الرأي

نهاية داعش

فهد المرسال
لمعالجة مشكلة ما، تحتاج لأن تعود للنواة الأولى لبداية تلك المشكلة التي كشرت عن أنيابها أمامك، لتبدأ بداية عملية ناجحة صارمة لحلها والخلاص منها للأبد. التعامل مع أزماتنا من نهايتها لن ينهي وجودها بل سيؤجل ويبطئ ارتداداتها لفترة زمنية وتعاود الظهور مجددا. تعاملنا كمنظومة وطن واحد مع شبح التطرف والغلو بشتى أسمائه وأوجهه البشعة التي تتحين الفرص للتنكيل بقداسة الحياة وخلق الموت بأدوات وأجساد تتقاسم معنا السماء والوطن والرغيف يثبت بأننا ما زلنا نتعامل هذا الفكر المتطرف من النهاية، فتفكيك القنبلة الجاهزة للانفجار أخطر من صناعتها! لنفتش من جديد عن تلك البيئة المشؤومة التي أوجدت بيننا تلك القنابل! الأمن الفكري هو الأب الروحي وعراب نهضة كل الأوطان السائرة نحو ازدهارها، سلامة الفكر أقوى الأسلحة الإنسانية المانعة الصادة لكل محاولات الشيطان لفرض سيطرته على العقل البشري وتسخيره لخدمة أجنداته. أثق بانصياع لغة التطرف والكراهية أمام تلاحمنا لذلك لنعمل معا بدءا من الطفولة وفضاء الأسرة وحرم المدرسة لغرس كل القيم الإنسانية العظيمة الحاثة على حب الحياة وبناء الوطن واحترام الآخر، وأن تكون إنسانا نبيلا فاعلا متفاعلا في ملء مساحتك تحت أي بقعة في وطنك العظيم، لأننا بذلك سننشئ جيلا يمتلك المناعة لصد كل ما من شأنه أن يعكر صفو اللحظات والأيام، فالأنهر الجارية قادرة على أن تطهر ذاتها مما قد يلحقه بها عابث ومخرب هنا أو هناك. فكرة أن يزهق كائن ما روحه ويقتل آخرين غدرا وغيلة والثمن الجنة كما لقنه من قاموا بتحريضه وكأنهم يملكون مفاتيحها مضحكة، لا أعلم لماذا خيل إلي مشهد من أعلى لزعيم عصابة في شارع مظلم نائي يفاوض قاتلا مأجورا والثمن جنة في الآخرة وكأني أرى ذلك القاتل المأجور يقهقه ضاحكا مديرا ظهره لسذاجته وخواء عقله ليقول اذهب لقتلة داعش السذج.