العالم

تيريزا ماي المشككة في أوروبا ستقود خروج بريطانيا من الاتحاد

65
تنتمي تيريزا ماي إلى نادي المشككين بأوروبا، لكنها عرفت كيف توازن بين الأجنحة المؤيدة وتلك الرافضة للخروج من الاتحاد الأوروبي داخل حزب المحافظين، ما سمح لها بتقديم نفسها مرشحة توافقية لقيادة الحزب وترؤس الحكومة التي ستتولى التفاوض على الخروج من الاتحاد. وستتولى وزيرة الداخلية بحكومة رئيس الوزراء المستقيل ديفيد كاميرون ابتداء من اليوم رئاسة الحكومة. وكانت فضلت مطلع العام البقاء وفية له، وانضمت لصفه في الدفاع عن البقاء داخل الاتحاد، رغم أنها ضمنا من المشككين بفاعلية الاتحاد. إلا أنها قامت بالحد الأدنى في هذا الإطار، وواصلت الكلام عن ضرورة الحد من تدفق المهاجرين، ما قربها من معسكر دعاة الخروج. وتعد ماي، النحيفة الطويلة القامة ذات الشعر الرمادي القصير، أقرب للتيار اليميني المحافظ داخل الحزب، رغم طرحها بعض المواضيع الاجتماعية لجذب المؤيدين. ففي وزارة الداخلية التي تتولاها منذ 2010، انتهجت خطا متشددا جدا في تعاطيها مع المنحرفين أو المهاجرين السريين أو الدعاة الإسلاميين. وإذا كان البعض يأخذ عليها افتقارها للجاذبية، فإنهم يقرون لها بكفاءتها ويتهمونها ببعض التسلط. فهي قادرة على أن تكون «حازمة جدا» حسب صحيفة «دايلي تلجراف»، ما دفع البعض لوصفها بـ «مارجريت تاتشر الجديدة» أو «المرأة الحديدية». وتبدو ماي أقرب للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، إذ إن والدي المرأتين قسان، وهما محافظتان، وعمليتان، ومنفتحتان على التسويات، ولا أولاد لهما. وقال عنها النائب المحافظ والوزير السابق كينيث كلارك إنها «صعبة فعلا»، فردت مازحة «أول من سيلاحظ ذلك سيكون جان كلود يونكر»، في إشارة لمحادثات الخروج من الاتحاد الأوروبي المتوقعة مع رئيس المفوضية الأوروبية. وتقول إحدى مساعداتها «لدى تيريزا ماي قدرة هائلة على العمل، وهي جد متطلبة»، مضيفة «لا تحب المجازفة، وهي موضع ثقة». إلا أن ماي تفتقر للدفء الإنساني وإلى القدرة على التواصل، لذلك وزعت أخيرا عددا من صورها الشخصية وهي تتأبط ذراع زوجها المصرفي فيليب جون ماي أو خلال زواجها في الكنيسة عام 1980. وتقول إنها تحب رياضة المشي والطبخ. وهي قادرة على أن تكون منفتحة على المزاح في حلقاتها الضيقة، وإن كانت تحرص دائما على أن تبدو كلاسيكية في ثيابها، فهي لا تفوت فرصة لارتداء حذاء جذاب ملفت للنظر.