لماذا؟ كيف؟ أين؟ متى؟ هل؟
الخميس / 16 / جمادى الأولى / 1442 هـ - 18:18 - الخميس 31 ديسمبر 2020 18:18
يبدو أن من يمتلك المخ، يعيش كما بضع مليارات بشرية يدورون على الكرة، ويدورون حول أنفسهم، والتساؤلات تدور حول جماجمهم بغموض وشكوك، وسط حسرات شهيق وزفرات ملتهبة بعد أن تجول بملوثاتها في غرف القلب، وشرايين الدماغ المتفاعل مع كل خلجة، ورعشة، وكل فكرة تخطر على البال، في محاولة لمنع تدفقها، كي لا تجرف الوعي إلى مواطن التكرار والهروب، والشك في أن الظروف والمزاج هما السبب في تمادي الصحو المتشنج، واستمطار المؤامرات، والاستحمام في مجاريها، بأيد تحاول الإمساك بقشة.
نعم الحياة من حولنا متسارعة، مفزوعة، شكاكة، لا تكاد تكتب حرفا، إلا ويمسح قناعات ما قبله، ليستوعب ما بعده، في لوحة تحاول احتواء جميع خطوط الحياة، وتكاد تترمد.
مؤكد أن مدير التحرير، سينظر لمقالي هنا بعين العجب، ويسألني عما أقصده به، فالمعنى غير واضح، ومجرد وضعه في زاوية الرأي سيكون مضيعة للوقت، وتبديد مساحة من بياض الصفحة، التي يتمنى كثيرون لو نثروا كلماتهم فوقها!
أنا يا مدير الراح، أقصد يا مدير التحرير، أحاول أن أشابه هذا العصر، الذي نحياه حاليا، ونشعر أننا بعيدون كل البعد عن غمضة العين الهانئة، وعن الوعي الذي لا يخمد، مهما حاولنا دفن رؤوسنا بين المخدات، وإغلاق منافذ حواسنا، لنهنأ بساعة لا تجرنا معها في سلسلة عرضها السماوات، من القلق ودواعيه، وبحيث أننا لم نعد نستغرب أي عجيب طارئ، وأي أخبار قد تجعلنا نغير جميع ما يحيط بنا، لنتمكن من حفظ صيرورة الحياة.
قلق جسدي بتعاظم الأوبئة، ونفسي من العزلة والوحدة، قلق على الأسرة والأهل والبيت والعمل والدخل، وقلق يتعاظم من تعديات سياسية قد تحدث لوطننا، ولأوطان عديدة، بمجرد اختلاف الأيديولوجيا، ووجود القوة، والخبث، والمصالح الدولية، التي تتدرج بين دولة صديقة، ودولة عدوة، ودولة متماهية تحمل الحسد والحقد، ودولة متسلطة بقبح، وأخرى تغني بصوت نشاز بشع، لا طرب فيه، ولا قدرة للأذن على أن تستخدم سدادة، لترتاح وتنسى.
المقالات اليوم يجب أن تتعرى، وترمي ملابسها الوقورة القديمة، ويجب على من يكتبونها أن يتماهوا مع العصر والحالة المعاشة، والقلق الذي يلف الكون، ويكتب الخوف، ولا يتوقف عن الدوران، إلا بحبة مُسكن، أو هراوة حجرية على الرأس، الذي يرفض أن يمرر وينسى ويترك الصور تتشكل من ذاتها، وتفاجئنا بشكلها النهائي بكل خيره وشره.
المقال المؤنق لا مجال له اليوم، والمستور مفضوح والشفاف يشتكي من غيوم عجاج كثيف أسود، يمر على صفحته ليعجز فكر من يقرأ، ومن يحاول التنظير.
المقال اليوم يحتمل أن يكون مرهما، أو تسونامي يخلط مخزون الأنهار والبحار، ويفقد السابح زعنفته، والمركب شراعه، والعلم بحثه، والحقيقة ثباتها.
لغة العصر الحالي عنيفة، لا تكتب ولا تقرأ، ويصعب ترجمتها إلى اللغات الميتة.
