لماذا الفلسفة!
الاثنين / 16 / ربيع الأول / 1442 هـ - 18:43 - الاثنين 2 نوفمبر 2020 18:43
أطلقت وزارة التعليم مسارا للتميز في الابتعاث، ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث، ولأول مرة - على الأقل في نظري - يتم إطلاق تخصص صريح ومحدد في الفلسفة، كهدف أساسي من أهداف الابتعاث، وليس فلسفة علوم أخرى!
ولا شك أنها خطوة غاية في الأهمية في وقت كان الناس هنا ينظرون فيه للفلسفة على أنها شر محض، وأنه يجب الحذر منها، وقبل أن نقول لماذا ندرس الفلسفة، علينا أن نذكر أن شيخ الإسلام ابن تيمية كان فيلسوفا متأملا، وهو أعظم من رد على أرسطو ونقد المنطق الأرسطي، وبعدها توالت الانتقادات للمنطق الأرسطي، حتى جاءت الفيزياء وأثبتت عدم اطراد قواعد المنطق الأرسطي بالدليل المادي وليس بالفلسفة فحسب، ومما يؤكد عدم تعارض دراسته مع الدين!
ومهما يكن من أمر، لماذا نتهم بالفلسفة؟ ولماذا ندرس الفلسفة؟ هذه باختصار أهم النقاط التي تدفعنا للقراءة ودراسة الفلسفة:
الفلسفة لديها القدرة على تفسير العالم من حولنا، فبرتراند راسل يحاول التفرقة بين العلم والفلسفة بعبارة قصيرة لكنها خطيرة، فيقول: العلم هو ما نعرف، بينما الفلسفة هي الحديث عما لا نعرف، وبهذه الصفة فإن الفلسفة لها القدرة التنبؤية على تفسير العالم من حولنا، ففضول الإنسان بالحديث وتأمل ما لا يعرف يقوده للمعرفة!
الفلسفة تخلق الطمأنينة، فإن كان الدين يخلق الطمأنينة لبعض البشر، فيقبل التفسير الديني للحياة، فإن الفلسفة تخلق الطمأنينة لآخرين، ولا شك في ذلك إذا ما قلنا بأن معنى كلمة فلسفة هي «محبة الحكمة».
الفلسفة تثير الدهشة، وهنا بلا شك الدهشة هي أولى علامات الإثارة لدى الإنسان، ولدى الفلسفة القدرة غير المحدودة على إثارة دهشة الإنسان بشكل غير عادي، مما يخلق محفزا لديه (أي الإنسان) ليبحث عن كيف خُلقت هذه الدهشة وكيف جاءت، وكيف يمكن فهمها ليغوص في تفاصيل التفاصيل ليحوّل بعدها تلك الدهشة إلى فلسفة، ثم تتحول الفلسفة بعد أن تدخل نطاق التفاصيل والتجارب والمعامل إلى نطاق آخر اسمه العلم، أبرز مثال على ذلك كروية الأرض التي أدهشت العلماء حتى قادتهم لإثبات ذلك علميا.
لدى الفلسفة قدرة غير عادية على إثارة الأسئلة، إذا علمنا أن الأسئلة أهم من الأجوبة، وعلمنا أن الأسئلة محفز لإجابات متعددة، فإن الفلسفة كانت وما زال عليها أن تثير غبار الأسئلة في وجه الإنسان النائم لتوقظ عقله وقلبه، ويبحث عن الإجابات لتحسين حياته!
يفشل العلماء والمتخصصون في جمع شتات جزئيات علمه، وتأتي الفلسفة لتهتم بالكليات، حتى إنك ترى بداية كل عالم من تخصص دقيق، وكأمثلة على ذلك: راسل رياضي أصبح فيلسوفا، نتشه لغوي وناقد انتهى به المطاف فيلسوفا عظيما، وماركس انتقل من اقتصادي متخصص إلى فيلسوف ومنظر للماركسية، والأمر يطول لو أردنا مزيدا من الأسماء!
لدى الفلسفة خاصية تنمية التفكير المنطقي العقلاني، ومع علوم أخرى، ستبقى الفلسفة سيدة الفكر المنطق العقلاني، تجلو العقل من أدران التفكير غير المنطقي، وما ران عقل الإنسان، وما العلاقة بين الفلسفة والمنطق إلا علاقة تفكير سليم في المدخلات والمعطيات لتعطي مخرجات صحيحة ومنطقية.
أخيرا، هناك من قال بموت الفلسفة، وأورد شرحا مستمرا يثبت موت الفلسفة وانتهاءها وبداية عصر العلم، وقد احتاج للفلسفة والمنطق ليشرح لنا كيف ولماذا ماتت الفلسفة في نظره! لهذا تبدو نظرة وزارة التعليم خطوة ثاقبة نحو تأسيس بداية تدريس هذا العلم في المملكة، للحاجة الملحة إليه لمواكبة العالم كله!
