رسالة المصارع الإيراني القتيل إلى العالم
تسجيل يكشف الفظائع التي ارتكبها النظام الإيراني بحق أفكاري قبل إعدامه عذبوه وضربوه وسكبوا الكحول في أنفه وأجبروه على الاعتراف بالإكراه طالب كل أحرار العالم بأن ينتفضوا ضد قمع وإعدام الأبرياء في طهران آخر كلماته قبل الموت: شرف الإنسان دون الحق في العدالة ليس له معنى حرموا عائلته من وداعه في السجن قبل الموت ودفنوه على عجل أثناء الليل الأمم المتحدة طالبت برد قوي على نظام إيران.. وبومبيو عده عملا شريرا
السبت / 16 / صفر / 1442 هـ - 19:10 - السبت 3 أكتوبر 2020 19:10
تحول كل شيء إلى أسود حالك مع شروق شمس الثاني عشر من سبتمبر الماضي، انهمرت دموع الملايين حول العالم مع إعلان إيران إعدام مصارعها الشهير نويد أفكاري شنقا في شيراز.
ترك شهيد الحرية رسالة صوتية إلى العالم، انتشر صداها في الأيام الماضية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وكشفت عن الظلم والقهر الذي يواجه ملايين الإيرانيين تحت وطأة حكم المرشد الأعلى وعصابة الملالي، التي لم تكتف بتصدير الإرهاب إلى الخارج، بل زاد طغيانها بقتل آلاف الأبرياء في الداخل.
قتل أفكاري (27 عاما) داخل السجن سرا، وما زال اثنان من أشقائه يواجهان الموت، لم تفلح نداءات زعماء العالم في وقف إعدام شخص بريء احتج على المصاعب الاقتصادية والقمع السياسي قبل عامين، فجاء إعدامه رسالة غوغائية من النظام لكل المعارضين، ولطمة في وجه العالم الخارجي ليستيقظ ضد النظام الإيراني الإرهابي.
أعداء الله
لفق النظام تهما متعددة لأفكاري، من بينها «العداء لله، وإهانة المرشد الأعلى، وقتل ضابط أمن خلال احتجاجات 2017-2018»، رغم أن كل ما فعله كان الخروج للتعبير عن غضبه من المصاعب الاقتصادية والقمع السياسي.
عكست عملية الإعدام التي جرت قبل ثلاثة أسابيع قمع النظام للمعارضة، وأشارت إلى المدى الذي يمكن أن يصل إليه لمنع الاضطرابات، التي زادت بشكل متقطع منذ الاحتجاجات الجماهيرية ضد التزوير خلال الانتخابات الرئاسية عام 2009.
رسائل أفكاري
لطالما طالب أفكاري ببراءته في المحكمة، وفي خطاب مكتوب بخط اليد أوضح تفاصيل جولات متكررة من التعذيب في سجنين أدت إلى اعترافه بالإكراه، ووصف 50 يوما من الضرب ومحاولات الخنق وسكب الكحول في أنفه.
في تسجيل صوتي أخير من السجن، قال أفكاري «لقد استنفدت كل المحاولات أمام نظام العدالة في الجمهورية، لقد رفضوا طلباتي لإعادة المحاكمة. إن جمهورية إيران على وشك إعدام شخص بريء مثلي. أغلقوا صوتي وهم الآن على وشك الانتحار».
وناشد أفكاري العالم بحزن لاتخاذ إجراء، وقال «أطلب من كل شخص محب للحرية من أي أيديولوجية أن يكون صوتي وصوت عائلتي، لأن شرف الإنسان دون الحق في العدالة ليس له معنى»، وورد أنه قال في التسجيل «لدي كل أنواع المستندات لإثبات براءتي.
بهذه الوثائق إذا تم إعدامي يجب أن يعرف الناس أنه في القرن الحادي والعشرين، مع كل هذا الحديث عن حقوق الإنسان من قبل الأمم المتحدة في العالم، ما زالوا يعدمون الأبرياء في إيران».
وداع أخير
في 25 أبريل 2020، رفضت المحاكم الإيرانية كل توسلاته، مستشهدة بـ»تصريح « من أفكاري، بحضور طبيب مختص، نفى فيه تعرضه للتعذيب.
وبموجب القانون الإيراني يمكن لعائلة الضحية أن تختار قبول تعويض مالي عن جريمة القتل. قدم محامي أفكاري وعائلته التماسا لعائلة ضابط الأمن الذي قتل في 2018 بقبول التعويض ولكن دون جدوى.
