الشقيقي: كتابات تحول العيد إلى مجالس عزاء
السبت / 4 / شوال / 1437 هـ - 03:00 - السبت 9 يوليو 2016 03:00
استنكر الشاعر مفرح الشقيقي إصرار بعض الكتاب والشعراء على استدعاء مشاعر الحزن في الكتابة عن العيد، رافضا تحويل بهجته إلى مجلس عزاء، يقول في ذلك : »لا أعرف لماذا يصر بعض الكتاب والأدباء والمثقفين على تحويل العيد - عبر كتاباتهم - إلى مجلس عزاء أو مسيرة جنائزية أو شيء يتلطخ بالحزن ولا يعرف الحياة.
وأضاف: »لم يفعل المتنبي خيرا حين كتب أبياته اليائسة في العيد، وكأنه حقن الأجيال المتعاقبة بجرعة أسى لا يكفيها كل هذا الفرح لتتجاوز تذكرها للوجع ولو ليوم واحد أو ساعات من نهار«.
«سبب رداءة هذه القصائد ليس أنها حزينة ولكن الحزن فيها مكرر وممجوج ومجاني، والمجانية هي ما يقتلك متذوقا وقارئا، أما أن نمنع الحزين أن يقول شعرا في العيد فهذا والله الظلم.
عيد بأية حال عدت يا عيد، الذائعة الصيت تعد من آخر الأبيات التي قالها المتنبي، فقد كان هاربا من كافور، وأحبابه بعيدون عنه، فتلك حالته، وكانت له قصيدة مشهورة أيضا مطلعها:
لكل امرئ من دهره ما تعودا. وفيها، هنيئا لك العيد الذي أنت عيده. إلى أن نصل إلى إيليا أبوماضي الذي قال: أي شيء في العيد أهدي إليك.
وقلت:
حالة شعرية
حدثْ عن العيدِ غيرِي أيها العيدُ
واصدُقْ فإنكَ مسؤولٌ ومشهودُ
حدثْ عن العيدِ طفلا لا تعذبه
هذي الرؤى والأمانيُ الأباديدُ
حدثْ عن العيدِ ذا ثوبٍ يمسده
فإن وجهي بدتْ فيه التجاعيدُ»
عبدالواحد الأنصاري – شاعر وروائي
طاقة سلبية
«الطاقة السلبية التي سربها المتنبي إلى جسد الكتابة في العيد جعلته واهنا عن السعادة، ومضربا عن الابتهاج، وهزيلا إذا ما أراد أن يبتسم.
أرى العيد عرسا كونيا يليق به الفرح والحب والحياة، ولذلك أقول :
أقبلتَ تحملُ في هلالكَ خفقة
رقصتْ كعرس الضوء للأقمارِ
ياعيدُ قلُ لليائسين تخفَفوا
لا بِيْد تدفن عيدكمْ وتداري
الله يزرع في الوجوه غمامة
ويقول كوني بسمةَ الأقدارِ
العيد طفلٌ جاء يُوقِد ضحكة
حتى «انطَفَوا» مَنْ آمنوا بالنَارِ»
مفرح الشقيقي – شاعر
نصوص ابتهجت بالعيد
هَنيئا لكَ العيدُ الذي أنتَ عيدُهُ
وَعِيدٌ لمَنْ سَمى وَضَحى وَعَيدَا
المتنبي
يَا سَاهِرَ البَرْقِ أيقِـظْ راقِـدَ السَمُـرِ
لعَل بالجِـزْعِ أعوانـا عَلَـى السهَـرِ
إيليا أبو ماضي
أي شيء في العيد أهدي إليك
يا ملاكي، وكل شيء لديك؟
أبو العلاء المعري