المؤتمرات الطبية.. ترف أم ضرورة علمية وطنية؟
الاحد / 5 / جمادى الأولى / 1442 هـ - 18:58 - الاحد 20 ديسمبر 2020 18:58
يخطئ البعض عندما يعتقد بأن المؤتمرات الطبية نوع من الترف والترفيه، يقتصر على الدول المتقدمة في الغرب. ونحن في هذا الجزء من العالم يقتصر دور أطبائنا على حضور المؤتمرات الطبية التي يتم تنظيمها في أوروبا وأمريكا كمستمعين لإبداء انبهارنا بما حققه الغرب من إنجازات. ونرى بعض المشاركات الخجولة من الأطباء والباحثين العرب في هذه المؤتمرات، ورغم أن كثيرا منها بحوث قوية ومشرفة فإنه يتم تجاهلها من قبل الإعلام العربي كما يتم تجاهل كثير من منجزات الأطباء والعلماء العرب.
يجري الاحتفال وتمجيد الشعر والروايات كإنجازات عظيمة، ولا ضير في ذلك فهذه لغتنا وثقافتنا، ولكن من العيب تجاهل إنجازات أطبائنا وعلمائنا التي تساهم في تحسين حياة البشرية.
حظيت شخصيا خلال فترة 15 سنة بفرص كبيرة للمشاركة في كثير من المؤتمرات العالمية أثناء عملي خارج المملكة، مشاركا بالحضور ومؤلفا ومشاركا في التنظيم، وقد قدمت عدة أوراق وبحوث علمية بداية منذ عام 1999 أثناء عملي باحثا متدربا ثم أستاذا مساعدا في جامعة ييل الأمريكية.
واستمرت مشاركاتي في المؤتمرات، خاصة أثناء عملي في أبوظبي لفترة سبع سنوات ونصف السنة، وكان لي شرف تنظيم ورئاسة أول مؤتمر للصحة النفسية لمدينة الشيخ خليفة الطبية، وتبع ذلك ست مؤتمرات سنوية متتالية، شارك فيها كثير من الباحثين المعروفين دوليا من جامعات ومؤسسات علمية مرموقة حول العالم، مثل جامعة هارفارد وجامعة ييل الأمريكية وغيرهما، إضافة إلى مشاركة كثير من الزملاء والأساتذة من المملكة ومنطقة الخليج وكل الدول العربية الأخرى.
كانت أهم تلك الإنجازات احتواء هذه المؤتمرات على أنشطة مهمة جدا، مثل دعوة الباحثين من حول العالم، بما في ذلك المنطقة العربية، لتقديم البحوث والجديد في المجال، كما كان ضمن نشاط هذه المؤتمرات التواصل مع مؤسسات بحثية عالمية قدمت عدة منح تدريبية لأطباء باحثين شباب من منطقتنا، بهدف وضع لبنة أساسية لجيل من الباحثين في مجال الطب النفسي، بالإضافة إلى أن حضور كثير من الباحثين العالميين في هذه المؤتمرات كان فرصة لكثير من أطباء المنطقة المهتمين بمجال البحث العلمي للنقاش والاستفادة، وكان ضمن نشاط هذه المؤتمرات ورش عمل هدفها إضاءة شرارة البحث العلمي في المنطقة، وتوفير أرضية للتواصل بين جيل الشباب من الباحثين العرب وخبراء عالميين في هذا المجال، إضافة إلى نقل الخبرات وتسليط الضوء على منطقتنا من خلال دعوة هذه الأسماء اللامعة في البحث العلمي.
وأستطيع القول إن هذه المهمة كانت ناجحة ونتج عنها كثير من المشاريع البحثية والكتب التي نشرت لاحقا في مجلات ودور نشر مرموقة. وقد جذبت هذه المؤتمرات كتابا عالميين من خارج الحقل الطبي، مثل الكاتب السينمائي الأمريكي والي لامب، وفنانين أمثال قيثارة الخليج الفنانة نوال الكويتية، التي كان لوجودها واهتمامها بالأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة ودعمها لهم أثر كبير.