وحرم أفكاري من وداع أخير لعائلته، التي لم يتم إخطارها بإعدامه الوشيك، ومنع النظام أي شخص خارج عائلته من حضور مراسم الدفن الذي تم على عجل أثناء الليل.
عمل شرير
أدانت كل دول العالم إعدام أفكاري، وقال خمسة خبراء حقوقيين تابعين للأمم المتحدة في بيان «إنه أمر مزعج للغاية. يبدو أن السلطات استخدمت عقوبة الإعدام ضد رياضي كتحذير لسكانها في مناخ من الاضطرابات الاجتماعية المتزايدة. إن هذا التجاهل الصارخ للحق في الحياة من خلال عمليات الإعدام بإجراءات موجزة ليس مجرد مسألة عادية، ندعو المجتمع الدولي إلى الرد بقوة على هذه الإجراءات من قبل إيران».
وفي الولايات المتحدة وصف وزير الخارجية مايك بومبيو موت أفكاري بأنه «عمل شرير وقاس» و»اعتداء شائن على كرامة الإنسان، حتى بالمعايير الحقيرة لهذا النظام»، وتعهد بألا يتم إسكات أصوات الشعب الإيراني.
غضب عالمي
طالب المرشح الديمقراطي للرئاسة جو بايدن إيران بالإفراج عن جميع السجناء السياسيين، بمن فيهم الأمريكيون المحتجزون، وقال «لا يجوز لأي دولة اعتقال أو تعذيب أو إعدام المتظاهرين أو النشطاء السلميين».
وفي تغريدتين في 3 سبتمبر، ناشد الرئيس الأمريكي ترمب قادة إيران «سأكون ممتنا للغاية إذا كنت ستنقذ حياة هذا الشاب»، ورد النظام الإيراني على التغريدة بفيديو درامي مدته 11 دقيقة تضمن لقطات مراقبة لأفكاري ليلة الجريمة، ولقطات لعائلة الضحية الباكية، واعتراف أفكاري.
وهدد اتحاد لاعبي المصارعة العالميين واللجنة الأولمبية الدولية بمنع إيران من ممارسة الرياضات الدولية إذا أعدمت أفكاري، كما ناشد مصارع يوناني شهير اتحاد المصارعة العالمية التدخل.
وكان من المقرر أن يسافر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى أوروبا في 14 سبتمبر لكن الرحلة ألغيت بعد أن أدانت ألمانيا، المحطة الأولى في الرحلة، ودول أوروبية أخرى إعدام أفكاري.
عقوبات أمريكية
في 24 سبتمبر، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على عدد من المسؤولين والكيانات الإيرانية بسبب الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، وفقا للمادة 106 من قانون مكافحة أعداء أمريكا، حيث قررت معاقبة القاضي سيد محمود الساداتي، والقاضي محمد سلطاني، الفرع الأول للمحكمة الثورية في شيراز، سجون عادل أباد وأرومية ووكيل أباد، بسبب وقوع حوادث سابقة للتعذيب أو سوء المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة، والاعتقالات التعسفية، وإنكار الحق في الحرية لأولئك الذين يسعون فقط إلى ممارسة عقيدتهم أو التجمع السلمي أو التعبير عن أنفسهم.
وقالت الخارجية الأمريكية إن العقوبات سببها تورط القاضي الساداتي والفرع الأول في محكمة الثورة في القضية المروعة للرياضي الشاب نويد أفكاري الذي سجنته السلطات الإيرانية وأعدم بوحشية وعمره 27 عاما، والذي كانت أمامه مسيرة مصارعة واعدة.
عنف وقمع
شنت جماعات حقوق الإنسان حملات لحشد الضغط الدولي ضد إعدام أفكاري، بعد أن طلب المساعدة للحصول على محاكمة عادلة وإثبات براءته. قالت ديانا الطحاوي، نائبة المدير الإقليمي للشرق الأوسط بمنظمة العفو الدولية، إن التسجيلات الصوتية المسربة له في المحكمة تكشف كيف أن مناشداته للقضاة للتحقيق في شكاوى التعذيب وإحضار محتجز آخر شهد تعذيبه للإدلاء بشهادته، تم تجاهلها بشكل غير قانوني ووحشي.