والمقال المجنون مطلب لنا، نحن من نهذي إن لم نكتب، ولمن يهتم ويقرأ، لخلق موازنة ومخارج تنفيس بيننا وبين هذه السنة، المشحونة بتنوع طاقات الشحن، والمشلولة أطراف متغيراتها، المتعالية فوق قمة الأمنيات، الساقطة وسط حميم سابع أرض.
والحل قد يكمن هنا أو هناك، الآن أو بعد دهر، بشكل أو بدون، حتى ولو أنهيناها بـ (يا عالم من يعيش)؟
shaheralnahari@
نعم الحياة من حولنا متسارعة، مفزوعة، شكاكة، لا تكاد تكتب حرفا، إلا ويمسح قناعات ما قبله، ليستوعب ما بعده، في لوحة تحاول احتواء جميع خطوط الحياة، وتكاد تترمد.
مؤكد أن مدير التحرير، سينظر لمقالي هنا بعين العجب، ويسألني عما أقصده به، فالمعنى غير واضح، ومجرد وضعه في زاوية الرأي سيكون مضيعة للوقت، وتبديد مساحة من بياض الصفحة، التي يتمنى كثيرون لو نثروا كلماتهم فوقها!
أنا يا مدير الراح، أقصد يا مدير التحرير، أحاول أن أشابه هذا العصر، الذي نحياه حاليا، ونشعر أننا بعيدون كل البعد عن غمضة العين الهانئة، وعن الوعي الذي لا يخمد، مهما حاولنا دفن رؤوسنا بين المخدات، وإغلاق منافذ حواسنا، لنهنأ بساعة لا تجرنا معها في سلسلة عرضها السماوات، من القلق ودواعيه، وبحيث أننا لم نعد نستغرب أي عجيب طارئ، وأي أخبار قد تجعلنا نغير جميع ما يحيط بنا، لنتمكن من حفظ صيرورة الحياة.
قلق جسدي بتعاظم الأوبئة، ونفسي من العزلة والوحدة، قلق على الأسرة والأهل والبيت والعمل والدخل، وقلق يتعاظم من تعديات سياسية قد تحدث لوطننا، ولأوطان عديدة، بمجرد اختلاف الأيديولوجيا، ووجود القوة، والخبث، والمصالح الدولية، التي تتدرج بين دولة صديقة، ودولة عدوة، ودولة متماهية تحمل الحسد والحقد، ودولة متسلطة بقبح، وأخرى تغني بصوت نشاز بشع، لا طرب فيه، ولا قدرة للأذن على أن تستخدم سدادة، لترتاح وتنسى.
المقالات اليوم يجب أن تتعرى، وترمي ملابسها الوقورة القديمة، ويجب على من يكتبونها أن يتماهوا مع العصر والحالة المعاشة، والقلق الذي يلف الكون، ويكتب الخوف، ولا يتوقف عن الدوران، إلا بحبة مُسكن، أو هراوة حجرية على الرأس، الذي يرفض أن يمرر وينسى ويترك الصور تتشكل من ذاتها، وتفاجئنا بشكلها النهائي بكل خيره وشره.
المقال المؤنق لا مجال له اليوم، والمستور مفضوح والشفاف يشتكي من غيوم عجاج كثيف أسود، يمر على صفحته ليعجز فكر من يقرأ، ومن يحاول التنظير.
المقال اليوم يحتمل أن يكون مرهما، أو تسونامي يخلط مخزون الأنهار والبحار، ويفقد السابح زعنفته، والمركب شراعه، والعلم بحثه، والحقيقة ثباتها.
لغة العصر الحالي عنيفة، لا تكتب ولا تقرأ، ويصعب ترجمتها إلى اللغات الميتة.
والمقال المجنون مطلب لنا، نحن من نهذي إن لم نكتب، ولمن يهتم ويقرأ، لخلق موازنة ومخارج تنفيس بيننا وبين هذه السنة، المشحونة بتنوع طاقات الشحن، والمشلولة أطراف متغيراتها، المتعالية فوق قمة الأمنيات، الساقطة وسط حميم سابع أرض.
والحل قد يكمن هنا أو هناك، الآن أو بعد دهر، بشكل أو بدون، حتى ولو أنهيناها بـ (يا عالم من يعيش)؟
shaheralnahari@