أثبت التسابق الفضائي والإعلامي على المستويين الخليجي والعربي للتميز في نقل ومتابعة نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين، الذي حققه فريق الهلال بفوزه على نده التقليدي النصر السبت الماضي، الحرص على توفير أكبر مساحة لتغطية الحدث، كما أظهر النقل التفاعل الكبير للشارع الرياضي العربي والخليجي وكذلك الآسيوي والأوروبي والأمريكي الجنوبي مع الفرق السعودية، ولا سيما الكبيرة التي لها تاريخ مع البطولات والمشاركات الخارجية، مما يشجع الأندية السعودية على السعي للوصول إلى المشجعين خارج الحدود من خلال تسويق منتجاتها وشعاراتها لزيادة رقعة شهرتها، ورفع إيراداتها المالية، وتعميق ارتباط مشجعيها بها. «مكة» طرحت على مختصين في الاستثمار الرياضي فكرة إمكانية تحقيق ذلك ونشر متجر خاص بالاتحاد السعودي لكرة القدم وبرابطة دوري المحترفين في العواصم الخليجية والعربية. ترويج المنتج يقول المتخصص في الاستثمار الدكتور مقبل جديع «كسعوديين لدينا منتج رياضي فاخر ومتجذر تاريخيا على صعيد الأندية والمنتخبات السعودية، لكننا حتى هذه اللحظة لم نحسن ترويجه بالشكل الأمثل». وأضاف «أنديتنا تجوب آسيا، ومنتخباتنا تتنقل بين دول العالم، ودورينا يستقطب أفضل وأقوى اللاعبين الأجانب، لكن كل هذا لم ينعكس على رياضتنا الانعكاس المنشود الذي يروج لمنتجنا الرياضي وكل ما يتعلق به من منتجات فرعية كالملابس والمنتجات التي تحمل شعار المنتخبات السعودية. نحتاج أن نستثمر قوة منتجنا الرياضي ليحقق عائدات مالية على الاتحاد السعودي، وهذا لن يتحقق إلا من خلال استراتيجية تسويقية واضحة المعالم، محددة الأهداف، موجهة للفئة المناسبة». تأصيل المتاجر خارجيا ويقول خبير الاستثمار عادل الحسينان «لا شك أن الرياضية السعودية لديها قاعدة جماهيرية في الدول العربية، ويعود ذلك لعدة عوامل منها أن المملكة احتضنت العديد من الأشقاء بالدول العربية سنوات طويلة من خلال الاغتراب وانخراطهم بالعمل في السوق السعودي، لذلك تأثروا كثيرا هم وأبناؤهم بثقافتنا، خاصة في جانب الرياضة، فالنقاشات بينهم عن كرة القدم السعودية وفرقها تتداول بصفة مستمرة في العمل وفي الشارع وفي المناسبات، مما جعلهم يهتمون بها ويعرفون كل التفاصيل، بل إن بعضهم يرتبط بالأندية السعودية أكثر من ارتباطه برياضة بلده لطبيعة وجوده في السعودية أكثر من بلده، وعند عودتهم إلى أوطانهم يستمر هذا الاهتمام والمتابعة، بل إنهم يستقطبون بذلك مشجعين جددا للأندية السعودية من بلدانهم». وشدد الحسينان على أهمية تأصيل ودعم هذا الجانب، وقال «بالأمس وردتني اتصالات تشيد بمستوى رياضتنا من أصدقاء وزملاء من دول الخليج ودول عربية أخرى كثيرة، ووصفوا لي تحضيرات جماهيرهم الخاصة بمتابعة الديربيات الكبيرة في السعودية ومباريات الكلاسيكو وشغفهم وانتظارهم لها، وقالوا إنها تشبه التحضير لمتابعة الكلاسيكو الإسباني بين برشلونة وريال مدريد، حيث يتجهون جماعات إلى المقاهي من أجل متابعة جماعية، لذلك يجب أن يكون هناك دور فاعل من قبل الاتحاد السعودي ورابطة دوري المحترفين والأندية في تدعيم هذا الاهتمام». وأضاف «نهائي كأس الملك الأخير بين الهلال والنصر نقلته قناتان مصريتان، فضائيا وأرضيا، وخصص له استوديو تحليلي، كما غطته أيضا قناة إذاعية، بجانب قنوات خليجية كثيرة غطت الحدث، وهذا بمثابة دعوة لإيجاد محتوى يزيد من الجذب نحو الكرة السعودية، والعمل على تسويق منتجات المنتخب والأندية خارجيا، ولابد أن تعمل الجهات المعنية على تدعيم هذا الاهتمام وتأصيله لتحقيق الهدف المتمثل في زيادة العائد المادي للأندية من الخارج وجذب الرعاة، والموضوع يحتاج إلى دراسة من قبل اتحاد الكرة والأندية والرابطة، ووجود علاقات عامة خارجية محترفة وإدارة تسويق خارجي أو استحداثها في الرابطة والأندية واتحاد الكرة أمر مهم». الربيعان: نشر منتجات الأندية خارج الحدود قريبا من جهته أشار الباحث في الاستثمار الرياضي خالد الربيعان إلى أن هذا الأمر في الحسبان وبات قريبا من الواقع، وقال «لكن علينا انتظار الفترة الحالية التي لا تهم الرياضة السعودية فقط، وإنما العالم أجمع لرؤية الأمور بشكل أوضح». وأردف «يجب أن يتزامن مع ذلك، انطلاق شبكة البث الرياضية السعودية التي أعلن عنها وزير الرياضة الأمير عبدالعزيز بن تركي، وهو دليل على أن زيادة الانتشار الخارجي للرياضة السعودية بدا فعالا وتكملته في الطريق، ولكن لا بد من الانتظار لبعض الوقت حتى انقضاء هذا الوقت الحرج الذي يمر به العالم أجمع بسبب جائحة كورونا، ليسبق ذلك انتشار داخل السعودية للدوري في شكل وهوية جديدين، وشبكة بث تساعد على الانتشار الخارجي المبدئي في دول الخليج العربي ثم باقي الدول العربية وغيرها». إنشاء المتاجر في الخارج أكد مدير إدارة التسويق برابطة دوري المحترفين بالاتحاد السعودي لكرة القدم طلال العبيدي على أن العمل جار على استحداث متاجر خاصة بفرق دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، والاتحاد السعودي، ومنتجات الرابطة والمنتخب الأول داخل السعودية، وفيما يخص إقامة متاجر خارج السعودية، فهو موضوع محل دراسة يطمح لتنفيذه في المستقبل. عوامل ساعدت في تسويق الكرة السعودية خارجيا

• مواليد المملكة من خلال نشأتهم وارتباطهم بالأندية ومن ثم مغادرتهم إلى بلدانهم
• الوافدون للعمل في السعودية وانصهارهم في الشارع الرياضي
• قرار السماح بتسجيل لاعبين مواليد في الأندية
• المدربون والمحترفون الأجانب من خلال إجبار إعلامهم على متابعة فرقهم بالسعودية
• التعاقدات التي تتم مع أسماء بارزة ومعروفة
• الاتفاقيات التي تتم مع هيئات واتحادات رياضية على مستوى العالم
• النقل التلفزيوني المميز
• التغطيات الموسعة للأحداث الكبيرة في مختلف وسائل الإعلام
• الإعلاميون الأجانب في عدد من القنوات والصحف