وحذر مركز حقوق الإنسان في إيران من أن تصرفات النظام تظهر مرة أخرى أن القضاء هو «أداة للقمع السياسي والعنف»، واتهمت النظام، الذي يملك أعلى معدلات الإعدام في العالم، بتجاهل الأدلة على أن أفكاري لم يقتل ضابط الأمن.
أنف مكسورة
وقال المدير التنفيذي للمبادرة الدولية هادي غيمي في بيان «مشاركته المشروعة في الاحتجاجات التي اجتاحت إيران في 2018 وقعت فعليا على مذكرة إعدامه. السلطات عازمة على القضاء على أي معارضة واحتجاج سلميين وتصدر بشكل متزايد أحكام الإعدام لتطبيق هذا القمع».
واضاف غيمي «إذا التزم المجتمع الدولي الصمت إزاء الظلم الذي رأيناه ضد أفكاري، فسنشهد المزيد من عنف الدولة ضد المتظاهرين السلميين، وستُفقد المزيد من الأرواح ظلما وبشكل غير قانوني»، ففي عام 2019، أعدمت إيران ما لا يقل عن 251 شخصا، وفقا لمنظمة العفو الدولية.
ويشير تقرير باللغة الفارسية لهيئة الإذاعة البريطانية إلى أن أفكاري ربما يكون قد قتل ولم يعدم. في آخر اتصال له مع عائلته قال أفكاري إن جسده أصيب بـ 10 إلى 15 إصابة، وقال إن رئيس حراس السجن ضربه. وقال شاهد عيان إن عائلة أفكاري لم يسمح لها برؤية وجهه إلا بعد تسليم جثته، وبدا أن أنف أفكاري مكسور.
81 سنة سجن
لم يتم اتباع بعض البروتوكولات المتعلقة بعمليات الإعدام. على سبيل المثال يشترط القانون الإيراني إخطار السجناء وعائلاتهم بالإعدام قبل 48 ساعة على الأقل، لكن عائلة أفكاري لم تحظ بهذا الإشعار، كما قالت السلطات إن الإعدام تم بإصرار أسرة الضحية»، لكن عائلة الفرد الذي اتهم أفكاري بقتله لم تكن حاضرة أثناء الإعدام، وهو أمر معتاد في إيران.
كما حكم على شقيقي أفكاري بتهمة المشاركة في الاحتجاجات وتحدي النظام وجرائم أخرى، حيث حكم على وحيد بالسجن 25 عاما للمساعدة في القتل وبأحكام أخرى بلغ مجموعها 54 عاما، وحكم على حبيب في أربع تهم «الإخلال بالنظام العام، عصيان إنفاذ القانون، الاعتداء بأداة حادة، التجمع والتواطؤ لارتكاب جرائم»، حيث أدت كل تهمة منها إلى سلسلة من الأحكام بلغ مجموعها 27 عاما، ليصل إجمالي مدة سجنهما إلى 81 عاما.
ترك شهيد الحرية رسالة صوتية إلى العالم، انتشر صداها في الأيام الماضية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وكشفت عن الظلم والقهر الذي يواجه ملايين الإيرانيين تحت وطأة حكم المرشد الأعلى وعصابة الملالي، التي لم تكتف بتصدير الإرهاب إلى الخارج، بل زاد طغيانها بقتل آلاف الأبرياء في الداخل.
قتل أفكاري (27 عاما) داخل السجن سرا، وما زال اثنان من أشقائه يواجهان الموت، لم تفلح نداءات زعماء العالم في وقف إعدام شخص بريء احتج على المصاعب الاقتصادية والقمع السياسي قبل عامين، فجاء إعدامه رسالة غوغائية من النظام لكل المعارضين، ولطمة في وجه العالم الخارجي ليستيقظ ضد النظام الإيراني الإرهابي.
أعداء الله
لفق النظام تهما متعددة لأفكاري، من بينها «العداء لله، وإهانة المرشد الأعلى، وقتل ضابط أمن خلال احتجاجات 2017-2018»، رغم أن كل ما فعله كان الخروج للتعبير عن غضبه من المصاعب الاقتصادية والقمع السياسي.
عكست عملية الإعدام التي جرت قبل ثلاثة أسابيع قمع النظام للمعارضة، وأشارت إلى المدى الذي يمكن أن يصل إليه لمنع الاضطرابات، التي زادت بشكل متقطع منذ الاحتجاجات الجماهيرية ضد التزوير خلال الانتخابات الرئاسية عام 2009.
