لقد ضيعنا من العمر الكثير
الاحد / 5 / شوال / 1437 هـ - 01:30 - الاحد 10 يوليو 2016 01:30
قلت في مقال سابق على خلفية تسليم بعض الشباب عقولهم بالإغراء لأهل النوايا السيئة والأطماع الملونة بالأحقاد والضغينة، وخروجهم بالتالي عن الجادة الصحيحة دينيا ووطنيا ما معناه أن التحريض تنامى وسرق الجميع على غفلة من المجتمع إلى الرقيب، والمحصلة أن الكل - مجتمعا ورقيبا - يتحمل النتائج ويدفع الثمن.
باختصار شديد كل ما تعرضت له البلاد من الأعمال الإرهابية وما حل بالعباد كنتيجة مربوط في ساق التحريض المتفنن في تخطئة الحاضر، وتزيين الدم والبارود في عيون البعض من بني جلدتنا بعد غسيل عقولهم وتفخيخ قناعاتهم ضد سماحة الدين واستقرار الوطن ونهضته. كل النتائج تجتمع على أن «العلة في المحرضين والبلاء منهم» لكن هذه النتيجة تقول من ناحية أخرى إن التأخر في التعامل مع البدايات فعل فعلته وإن الصبر على المتشدقين في المنابر في الأخير أصاب الوطن في مقتل.
ربما تدور الأسئلة بسهولة والمحتمل أن تأتي الإجابات صعبة حين تقليب دفتر الإرهاب وتقصي معطياته في الداخل تحت حرارة علامات الاستفهام المحتشدة خلف «لماذا».
الراصد المنصف لن يجد ثغرة واحدة في الجهود المبذولة من قبل الدولة في خدمة الإسلام والمسلمين منذ نشأتها حتى اللحظة، والاستدلال بما يُنفق على الديار المقدسة خدمة وتطويرا يكفي للشهادة على أن يد الدولة طويلة مع ذلك في تقديم المساعدات الإنسانية وصولا إلى تغطية دول العالم الإسلامي بكل خير دون منّة. هذه الإشارة الواثقة تجعل الإجابات صعبة إذا ما نظرنا إلى الأعمال الإرهابية من زاوية انطلاقها بزناد الاعتقاد بالتقصير في خدمة الإسلام وتشويه الأرض بمبادئ التعايش والتسامح كما يعتقد أتباع عقيدة الإرهاب، وقد لمس الكثير منا بما لا يدع للشك هذه الرؤية المريضة عبر شعار تطهير أرض الحرمين...!
الخلاصة أن الدولة خدمت الإسلام وما زالت على النهج تسير، والمؤكد أنها لن تتوقف في سبيل عدالة تطبيق الشريعة الإسلامية. السؤال هل هذه الحقائق تحرشت بمخزون الحزبية في نفوس الخلايا الحالمة بالوصول إلى الكرسي الكبير ودفعت بمخزون حقدهم إلى الانفجار.
الحق عندي أن الأعمال الإرهابية في بلادنا انطلقت من أساسها لغايات موجهة بعناية لخلخلة توازن الأمن وخلق مقومات الفوضى تمهيدا لخطف الأرض والإنسان وتعديل مسارات الحياة ضد التقدم والنهضة والسلام والاستقرار.
هل فهمنا هذه المسألة إذا كان الأمر كذلك فيجب أن نفهم أن «الإنسان السعودي» اليوم يدفع ثمن انحراف بعضه، والمثال البسيط على ذلك يتلخص بين شروع الغاوين محرضين ومنفذين في تخريب المنجزات في الداخل ونشر الرعب بين الناس، علاوة على محاولة «خلق الاحتقان والنيل من الوحدة الوطنية « عبر طرق ملتوية، فضلا عن صبغ نفوس الشعوب الأخرى بالريبة من السعودي كلما وطئت قدماه أي أرض خارج وطنه – خطة المحاصرة في الخارج -.
ضيعنا من العمر الكثير! فمتى سنواجه المحرضين ونلوي أعناقهم ومتى سيغرقون في سوء عوراتهم؟ إنهم الشر ومصدره.. وبكم يتجدد اللقاء.