المشاهير والترفيه والانتكاسة وأشياء أخرى!
سنابل موقوتة
الأربعاء / 8 / شوال / 1437 هـ - 01:15 - الأربعاء 13 يوليو 2016 01:15
مع أن المملكة العربية السعودية مترامية الأطراف، متعددة الثقافات، غنية بالموروثات والفنون وبالناس، إلا أن هذا لم يشفع لدى المتشابهين الذين ينظمون الفعاليات في كل مناطق المملكة، وأعني بالفعاليات كل الفعاليات، سواء تلك التي تتعلق بالسياحة والترويج السياحي أو بالاحتفالات بشتى أنواعها وأشكالها وأزمانها.
الضيوف هم ذات الضيوف، والشيلات ذات الشيلات والمشاهير الذين لا يشتهرون بأي شيء موجودون في كل فعالية وفي كل احتفال، ولا تستغرب أيها السعودي لو وجدت كائنا غريبا يقفز في أحلامك ليسألك «توصي شي والاش».
صحيح أن سيطرتهم على خشبة المسرح التي توفي عليها طلال مداح رحمه الله انتكاسة نسأل الله السلامة والعافية، لكني لا أطالب بمصادرة حقهم في الالتقاء بمعجبيهم ـ نسأل الله السلامة أيضا ـ وتقديم شيلاتهم وعباراتهم المكررة. لكني أطالب بأن يعطى المجال لغيرهم، فمن المستحيل أن يوجد شعب يتجاوز عدد سكانه الثلاثين مليونا فوق أرض مساحتها أكثر من مليوني كيلو متر مربع وليس لديهم أي موروث ثقافي أو فني سوى مجموعة من الشيلات ذات الألحان المسروقة تقدم في كل مكان وفي كل منطقة!
ومسألة الجماهيرية مسألة فيها نظر، خاصة في السعودية، فالسعوديون ـ حفظهم الله جميعا ـ يمكن أن يتجمهروا حول أي شيء حتى لو كان حادثا مروريا، وهذه فرصة لتقديم شيء له معنى وقيمة حقيقية. لكن الحقيقة أن ما يحدث هو «صراع منظمين»، فهذه الفعاليات تتولى تنظيمها مجموعات تبحث عن «الرخيص» الذي لا يكلف شيئا ولكن عوائده كثيرة، ثم إن أضفنا إلى ذلك أن إمارات وأمانات المناطق لا تريد أن تشغل نفسها بردود الأفعال، فتوافق على تقديم أي شيء بما أنه لا يستثير أحدا.
وعلى أي حال..
منذ أن أعلن عن إنشاء هيئة الترفيه وهي أيضا ـ فيما يبدو ـ تخشى الظهور وشرح عملها وماذا تريد في مؤتمر صحفي أو تغريدة أو حتى رسالة جوال جزء من نصها مفقود، والحقيقة أن هذا حببني في هذه الهيئة، أريد أن أعمل بها فأنا أحب هذه النوعية من الوظائف التي تتطلب القيام بأي عمل.