الرأي

بلاد الحرمين.. القوة ضد الإرهاب

مكيون

فاتن محمد حسين
في محاولة يائسة بائسة وقبل يوم واحد من عيد الفطر المبارك استبق الإرهاب الفرح بثلاث عمليات إجرامية في جدة والقطيف والمدينة المنورة، هدفها إثارة الفتنة الطائفية وزعزعة الأمن في بلادنا.. إنها أعمال إرهابية إجرامية لم تراع حرمة الزمان في الشهر الفضيل ولم تراع حرمة المكان بالتفجير في مسجد رسول الله، وإن كانت ‏الرسالة التي تريد إيصالها للعالم هي عدم قدرة الدولة السعودية على حماية المقدسات الإسلامية في المساجد، فإن تلك الرسالة قد تبددت بل أعطت نتائج عكسية بإثبات قوة الدولة السعودية على إدارة المقدسات الإسلامية بكفاءة واقتدار، بل أعطت مؤشرا ببسالة رجال الأمن السعودي وقدرتهم على درء المخاطر وبضربات استباقية.. وما حادثة الحرم النبوي الشريف إلا أنموذج لتلك ‏الشجاعة النادرة واستماتتهم في الدفاع عن بلاد الحرمين الشريفين وتقديم أرواحهم فداء ‏للمليك والوطن ومرتادي الحرمين الشريفين من زوار ومعتمرين وحجاج. لقد استنكر هذا العمل الإرهابي التخريبي العالم كله وأدان بشدة التفجيرات الإجرامية خاصة التي بالقرب من المسجد النبوي الشريف، ‏وهناك أكثر من مليوني تغريدة في تويتر ضد هذا الإرهاب الذي لا يقره عقل ولا دين، فهو لم يراع حرمة قبر الرسول عليه الصلاة والسلام الذي جاء القرآن الكريم بالنهي حتى عن رفع الصوت عند رسول الله، فقال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون) الآية 2 الحجرات. فكيف بتفجير يزلزل الأرض ويملأ السماء دخانا وسوادا..! وأي إسلام هذا الذي يقتل الأبرياء.. والله سبحانه وتعالى يقول: (ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما) «النساء الآية 93». هل عرف السفهاء - ومن وراءهم - معنى غضب الله عليه ولعنه؟! فعذرا منك يا رسول الله من فئة باغية ‏وصفتهم: «بأنهم حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول البرية، يقتلون أهل الإسلام، يقرؤون القرآن لا يتجاوز حناجرهم، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية فأينما لقيتموهم فاقتلوهم‏». ‏إن هذا التنظيم الذي يطلق على نفسه - زورا وبهتانا - اسم الدولة الإسلامية في الشام والعراق Isis الذي أتمنى أن يطلق عليه اسم: (دولة الإرهاب والتخريب (terrorism and The state of destruction) STD قد أصبح مكشوفا وأن من ورائه أيدي عابثة في إيران وحليفتها إسرائيل، فهما المستفيدتان الأوليان من زعزعة الأمن في بلاد الإسلام وإلا لِمَ لم تقم (داعش) بالوصول إلى إسرائيل وعمل عمليات بطولية لتحرير المسجد الأقصى من براثن اليهود الغاصبين؟! لماذا لم نسمع عن أي عملية إرهابية في إيران من تنفيذهم..؟! لقد سقطت ورقة التوت عن التنظيم وبدأت سوأته تتكشف يوما بعد يوم ‏وأننا أمام حرب دول في عصابات إجرامية تتغلغل فينا، وتخطف شبابنا لتلقي بهم في أتون الفكر المتطرف والكفر بالنعمة.. إنها حرب مفضوحة هربت المتفجرات والأسلحة.. إنه النظام الإيراني الذي يغذي الإرهاب بحسده وحقده على الدولة السعودية بما تملك من استقرار وقوة سياسية وأمن وأمان جعلها تصب جام غضبها وحقدها لشق وحدة الصف وإثارة الفتنة الطائفية ولكنها وبحمد الله فشلت فشلا ذريعا ولم تزد هذه العمليات الشعب السعودي وبكل أطيافه إلا تماسكا ولحمة ومعاضدة للقيادة. لقد جاوز هؤلاء الخوارج المدى في استدراج شبابنا وغسل أدمغتهم وتحويلهم إلى خناجر مسمومة في خاصرة الوطن. ‏ولكن لن نركن بعد اليوم إلى وصفهم بـ(المغرر بهم) بل لا بد من حزم وعزم في التربية والتوعية والتوجيه من الأسرة ومراقبة ومتابعة أبنائهم، ومن قبل المعلمين في المدرسة أيضا وأعضاء هيئة التدريس في الجامعات، كلهم مكلفون بالتوعية والإرشاد والتوجيه والحذر من الألعاب الالكترونية أمثال: (صليل الصواريم) وغيرها.. كما أن لوسائل الإعلام الدور الأكبر في كشف مخططات هذه الجماعة وفضحها من خلال برامج هادفة للأطفال والمراهقين وتوعيتهم، بدلا من الترفيه الفاسد والبرامج الغثة مثل: (رامز يلعب بالنار).. وغيرها.. والتي تصرف عليها الملايين.. وكان الأجدر إعداد برامج توعوية هادفة. فالفضاء أصبح مكشوفا والتربية والقناعة الذاتية للشباب هما الحصن الأول، والقوة التي تعزز الأمن والسلام في بلاد الحرمين الشريفين.