رسائل أفكاري
لطالما طالب أفكاري ببراءته في المحكمة، وفي خطاب مكتوب بخط اليد أوضح تفاصيل جولات متكررة من التعذيب في سجنين أدت إلى اعترافه بالإكراه، ووصف 50 يوما من الضرب ومحاولات الخنق وسكب الكحول في أنفه.
في تسجيل صوتي أخير من السجن، قال أفكاري «لقد استنفدت كل المحاولات أمام نظام العدالة في الجمهورية، لقد رفضوا طلباتي لإعادة المحاكمة. إن جمهورية إيران على وشك إعدام شخص بريء مثلي. أغلقوا صوتي وهم الآن على وشك الانتحار».
وناشد أفكاري العالم بحزن لاتخاذ إجراء، وقال «أطلب من كل شخص محب للحرية من أي أيديولوجية أن يكون صوتي وصوت عائلتي، لأن شرف الإنسان دون الحق في العدالة ليس له معنى»، وورد أنه قال في التسجيل «لدي كل أنواع المستندات لإثبات براءتي.
بهذه الوثائق إذا تم إعدامي يجب أن يعرف الناس أنه في القرن الحادي والعشرين، مع كل هذا الحديث عن حقوق الإنسان من قبل الأمم المتحدة في العالم، ما زالوا يعدمون الأبرياء في إيران».
وداع أخير
في 25 أبريل 2020، رفضت المحاكم الإيرانية كل توسلاته، مستشهدة بـ»تصريح « من أفكاري، بحضور طبيب مختص، نفى فيه تعرضه للتعذيب.
وبموجب القانون الإيراني يمكن لعائلة الضحية أن تختار قبول تعويض مالي عن جريمة القتل. قدم محامي أفكاري وعائلته التماسا لعائلة ضابط الأمن الذي قتل في 2018 بقبول التعويض ولكن دون جدوى.
وحرم أفكاري من وداع أخير لعائلته، التي لم يتم إخطارها بإعدامه الوشيك، ومنع النظام أي شخص خارج عائلته من حضور مراسم الدفن الذي تم على عجل أثناء الليل.
عمل شرير
أدانت كل دول العالم إعدام أفكاري، وقال خمسة خبراء حقوقيين تابعين للأمم المتحدة في بيان «إنه أمر مزعج للغاية. يبدو أن السلطات استخدمت عقوبة الإعدام ضد رياضي كتحذير لسكانها في مناخ من الاضطرابات الاجتماعية المتزايدة. إن هذا التجاهل الصارخ للحق في الحياة من خلال عمليات الإعدام بإجراءات موجزة ليس مجرد مسألة عادية، ندعو المجتمع الدولي إلى الرد بقوة على هذه الإجراءات من قبل إيران».
وفي الولايات المتحدة وصف وزير الخارجية مايك بومبيو موت أفكاري بأنه «عمل شرير وقاس» و»اعتداء شائن على كرامة الإنسان، حتى بالمعايير الحقيرة لهذا النظام»، وتعهد بألا يتم إسكات أصوات الشعب الإيراني.
غضب عالمي
طالب المرشح الديمقراطي للرئاسة جو بايدن إيران بالإفراج عن جميع السجناء السياسيين، بمن فيهم الأمريكيون المحتجزون، وقال «لا يجوز لأي دولة اعتقال أو تعذيب أو إعدام المتظاهرين أو النشطاء السلميين».
وفي تغريدتين في 3 سبتمبر، ناشد الرئيس الأمريكي ترمب قادة إيران «سأكون ممتنا للغاية إذا كنت ستنقذ حياة هذا الشاب»، ورد النظام الإيراني على التغريدة بفيديو درامي مدته 11 دقيقة تضمن لقطات مراقبة لأفكاري ليلة الجريمة، ولقطات لعائلة الضحية الباكية، واعتراف أفكاري.
وهدد اتحاد لاعبي المصارعة العالميين واللجنة الأولمبية الدولية بمنع إيران من ممارسة الرياضات الدولية إذا أعدمت أفكاري، كما ناشد مصارع يوناني شهير اتحاد المصارعة العالمية التدخل.
وكان من المقرر أن يسافر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى أوروبا في 14 سبتمبر لكن الرحلة ألغيت بعد أن أدانت ألمانيا، المحطة الأولى في الرحلة، ودول أوروبية أخرى إعدام أفكاري.
