الرأي

بلدي أبها.. وينك؟

علي أحمد المطوع
وينك برنامج للرائع محمد الخميسي على روتانا، يستضيف فيه شخصية مؤثرة ساهمت بعطاءاتها الإنسانية في الحضور والبقاء في وجدان المشاهد حينا من الدهر قبل أن يجبرها الزمن وأحكامه على التنحي والغياب. وبلدي أبها يسأله الأبهاويون ذات السؤال: وينك؟ فمنذ أن تشكل المجلس والناس لا تسمع له ركزا، سوى بعض المناوشات والخلافات التي طفت على السطح بين بعض أعضائه الذين لم يلتم شملهم حتى تاريخ كتابة هذا المقال. بلدي أبها تشكل في ظروف عزف فيها الناخب عن الحضور والمشاركة، فعدد الأصوات التي حصل عليها صاحب المركز الأول 140 صوتا وصاحب المركز الأخير 60 صوتا. مجموع الأصوات الكلية التي حصل عليها جميع المرشحين في الانتخابات الأخيرة بالكاد بلغت 1134 صوتا، هذه الأصوات تمثل 2% من عدد الناخبين الكلي المسجلين في السجلات خلال الدورتين السابقتين والبالغ مجموعهم 53493 ناخبا. ماذا تعني هذه الأرقام؟ تعني أن صاحب المركز الأول فاز بثقة 0.2% من عدد الناخبين المسجلين في سجلات وإضبارات الانتخابات البلدية لمدينة أبها، في نسبة تعد هي الأقل والأدنى والأكثر سخرية في أي عملية اقتراع شهدتها البشرية في كل ديمقراطياتها المزعومة والحقيقية، وهذا يعطي مؤشرا على حالة الإحباط التي بات يعيشها الناس مع هذه المجالس وآليات عملها ووجودها بشكل عام وبلدي أبها بشكل خاص. على المجلس البلدي في أبها أن يعلن وفي لقاء مباشر مع المواطنين برامجه القادمة، أما ما سلف من فترة غياب سابقة فأمرها إلى الله، وأن يشرح لنا كيف سيتعامل مع التنمية ومستجداتها؟ وكيف يقنعنا أنه مؤسسة وجدت لتفعيل دور الشراكة بين المواطن والأجهزة التنفيذية؟ أما بقاء المجلس في عزلة عن الناس واستمراء أعضائه الصراعات والمناكفات فذلك أمر لا يقبله المواطن ولا الدولة ولا الفكرة التي ارتكزت عليها هذه المجالس لتكون وتعمل. إنسان أبها يعشق مدينته ويفاخر بها وأميرها المعطاء يبذل الغالي والنفيس في سبيل نموها وازدهارها، وأعضاء مجلسنا البلدي يواصلون الغياب عن المشهد التنموي والعملي، حضورهم الوحيد الذي نراه كمواطنين يكمن في صراعات التنفذ والبقاء داخل أروقة الأمانة والمجلس في مشهد يشوه جماليات الفكرة وينزع منها ثقة المواطن كونها بوضعها الحالي أصبحت مجرد وسيلة للظهور والوصول على حساب مفاهيم الشراكة والتعددية والإنجاز.