الرأي

ما رأيك في الجيل الجديد؟

عبدالله محمد الشهراني
قبل عدة سنوات وفي مناسبة في منزل المغفور له بإذن الله الأستاذ تميم الحكيم، سئل معالي الشيخ عبدالوهاب أبو سليمان، عضو هيئة كبار العلماء سابقا - متعه الله بالصحة والعافية، سؤالا طُرح بطريقة بدا أنها تنتظر الإجابة (المعتادة) عن ذلك السؤال، ما رأيك يا معالي الشيخ في الجيل الحالي؟ (وأضافت ملامح وجه السائل كلمات في نهاية السؤال، منها على سبيل المثال لا الحصر: الجيل الحالي الكسول، اللا مسؤول، التافه، الذي لا يفهم مصلحته).

أجاب معاليه: هو جيل أفضل مني ومنك، جيل يمتلك مكتبة في يده، يستطيع أن يحصل على المعلومة التي يريدها في ثوان معدودة، في حين كان الواحد من جيلي وجيلك يسافر من أجل مراجع في مكتبة ما، جيل لديه تحديات وظيفية لم نعرفها ولم نواجهها في حياتنا، حياتنا التي كانت تتيح لحامل الشهادة المتوسطة أن يضع - شروطه الخاصة - في اختيار الوظيفة التي يريد.

صدقا لم أكن أتوقع هذه الإجابة، كنت أنتظر من معاليه أن يجلد الجيل الجديد بالسوط والحديد (جلد محترم)، لكنني خرجت من تلك المناسبة بدرس لن أنساه أبدا، درس مفاده وجوب التمسك بالإنصاف تجاه أي شخص، حتى لو كان ذلك الشخص - أو الجيل - من خارج الدائرة التي أنتمي إليها.

درس مهم في الاعتراف بالحق، الاعتراف بأن الجيل الحالي أوفر حظا من الجيل الذي قبله في الوصول إلى المعلومات، التي يتوقف على مدى غزارتها مستوى التحصيل العلمي للإنسان.

وما زلت أتذكر - بإكبار - ذلك التنفيذي المتواضع في إحدى مؤسسات الدولة، الذي قدم موظفيه أمام الحضور قائلا: لقد أُحِطت بمجموعة تفوقني علما ومهارة.

هذه النظرة الإيجابية - المستحقة - إلى أبنائنا وإخواننا ظلت راسخة في عقلي منذ ذلك اليوم، وبدأت أنتبه إليها في أبنائي وأقربائي وزملائي في العمل. نعم إنهم جيل متقدم يمتلك قدرات ومهارات وسرعة في التعامل مع الأجهزة الإلكترونية. جيل برز فيه العنصر النسائي بشكل كبير، وبحضور قوي زاحم حضور الرجال على دروب التميز والإنجاز.

طاقة كبيرة واحترافية، والأهم من ذلك صبر منقطع النظير في إنجاز الأعمال وتحمل المسؤوليات. نحن أمام جيل جديد هو رأسمال الدولة، ووقود مشروعاتها وقطار انطلاقها إلى المستقبل، جيل متسلح بثوابت الشريعة ومبادئ الوطنية إلى جانب الكفاءة والاقتدار.

ما يحتاجه الجيل الجديد هو الثقة في قدراتهم، وأن تقدم لهم الفرص ليثبتوا أنهم أهل لتلك الثقة.

@ALSHAHRANI_1400