عقوبات أمريكية
في 24 سبتمبر، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على عدد من المسؤولين والكيانات الإيرانية بسبب الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، وفقا للمادة 106 من قانون مكافحة أعداء أمريكا، حيث قررت معاقبة القاضي سيد محمود الساداتي، والقاضي محمد سلطاني، الفرع الأول للمحكمة الثورية في شيراز، سجون عادل أباد وأرومية ووكيل أباد، بسبب وقوع حوادث سابقة للتعذيب أو سوء المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة، والاعتقالات التعسفية، وإنكار الحق في الحرية لأولئك الذين يسعون فقط إلى ممارسة عقيدتهم أو التجمع السلمي أو التعبير عن أنفسهم.
وقالت الخارجية الأمريكية إن العقوبات سببها تورط القاضي الساداتي والفرع الأول في محكمة الثورة في القضية المروعة للرياضي الشاب نويد أفكاري الذي سجنته السلطات الإيرانية وأعدم بوحشية وعمره 27 عاما، والذي كانت أمامه مسيرة مصارعة واعدة.
عنف وقمع
شنت جماعات حقوق الإنسان حملات لحشد الضغط الدولي ضد إعدام أفكاري، بعد أن طلب المساعدة للحصول على محاكمة عادلة وإثبات براءته. قالت ديانا الطحاوي، نائبة المدير الإقليمي للشرق الأوسط بمنظمة العفو الدولية، إن التسجيلات الصوتية المسربة له في المحكمة تكشف كيف أن مناشداته للقضاة للتحقيق في شكاوى التعذيب وإحضار محتجز آخر شهد تعذيبه للإدلاء بشهادته، تم تجاهلها بشكل غير قانوني ووحشي.
وحذر مركز حقوق الإنسان في إيران من أن تصرفات النظام تظهر مرة أخرى أن القضاء هو «أداة للقمع السياسي والعنف»، واتهمت النظام، الذي يملك أعلى معدلات الإعدام في العالم، بتجاهل الأدلة على أن أفكاري لم يقتل ضابط الأمن.
أنف مكسورة
وقال المدير التنفيذي للمبادرة الدولية هادي غيمي في بيان «مشاركته المشروعة في الاحتجاجات التي اجتاحت إيران في 2018 وقعت فعليا على مذكرة إعدامه. السلطات عازمة على القضاء على أي معارضة واحتجاج سلميين وتصدر بشكل متزايد أحكام الإعدام لتطبيق هذا القمع».
واضاف غيمي «إذا التزم المجتمع الدولي الصمت إزاء الظلم الذي رأيناه ضد أفكاري، فسنشهد المزيد من عنف الدولة ضد المتظاهرين السلميين، وستُفقد المزيد من الأرواح ظلما وبشكل غير قانوني»، ففي عام 2019، أعدمت إيران ما لا يقل عن 251 شخصا، وفقا لمنظمة العفو الدولية.
ويشير تقرير باللغة الفارسية لهيئة الإذاعة البريطانية إلى أن أفكاري ربما يكون قد قتل ولم يعدم. في آخر اتصال له مع عائلته قال أفكاري إن جسده أصيب بـ 10 إلى 15 إصابة، وقال إن رئيس حراس السجن ضربه. وقال شاهد عيان إن عائلة أفكاري لم يسمح لها برؤية وجهه إلا بعد تسليم جثته، وبدا أن أنف أفكاري مكسور.
81 سنة سجن
لم يتم اتباع بعض البروتوكولات المتعلقة بعمليات الإعدام. على سبيل المثال يشترط القانون الإيراني إخطار السجناء وعائلاتهم بالإعدام قبل 48 ساعة على الأقل، لكن عائلة أفكاري لم تحظ بهذا الإشعار، كما قالت السلطات إن الإعدام تم بإصرار أسرة الضحية»، لكن عائلة الفرد الذي اتهم أفكاري بقتله لم تكن حاضرة أثناء الإعدام، وهو أمر معتاد في إيران.
كما حكم على شقيقي أفكاري بتهمة المشاركة في الاحتجاجات وتحدي النظام وجرائم أخرى، حيث حكم على وحيد بالسجن 25 عاما للمساعدة في القتل وبأحكام أخرى بلغ مجموعها 54 عاما، وحكم على حبيب في أربع تهم «الإخلال بالنظام العام، عصيان إنفاذ القانون، الاعتداء بأداة حادة، التجمع والتواطؤ لارتكاب جرائم»، حيث أدت كل تهمة منها إلى سلسلة من الأحكام بلغ مجموعها 27 عاما، ليصل إجمالي مدة سجنهما إلى 81 عاما.