العالم

خامنئي يحتضر.. والفوضى تهدد إيران

مراقبون يتوقعون احتجاجات كبيرة تسقط القمع وتنهي حكم ولاية الفقيه مجتبى يتسلم مهام والده وطبيب المرشد لا يفارقه بعد تدهور صحته 4 مرشحين محتملين يتقدمهم رئيسي وبينهم الرئيس الحالي روحاني 88 شخصا يصوتون على خليفة المرشد في حال عجزه عن تأدية مهامه

علي خامنئي
فيما أكدت أنباء من داخل إيران أن المرشد علي خامنئي يحتضر ونقل للعناية المركزة، توقع محللون أن تشهد الفترة المقبلة حالة من الفوضى والاحتجاجات، في ظل رغبة المعارضة في التخلص من نظام «ولاية الفقيه» الذي رسخ القمع والظلم داخل إيران.

وأكدت مصادر من داخل إيران أن المرشد علي خامنئي نقل جميع سلطاته إلى نجله مجتبى بعد تدهور حالته الصحية، في وقت تمر فيه البلاد بأزمات عديدة آخرها اغتيال أحد أبرز علمائها في المجال النووي قبل نحو أسبوع داخل طهران.. وفقا لقناة (الحرة) الأمريكية.

وأشار الصحفي الإيراني محمد أحوازي على حسابه في تويتر إلى أن «مصادر إيرانية تتحدث عن تدهور صحة خامنئي منذ أيام، مضيفا أن «مقربين من خامنئي خائفون جدا على وضعه الصحي هذه المرة».

وأشار إلى أن المصادر أكدت «أن مهام وصلاحيات مكتب المرشد الإيراني انتقلت إلى نجله مجتبى خامنئي الذي يشرف على عدة دوائر أمنية واستخباراتية في إيران»، وذكر أحوازي أنه «من غير الواضح حتى الآن سبب تدهور صحة خامنئي هل بسبب معاناته من سرطان البروستات أو نتيجة مرض آخر».

وأوضح أن «صحة خامنئي تزداد تدهورا، مما أدى إلى استدعاء كبار الأطباء من مستشفى مسيح دانشوري في طهران»، ولفت الصحفي الإيراني إلى أن اجتماعا بين خامنئي والرئيس الإيراني حسن روحاني كان مقررا قبل أيام، ألغي نتيجة هذه التطورات.

المرشحون المحتملون

وفيما يخشى بعض الإيرانيين من حدوث فوضى في أعقاب موت المرشد، قالت صحيفة «فايننشال تايمز» في تقرير سابق نشر في يناير الماضي إن معركة محتدمة تدور داخل أروقة النظام في إيران بشأن اختيار خليفة لخامنئي (81 عاما) في قرار من شأنه أن يحدد مصير إيران على مدى العقود المقبلة.

وذكرت أن هناك مرشحين محتملين لخلافة خامنئي، هما مجتبى البالغ من العمر 51 عاما والذي يواصل الدراسة الدينية المتقدمة في الحوزة الدينية في قم، والآخر هو إبراهيم رئيسي، رئيس القضاء المتشدد الذي خسر الانتخابات الرئاسية لعام 2017 لصالح روحاني.

ووفقا للكثير من المتشددين، تسلط الأحداث الضوء على الحاجة إلى وجود زعيم براغماتي آخر مستعد للوقوف في وجه الولايات المتحدة. كما يستهينون بتكهنات الإصلاحيين حول رغبة الإيرانيين في أن يكون المرشد الأعلى الإيراني المقبل صاحب منصب شرفي أكثر، وليس شخصية أخرى بالغة النفوذ.

ولاية الفقيه

وكان آية الله خامنئي هو من أذن بأول هجوم صاروخي على القوات الأمريكية، بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة، وهو هجوم صمم لإظهار عزم إيران على الانتقام لاغتيال سليماني دون إطلاق حرب شاملة.

ورغم عدم وفاة أي جندي أمريكي، فإن إيران بعثت برسائل إلى الولايات المتحدة عبر السفارة السويسرية، فحواها أن ذلك الهجوم سيكون الأول والأخير في حال امتناع الإدارة الأمريكية عن الرد.

وقال أحد أقارب المرشد الأعلى الإيراني “كانت الأحداث الأخيرة بمثابة صيحة استفاقة، إذ ذكرتنا بأن الولايات المتحدة قد تقترب بشدة من خوض حرب مع إيران، ونحن بحاجة إلى زعيم شجاع آخر يستطيع الحفاظ على استقرار البلاد وقوتها. ولا تستطيع البلاد تحمل خطورة مرحلة تجربة وخطأ مع زعيم غير متمرس”.