Halemalbaarrak@
ولا شك أنها خطوة غاية في الأهمية في وقت كان الناس هنا ينظرون فيه للفلسفة على أنها شر محض، وأنه يجب الحذر منها، وقبل أن نقول لماذا ندرس الفلسفة، علينا أن نذكر أن شيخ الإسلام ابن تيمية كان فيلسوفا متأملا، وهو أعظم من رد على أرسطو ونقد المنطق الأرسطي، وبعدها توالت الانتقادات للمنطق الأرسطي، حتى جاءت الفيزياء وأثبتت عدم اطراد قواعد المنطق الأرسطي بالدليل المادي وليس بالفلسفة فحسب، ومما يؤكد عدم تعارض دراسته مع الدين!
ومهما يكن من أمر، لماذا نتهم بالفلسفة؟ ولماذا ندرس الفلسفة؟ هذه باختصار أهم النقاط التي تدفعنا للقراءة ودراسة الفلسفة:
الفلسفة لديها القدرة على تفسير العالم من حولنا، فبرتراند راسل يحاول التفرقة بين العلم والفلسفة بعبارة قصيرة لكنها خطيرة، فيقول: العلم هو ما نعرف، بينما الفلسفة هي الحديث عما لا نعرف، وبهذه الصفة فإن الفلسفة لها القدرة التنبؤية على تفسير العالم من حولنا، ففضول الإنسان بالحديث وتأمل ما لا يعرف يقوده للمعرفة!
الفلسفة تخلق الطمأنينة، فإن كان الدين يخلق الطمأنينة لبعض البشر، فيقبل التفسير الديني للحياة، فإن الفلسفة تخلق الطمأنينة لآخرين، ولا شك في ذلك إذا ما قلنا بأن معنى كلمة فلسفة هي «محبة الحكمة».
الفلسفة تثير الدهشة، وهنا بلا شك الدهشة هي أولى علامات الإثارة لدى الإنسان، ولدى الفلسفة القدرة غير المحدودة على إثارة دهشة الإنسان بشكل غير عادي، مما يخلق محفزا لديه (أي الإنسان) ليبحث عن كيف خُلقت هذه الدهشة وكيف جاءت، وكيف يمكن فهمها ليغوص في تفاصيل التفاصيل ليحوّل بعدها تلك الدهشة إلى فلسفة، ثم تتحول الفلسفة بعد أن تدخل نطاق التفاصيل والتجارب والمعامل إلى نطاق آخر اسمه العلم، أبرز مثال على ذلك كروية الأرض التي أدهشت العلماء حتى قادتهم لإثبات ذلك علميا.
لدى الفلسفة قدرة غير عادية على إثارة الأسئلة، إذا علمنا أن الأسئلة أهم من الأجوبة، وعلمنا أن الأسئلة محفز لإجابات متعددة، فإن الفلسفة كانت وما زال عليها أن تثير غبار الأسئلة في وجه الإنسان النائم لتوقظ عقله وقلبه، ويبحث عن الإجابات لتحسين حياته!
يفشل العلماء والمتخصصون في جمع شتات جزئيات علمه، وتأتي الفلسفة لتهتم بالكليات، حتى إنك ترى بداية كل عالم من تخصص دقيق، وكأمثلة على ذلك: راسل رياضي أصبح فيلسوفا، نتشه لغوي وناقد انتهى به المطاف فيلسوفا عظيما، وماركس انتقل من اقتصادي متخصص إلى فيلسوف ومنظر للماركسية، والأمر يطول لو أردنا مزيدا من الأسماء!
لدى الفلسفة خاصية تنمية التفكير المنطقي العقلاني، ومع علوم أخرى، ستبقى الفلسفة سيدة الفكر المنطق العقلاني، تجلو العقل من أدران التفكير غير المنطقي، وما ران عقل الإنسان، وما العلاقة بين الفلسفة والمنطق إلا علاقة تفكير سليم في المدخلات والمعطيات لتعطي مخرجات صحيحة ومنطقية.
أخيرا، هناك من قال بموت الفلسفة، وأورد شرحا مستمرا يثبت موت الفلسفة وانتهاءها وبداية عصر العلم، وقد احتاج للفلسفة والمنطق ليشرح لنا كيف ولماذا ماتت الفلسفة في نظره! لهذا تبدو نظرة وزارة التعليم خطوة ثاقبة نحو تأسيس بداية تدريس هذا العلم في المملكة، للحاجة الملحة إليه لمواكبة العالم كله!
Halemalbaarrak@