غياب الجماهير.. اغتيال لمتعة الكرة أم مساعدة على التألق؟
الثلاثاء / 2 / ربيع الثاني / 1442 هـ - 20:26 - الثلاثاء 17 نوفمبر 2020 20:26
ما تزال مدرجات الملاعب تشكو من غياب الجماهير بعد أن امتد ذلك إلى نحو 8 أشهر، نتيجة تفشي الإصابة بفيروس كورونا المستجد. وتوقفت المنافسات في منتصف مارس الماضي ثم عادت مجددا لكن دون حضور جماهيري، سعيا لتطبيق جملة من الاحترازات والبروتوكولات للحد من انتشار الفيروس.
وراعى قرار تغييب الجماهير كما هو معمول به في كل دول العالم بسبب الجائحة، صحة وسلامة الجميع من جماهير ولاعبين ومدربين وحكام وغيرهم، إلا أنه خلف وراءه آثارا أخرى فنية تخص الفرق واللاعبين، ومالية خاصة بعوائد الأندية، واقتصادية تهم فئة كبيرة من شرائح المجتمع المنتفعة داخل المحيط الرياضي وخارجه كالأسر المنتجة.
«مكة» جمعت آراء ممارسين سابقين للعبة وخبراء حول تأثيرات الغياب الجماهيري عن المنافسات الرياضية في مقدمتها دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين وكأس خادم الحرمين الشريفين، اللذين يشكلان اقتصاديات الرياضة بشكل عام.
سلاح ذو حدين
«الحضور الجماهيري يعد ركنا أساسيا في متعة كرة القدم، وبلا شك أن المشاهد والوسط الرياضي واللاعبين عموما تأثروا بغياب الجماهير من حيث جمالية المباريات والتفاعل فيها، وبالنسبة للاعبين فإن الحضور الجماهيري سلاح ذو حدين ويختلف باختلاف طبيعة اللاعب نفسه، فبعض اللاعبين تجدهم يضاعفون جهدهم متى امتلات المدرجات بالجماهير، لما للحضور الجماهيري من تأثير إيجابي عليهم ودافع لبذل المزيد، في المقابل هناك فئة من اللاعبين يؤثر عليهم الحضور الجماهيري تأثيرا سلبيا، فيظهر عليهم الارتباك عند استلام الكرة أو تسليمها خشية الوقوع في خطأ، كما يتأثرون بصيحات الجماهير، لذلك لا ينجحون في تقديم كل ما لديهم».
سلطان بن نصيب - لاعب الهلال ومديره الإداري السابق
وقود اللاعبين
«أسوأ المباريات التي من الممكن أن أكون قد لعبتها في الماضي أو خاضها أي لاعب صاحب خبرة في الملاعب، تكون في غياب الجماهير، لأنه اعتاد على حضورهم بوصفهم جمال وحلاوة المباريات، فالتنافس في ظل غياب الجماهير يفقد في كثير من الأوقات إثارته المعهودة، ويقتل كثيرا من قوة المنافسة، ومتعة الكرة الحقيقة في المساندة الجماهيرية التي تعد الوقود الحقيقي الذي يدفع اللاعبين نحو المزيد من التألق والعطاء».
إبراهيم ماطر - لاعب المنتخب والنصر السابق
تقليل من الضغوط
«لعب المباريات دون جمهور أفضل للاعبين من حضورهم، وإن كان هناك اتفاق على وصف الجمهور بملح المباريات، ولكن من وجهة نظري أرى أن اللاعب يقدم أفضل ما لديه في المستطيل الأخضر عندما لا يكون هناك حضور جماهير، كونه سيتخلص من الضغط النفسي الذي يصاحبه بسبب الجمهور، كما تقل أخطاؤه، وفي بعض المنافسات الأوروبية الكبيرة التي يغيب عنها الجمهور، شاهدنا تقديم الفرق كرة جميلة خالية من الاحتكاكات الخارجة عن روح الرياضة، وجودة عالية من الأداء والتنافس».
محمد السلال - لاعب المنتخب والرائد السابق
الجماهير تربح وتخسر
«للجمهور دور كبير في دعم اللاعبين وتحفيزهم وتشجيعهم، كما أن له أثرا كبيرا على عطاء اللاعب داخل الملعب، وأتفق مع من يقول إن بعض اللاعبين يتأثرون بالحضور الجماهيري، بل يصلون إلى مرحلة الخوف وفقدان الثقة بالنفس وعدم التركيز، خاصة في المباريات التي تحظى بحضور كبير وتشهد صيحات سلبية من المدرجات عند ارتكاب أي خطأ، وفي بعض الأحيان يتأثر اللاعبون باللعب خارج الأرض حين يواجهون جمهورا شرسا لا يهدأ طوال زمن المباراة، وهنا يكون للأرض دور في الوقوف مع أصحابها».
عبدالله لايش - مدرب كويتي
خسائر مالية كبيرة
«الغياب الجماهيري عن الملاعب أثر كثيرا على مداخيل الأندية، حيث إن العائد المادي من الحضور يصل سنويا إلى 65 مليون ريال، كما أن الفعاليات المصاحبة كانت تحقق عائدات للأندية من الرعايات والشركات، كما تأثرت الأندية بغياب المطاعم والمقاهي والشركات المشغلة في الملاعب، كما افتقدت شركات الأمن الصناعي مدخولا ماديا نظير خدماتهم، وكذلك الأسر المنتجة والباعة حول الملعب كانت لهم مداخيل أسبوعية من مبيعات الجماهير، إضافة إلى تأثر المواصلات أيضا، حيث افتقدت مداخيل توصيل الجماهير من وإلى الملاعب، وبالمجمل تفوق الموارد المادية التي فقدت على جميع المستويات سواء الأندية او المستثمرين مبلغ الـ100 مليون ريال بسبب غياب الجماهير».
عادل الحسينان - خبير الاستثمار الرياضي
أبرز المستفيدين من غياب الجمهور
- الحكام من خلال الابتعاد عن تأثير صافرات الاستهجان
- اللاعبون الذين يخشون جمهورهم وجمهور الخصم
- المدربون الذين لم يحققوا نتائج مرضية مع فرقهم
- بعض الأندية التي تتعرض لعقوبات بسبب جماهيرها
- الملاعب والمدرجات من حيث عدم حاجتها إلى نظافة وصيانة مكلفة