تفاعل

علمتنا كورونا

عادي ماجد الزبني
تعيش المجتمعات في جميع أنحاء العالم تحت قيود العادات والتقاليد التي وجدت في ظروف معينة غير معروفة تفاصيلها، وبقيت تتناقلها الشعوب مع تغير الظروف والأزمنة. كثير من عاداتنا وتقاليدنا الخاطئة كانت ملازمة لنا ولا يمكن الانفصال عنها إلا باعتزال المجتمع المحيط، ومع ظهور جائحة كورونا اتخذت السلطات الرسمية إجراءات وقائية صارمة لمواجهة الجائحة، أجبرت الجميع على التخلي عن كثير من الممارسات الخاطئة، ومع استمرار الجائحة لفترة طويلة حدث تغيير مفاجئ كبير في السلوكيات والعادات المجتمعية، تقبله الجميع حتى أصبح نمطا جديدا في الحياة. علمتنا كورونا دروسا كثيرة، منها:

أن حكومتنا الرشيدة اتخذت كل الإجراءات اللازمة وأنفقت المليارات ووفرت جميع المتطلبات من أجل أن نعيش في صحة وسلامة، وعلينا أن نتضرع بالدعاء بأن يحفظ الله ديننا ووطنا وولاة أمرنا من كل مكروه. وأن التباعد الاجتماعي أسلوب صحي في التعامل مع الآخرين حاليا، كلما كان هناك مسافة كافية بيننا كانت هناك مساحة كافية للحب والمودة وعدم مضايقة بعضنا صحيا ونفسيا.

علمتنا أن مناسباتنا يجب أن تكون عائلية ومختصرة بعيدا عن البذخ والإسراف والتجمعات التي لا تغني ولا تسمن من جوع، أن يكون السلام نظر، دون الحاجة للمصافحة وحبة الخشم التي قد تضايق الآخرين. أن تكون ممارسة الرياضة جزءا من أنشطتنا اليومية، أن نعتمد على الأكل المنزلي ونعدل أسلوبنا الغذائي إلى النمط الصحي، ونتجاوز مرحلة الكبسات والجريش والمفاطيح.

علمتنا أن نجلس مع أسرنا وقتا كافيا، ولا نضيع معظم أوقاتنا في الاستراحات والطلعات البرية وغيرها، وأن نخدم أنفسنا دون الاعتماد على الآخرين، مثل الحلاقة والطبخ وغسيل الملابس، وأن نحيي بيوتنا بذكر الله وإقامة الصلاة، ففي ذلك سعادة وطمأنينة الأسر.

علمتنا أن نواكب التطورات الحديثة في التقنية، ونحول جزءا كبيرا من الأعمال المكتبية في إدارتنا والتعليم إلى نظام الكتروني، ويكون العمل عن بعد.

علمتنا أن نقدر ونشكر أبطال الصحة والأمن على دورهم الفعال في المحافظة على حياتنا، وأن نستقي المعلومات الطبية من مصادرها الرسمية، ممثلة في حسابات وزارة الصحة، وألا ننجرف خلف المقاطع التي يروجها كثير من مدعي الطب لاكتشاف علاج كورونا.

علمتنا أن نكون شركاء فاعلين في دعم جهود الدولة في التقيد بالتعليمات والتوصيات الصادرة من الجهات الصحية والأمنية والمشاركة في توعية وتثقيف المجتمع، وأن منظمة الصحة العالمية لم توفق كثيرا في إدارة أزمة كورونا فقد ظهرت منها العديد من التصاريح المتضاربة عن مسببات وطرق انتقال عدوى المرض.

علمتنا أن نستمر بالدعاء والتضرع إلى الله سبحانه وتعالى بأن يجلي هذه الغمة عن بلادنا وجميع بلاد العالم فقدرة الله فوق كل شيء.