ويعتمد نظام الحكم الديني الإيراني على “ولاية الفقيه”، بموجب المذهب الشيعي. وبحسب التفسير المفضل لدى الساسة المتشددين يمكن اختيار الزعيم الديني بواسطة كبار رجال الدين في مجلس خبراء القيادة، لكنه يعد مختارا من قبل الله ليحكم العالم الإسلامي في غياب أحفاد النبي محمد المعصومين.

عودة الطبيب

أعاد ظهور طبيب المرشد الإيراني علي خامنئي أثناء إلقاء الأخير خطبة الجمعة الماضية بطهران للمرة الأولى منذ 8 سنوات، الحديث عن خلافته في منصب الولي الفقيه أعلى هرم السلطة في بلاده.

ونشرت محطة «إيران إنترناشونال» الإخبارية التي تبث بالفارسية من بريطانيا، صورة يظهر بها طبيب خامنئي المعروف باسم «باقي» بيده حقيبته جالسا بين الحضور بالصف الأول وسط مصطفى ومجتبى نجلي المرشد الإيراني، وخلافا لبقية الحضور في خطبة خامنئي التي جاءت في ظل ضغوط داخلية وخارجية يواجهها النظام الإيراني بعد إسقاط طائرة ركاب أوكرانية مطلع الشهر الحالي، جلس طبيب المرشد الإيراني وبحوزته حقيبة ماركة «سامسونايت».

يشار إلى أن «باقي» الطبيب المعالج الخاص بالمرشد الإيراني ظهر إلى جوار الأخير أثناء عملية جراحية في البروستاتا خضع لها في سبتمبر 2014.

اختيار المرشد

ويتعين على أعضاء مجلس خبراء القيادة (يتكون من 88 عضوا) انتخاب شخص جديد لتولي منصب المرشد الإيراني سواء حال تعذر ممارسة مهامه، أو افتقاره لصلاحيات المنصب، أو وفاته.

وقال الباحث المتخصص في الشأن الإيراني أحمد فاروق لـ(البيان) الإماراتية، إن هناك 3 عوامل رئيسة، أبرزها الشخصيات النافذة في مركز صناعة القرار بما في ذلك الشبكة المقربة لخامنئي ستحدد المرشد الإيراني القادم، بالنظر إلى الظروف المحيطة محليا وإقليميا ودوليا حينها.

ومن أهم المحددات الأساسية لاختيار مرشد خلفا لخامنئي، هو مدى تمتع خلفه المنتظر بالتوافق الجماعي بحيث تتجنب إيران منزلقا إلى الفوضى سياسيا أو الدخول بحالة عدم استقرار داخليا في ظل أوضاعها الراهنة.

وأوضح الباحث أن ميليشيات الحرس الثوري الإيراني التي تخضع لسلطات المرشد ستلعب دورا في مباركة خليفته، مشيرا إلى أنه (خليفة خامنئي) ربما يكون قد تم الاستقرار عليه بالفعل ويتبقى توقيت إعلانه مرهونا بوفاة المرشد الحالي.

وأكد أن المرشد الإيراني القادم يجب أن يكون اسمه موضع قبول من الحرس الثوري؛ نظرا لأنه معني بالحفاظ على ولاية الفقيه ومؤسسة المرشد الإيراني.

منافسة ثلاثية

وعد الباحث المتخصص في الشأن الإيراني أن إبراهيم رئيسي، رئيس القضاء في طهران يعد الأوفر حظا لخلافة المرشد الحالي علي خامنئي، بسبب تدرجه سريعا في مناصب رسمية.

ولفت إلى أن الرئيس الإيراني حسن روحاني تظل فرصة خلافته لخامنئي قائمة على الرغم من الانتقادات التي يتعرض لها من قبل دوائر سياسية أصولية حاليا.

ومن بين المرشحين للجلوس على كرسي خامنئي أيضا يبرز اسما صادق لاريجاني الذي عين العام الماضي رئيسا لمجمع تشخيص مصلحة النظام (يشرف على قوانين البرلمان الإيراني)، ومجبتى خامنئي الابن الثاني في الترتيب للمرشد الحالي ويحظى خامنئي الابن بقربه الكبير من والده وكذلك لديه شبكة علاقات واسعة، حسب فاروق.

واستبعد الباحث أن تشهد إيران بعد خامنئي ظهور سيناريوهات أخرى مثل تقليص صلاحيات المرشد، وزيادة صلاحيات رئيس الجمهورية بسبب أن مؤيدي نظرية ولاية الفقيه هم المسيطرون على السلطة بمجلس خبراء القيادة، والبرلمان، والحرس الثوري.

ورجح أن الاختلاف على اسم المرشد القادم والسعي لإلغاء منصبه قد يشكل فرصة سانحة أمام أطياف المعارضة الإيرانية في تلك المرحلة لتنظيم احتجاجات ربما تؤدي لانهيار النظام الإيراني بأكمله.

المرشحون الأبرز لخلافة خامنئي:
  • مجتبى خامنئي
  • إبراهيم رئيسي
  • صادق لاريجاني
  • حسن روحاني