يمكن تزويدها بـ154 صاروخ توماهوك وقادرة على نقل 66 عنصرا من القوات الخاصة.

وتوجد حاملة الطائرات (يو إس إس نيميتز) في مياه الخليج منذ نهاية نوفمبر، كما حلقت قاذفتان أمريكيتان من طراز (بي 52) في المنطقة أخيرا في استعراض للقوة موجه لإيران وحلفائها.

انتقام متوقع

وتشير صحيفة (نيويورك تايمز) وتقارير المخابرات الأمريكية إلى أن إيران ووكلاءها ربما يحضرون لضربة في وقت مبكر من نهاية هذا الأسبوع للانتقام لمقتل اللواء قاسم سليماني.

ويقول محللو المخابرات الأمريكية إنهم رصدوا في الأيام الأخيرة رفع القوات الجوية والبحرية الإيرانية وعدد من الوحدات الأمنية في طهران استعداداتها إلى المرحلة القصوى.

وأشاروا إلى أن طهران نقلت المزيد من الصواريخ قصيرة المدى والطائرات بدون طيار إلى العراق. لكن كبار المسؤولين في وزارة الدفاع يعترفون بأنهم لا يستطيعون معرفة ما إذا كانت إيران أو وكلاؤها الشيعة في العراق يستعدون لشن هجوم على القوات الأمريكية في بغداد، أو يستعدون لإجراءات دفاعية في حالة أمر ترمب بشن هجوم استباقي على طهران.

استفزازات إيران

وكشفت مصادر مطلعة أن قائد فيلق القدس الإيراني إسماعيل قاآني أصدر مجموعة أوامر للميليشيات الموالية لطهران في العراق.

وقالت المصادر «إن المسؤول الإيراني اجتمع في بغداد بقادة أربع ميليشيات في بغداد، وطلب منهم الاستعداد لشن هجمات على مصالح أمريكية في العراق في حال تم استهداف إيران من قبل الولايات المتحدة».

وفي آخر استفزاز من إيران، أبلغت وكالة الطاقة الذرية أنها تعتزم رفع تخصيب اليورانيوم إلى نسبة نقاء تصل لـ20%، بحسب مسؤول روسي.

ووصلت إيران إلى هذه النسبة سابقا، قبل عقد الاتفاق النووي في عام 2015. فيما حافظت إيران بعدها على نسبة تخصيب تصل إلى 4.5% فقط.

تحذير طهران

ووجهت الولايات المتحدة والعراق تحذيرا إلى إيران والميليشيات التي تدعمها، وتوعدا برد سريع على أي هجمات تستهدف الدبلوماسيين أو القوات العسكرية الأمريكية، وفقا لما نقلت صحيفة (وول ستريت جورنال).

وبعد استهداف السفارة الأمريكية بأكثر من 21 صاروخ كاتيوشا منذ أسبوعين، أرسل رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي وفدا إلى طهران، بحسب ما نقلت الصحيفة عن النائب في البرلمان العراقي، عامر الفايز.

وحمل الوفد العراقي رسالة حذرت طهران من أن واشنطن ستحمل طهران مسؤولية أي هجوم يستهدف مصالحها. وشهدت الآونة الأخيرة تصاعدا في دعوات الميليشيات المدعومة من إيران لممارسة العنف ضد أمريكيين.