الرأي

الصحة.. (الأمس.. اليوم.. والغد)

تفاعل

إسماعيل محمد التركستاني
نعم، بالأمس كان مدير المستشفى يفتخر بأن الدكتور فلان سوف يزور المستشفى ويعمل مع طاقمه في القسم الطبي، وسوف يكون وجود هذه الشخصية مفخرة للمستشفى، حيث إنه سوف يرتقي بخدماتنا الطبية. واليوم، يفتخر مدير المستشفى بأن المستشفى قد حازت شهادة الاعتماد سواء المحلية (متمثلة في شهادة اعتماد المجلس المركزي) أو دوليا (والمتمثلة في شهادة الاعتماد الأمريكية). ترى، كيف يكون الغد؟ وبماذا سيفتخر مدير المستشفى؟ في الحالتين السابقتين، ومن تعبير مدير المستشفى نستشف أن الافتخار يأتي من وجود عامل سيساعد على ارتقاء الخدمات المقدمة بالمنشأة الصحية سواء كانت بوجود شخص مميز في عمله الصحي أو بوصول المستشفى في تطبيقاته إلى مستوى مرموق، والدليل شهادات الاعتراف من مراكز الاعتماد. إذن، الغد لا بد أن يحمل عاملا جديدا في الخدمات الصحية يساهم وبفعالية في تطوير الخدمات المقدمة. وإذن، ما هو هذا العامل (قد تكون أحجية)؟ ولحل هذه الأحجية لا بد أن ننظر إلى الدول المتقدمة في خدماتها الصحية، ونبحث في أجندتها الصحية واستراتيجيات عملها الصحي ورؤيتها المستقبلية، لأننا نعلم أن ما يصدر إلينا منهم قد يكون بالنسبة لهم مرحلة مضت! باختصار... كلنا يعلم بأن البنية التحتية الموجودة في خدماتنا الصحية توفر المستشفيات والمراكز الصحية، الدعم الحكومي المادي أيضا موجود، وسنويا تزداد الميزانية المدفوعة للخدمات الصحية. الأيدي العاملة وخاصة المحلية في ازدياد (من أطباء وتمريض واختصاصيين). والتقنية الحديثة من أجهزة طبية متطورة وحوسبة الخدمات المقدمة قد تم توفيرها لكل منشأة صحية. لا بد أن نؤمن بأن بلورتنا لخدماتنا الصحية يجب أن تكون حسب بيئة مجتمعنا المحلي، وحسبما يتطلع إليه المستفيد من تلك الخدمات، لماذا؟ حتى لا تتكرر الجمل التي تطالب بالتغيير.