في النهاية من وجهة نظري، إن إقامة مؤتمرات طبية بدعم قوي حكومي ومن مؤسسات عامة وخاصة مثل شركات الأدوية والبنوك وشركات الأعمال وغيرها، سيساهم بشكل كبير في تطوير البحث العلمي، ويجذب اهتمام الجيل الناشئ من الأطباء لأهمية البحث العلمي المحلي، وإنشاء مزيد من البنية التحتية والمجلات العلمية، ولا ننسى الآثار الإيجابية غير العلمية لهذه المؤتمرات، مثل السياحة وتسليط الضوء على التقدم الثقافي والتطور الذي تم إنجازه في المملكة العربية السعودية ضمن رؤية 2030.
almaiahmad@
يجري الاحتفال وتمجيد الشعر والروايات كإنجازات عظيمة، ولا ضير في ذلك فهذه لغتنا وثقافتنا، ولكن من العيب تجاهل إنجازات أطبائنا وعلمائنا التي تساهم في تحسين حياة البشرية.
حظيت شخصيا خلال فترة 15 سنة بفرص كبيرة للمشاركة في كثير من المؤتمرات العالمية أثناء عملي خارج المملكة، مشاركا بالحضور ومؤلفا ومشاركا في التنظيم، وقد قدمت عدة أوراق وبحوث علمية بداية منذ عام 1999 أثناء عملي باحثا متدربا ثم أستاذا مساعدا في جامعة ييل الأمريكية.
واستمرت مشاركاتي في المؤتمرات، خاصة أثناء عملي في أبوظبي لفترة سبع سنوات ونصف السنة، وكان لي شرف تنظيم ورئاسة أول مؤتمر للصحة النفسية لمدينة الشيخ خليفة الطبية، وتبع ذلك ست مؤتمرات سنوية متتالية، شارك فيها كثير من الباحثين المعروفين دوليا من جامعات ومؤسسات علمية مرموقة حول العالم، مثل جامعة هارفارد وجامعة ييل الأمريكية وغيرهما، إضافة إلى مشاركة كثير من الزملاء والأساتذة من المملكة ومنطقة الخليج وكل الدول العربية الأخرى.
كانت أهم تلك الإنجازات احتواء هذه المؤتمرات على أنشطة مهمة جدا، مثل دعوة الباحثين من حول العالم، بما في ذلك المنطقة العربية، لتقديم البحوث والجديد في المجال، كما كان ضمن نشاط هذه المؤتمرات التواصل مع مؤسسات بحثية عالمية قدمت عدة منح تدريبية لأطباء باحثين شباب من منطقتنا، بهدف وضع لبنة أساسية لجيل من الباحثين في مجال الطب النفسي، بالإضافة إلى أن حضور كثير من الباحثين العالميين في هذه المؤتمرات كان فرصة لكثير من أطباء المنطقة المهتمين بمجال البحث العلمي للنقاش والاستفادة، وكان ضمن نشاط هذه المؤتمرات ورش عمل هدفها إضاءة شرارة البحث العلمي في المنطقة، وتوفير أرضية للتواصل بين جيل الشباب من الباحثين العرب وخبراء عالميين في هذا المجال، إضافة إلى نقل الخبرات وتسليط الضوء على منطقتنا من خلال دعوة هذه الأسماء اللامعة في البحث العلمي.
وأستطيع القول إن هذه المهمة كانت ناجحة ونتج عنها كثير من المشاريع البحثية والكتب التي نشرت لاحقا في مجلات ودور نشر مرموقة. وقد جذبت هذه المؤتمرات كتابا عالميين من خارج الحقل الطبي، مثل الكاتب السينمائي الأمريكي والي لامب، وفنانين أمثال قيثارة الخليج الفنانة نوال الكويتية، التي كان لوجودها واهتمامها بالأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة ودعمها لهم أثر كبير.
في النهاية من وجهة نظري، إن إقامة مؤتمرات طبية بدعم قوي حكومي ومن مؤسسات عامة وخاصة مثل شركات الأدوية والبنوك وشركات الأعمال وغيرها، سيساهم بشكل كبير في تطوير البحث العلمي، ويجذب اهتمام الجيل الناشئ من الأطباء لأهمية البحث العلمي المحلي، وإنشاء مزيد من البنية التحتية والمجلات العلمية، ولا ننسى الآثار الإيجابية غير العلمية لهذه المؤتمرات، مثل السياحة وتسليط الضوء على التقدم الثقافي والتطور الذي تم إنجازه في المملكة العربية السعودية ضمن رؤية 2030.
almaiahmad@