العالم

براندز: الدول النامية مسرح للصراع الأمريكي الصيني

هال براندز
أكد المؤرخ الأمريكي هال براندز أن الدول النامية ستكون مسرحا للصراع القائم بين بلاده والصين في الفترة المقبلة.

وقال الأستاذ بكرسي هنري كيسنجر للشؤون العالمية في كلية الدراسات الدولية المتقدمة بجامعة جونز هوبكنز الأمريكية إن الصراع يدور في أطراف من العالم، لأن القلب الديمقراطي للعالم لم يعد مهددا بالمخاطر كما كان الحال خلال الفترة الماضية. وقد كان مزيج النفوذ الاقتصادي الصيني والسلوك الأمريكي المدمر للذات تحت حكم ترمب في أواخر عام 2019 وحتى بداية عام 2020 يهدد بدق أسافين عميقة في العالم الغربي

وقد بدا من المحتمل أن تختار قطاعات كبيرة من أوروبا موقف الحياد بين أمريكا والصين، أو حتى الاعتماد تكنولوجيا على الصين، وهو الخطر الذي تراجعت حدته أخيرا وإن لم يختف تماما.

ويرى في تقرير نشرته وكالة بلومبيرج للأنباء أن تزايد حدة القمع الداخلي، والضغط على النظام الديمقراطي في تايوان وقهر الدول التي تنتقد أو تقاوم سياسات الحزب الشيوعي الحاكم في الصين، أدى إلى موجة من ردود الفعل الدبلوماسية المناوئة للصين في عدد من دول العالم الغربي. وتراجعت شعبية الصين بالفعل في أوروبا وشرق آسيا. ووصف الاتحاد الأوروبي الصين بأنها «منافس خطير». كما قرر عدد من الدول المتقدمة سواء بشكل صريح أو ضمني عدم استخدام تقنيات شركة معدات الاتصالات الصينية هواوي في إقامة البنية التحتية لشبكات الجيل الخامس للاتصالات.

والمفارقة هي أن حقبة رئاسة ترمب للولايات المتحدة التي اتسمت في أغلب سنواتها بمحاولة تفتيت العالم الديمقراطي، تنتهي بظهور تدريجي لتحالف ديمقراطي لمقاومة النفوذ الصيني، بحسب براندز. ولكن الموقف مختلف في المناطق النامية، وتحديدا في وسط وجنوب شرق آسيا وأفريقيا والشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية. فخلال الحرب الباردة، كان العالم الثالث نقطة ضعف استراتيجية للولايات المتحدة، حيث كانت شعوب هذه الدول أكثر استعدادا لقبول النفوذ السوفيتي بسبب مزيج من التطرف الأيديولوجي والمشاعر المناوئة للغرب في حقبة ما بعد انتهاء الاستعمار الغربي لتلك الدول.