الرأي

شجعوا طلبة التحفيظ على القراءة الطبيعية

مكيون

عبدالغفور عبدالكريم عبيد
كنت قد كتبت قبل سنوات كتابات مستفيضة عن أكثر الأئمة وبعض قراء الحرمين الشريفين، وذلك في مجلتي الحج والعربية وملحقي التراث والجمعة. وقد عرفت أولا القرآن والقراءات، ثم أنواع القراءات السبع والعشر والشاذة الأربع، وكانت لتلك الكتابات صدى لدى حملة كتاب الله عز وجل في الأوساط القرآنية والجامعات في هذه البلاد الطيبة المباركة، وكنت أستعين بالمصادر والمراجع من أفواه المشايخ تارة، وبخطوط أيديهم وذويهم وأقربائهم تارة أخرى. (وقد لاحظت في شهر رمضان الماضي من كرر تلك السيرة دون ذكر المصادر وهذا شرخ وإخلاء في الأمانة العلمية). فلب الموضوع في هذا المقال أن الأئمة والقراء الذين كتبت عنهم كانت لهم خصوصية محضة في القراءة، وعلى سبيل المثال: قراءة الشيخ عبدالعزيز بن صالح - رحمه الله - كانت له نبرة مميزة كنا نتمنى أن يطيل صلاته وقراءته، وكذلك الشيخ عبدالله خياط - رحمه الله - كان يعرفه الداني والقاصي. والحال كذلك لبقية المشايخ عبدالرحمن السديس، سعود الشريم، عبدالله الجهني، وكان لهؤلاء وغيرهم بصمة في حياتهم وقراءتهم المميزة الشجية. ولكن.. وفي الآونة الأخيرة كثر المقلدون في المساجد، وقد سمعت إماما في الحي الذي أقطن فيه يقلد إماما، والمسجد الذي بعده كذلك وهلم جرا، وذلك موجود في مساجد المملكة كثيرا، وهنا يسأل أحدهم: ما الفرق بين التقليد والقراءات الحجازية؟ أقول: إن القراءات الحجازية قراءات جماعية لها تاريخها، قرأ بها مشايخ مثل سراج قاروت، عباس مقادمي، محمد زكي داغستاني، محمد أيوب، على نغمات، ومقامات مختلفة جميلة لها صداها في نفوس المستمعين، وهذا ينطبق على مشاهير القراء في العالم العربي: محمد عبدالباسط، محمد رفعت، محمد صديق منشاوي، محمد طبلاوي، أما التقليد فهو قراءة فردية يقرؤها بعضهم بين الفينة والأخرى وهذا محمود عند عامة الناس والعكس عند أهل الاختصاص ممن يهتمون بعلوم القرآن والقراءات. أتمنى من طلبة العلم أن تكون لهم خصوصية في القراءة وشخصية مستقلة وبصمات جلية في قراءاتهم لكتاب الله عز وجل نفتخر بها جمعيا مستمعين ومتابعين في المساجد والمحافل والمسابقات القرآنية في داخل المملكة وخارجها.. والله ولي التوفيق.