لا تزال داعش تثبت يوما بعد يوم ضلالها وكفرها وأنها لا تمت للإسلام بصلة، بل إنها تعادي الدين الإسلامي الحنيف والإنسانية بهمجيتها وبشاعة ما ترتكبه من جرائم بحق الأبرياء الآمنين. في ليالي العشر الأواخر شهد الوطن سلسلة هجمات إرهابية في أقل من أربع وعشرين ساعة أحبطت بفضل الله ويقظة رجال الأمن، وكان آخرها استهداف مدينة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، إذ فجر انتحاري نفسه في عدد من رجال الأمن بجوار المسجد النبوي الشريف، حادثة تقشعر لها الأبدان، حتى مدينة خير البشر لم تسلم منهم، انتهكوا حرمة المكان والزمان، فيا لهذا الفعل الشنيع الذي لا يفعله إلا من نزع من قلبه الإيمان! ويؤكد لنا تجاوز هؤلاء الخوارج كل الحرمات. حينها همست في قهوتي السوداء وأنا أتابع على العربية آخر الأحداث العاجلة: سيبقى وطني قويا وعصيا على المعتدين، حينها شاهدت المصلين وقد توحدوا صفا واحدا لأداء الصلاة في أجواء إيمانية تملؤها الطمأنينة والراحة والسكينة، وكأن أمرا لم يكن. منظر لن تراه أبدا إلا في هذه البقاع الطاهرة، هيهات أن يفزعونا أو ينشروا الذعر بيننا، سنظل شوكة في حلق الإرهاب والمتطرفين، ستظل المملكة عصية على كل من يتربص بها ولن تثنيها هذه الأعمال عن محاربة الإرهاب والضرب بيد من حديد. وتقبل الله شهداءنا بواسع مغفرته ورحمته، والله الحامي كما حمى بيته من أصحاب الفيل. ‏اللهم حصن السعودية بحصنك الحصين وحبلك المتين من كيد الكائدين وعبث العابثين وغدر الخائنين. وكل عام وأنتم والوطن بخير، فما أجمل العيد بنكهة الأمن والأمان الذي تنعم فيه بلادنا أدامه الله علينا.