6 ملايين وثيقة تكشف علاقة إيران وحزب البعث
النهب والسرقة دفعا إلى نقل الوثائق بسرية إلى جامعة ستانفورد في كاليفورنيا الكاظمي يستعيد أرشيف المؤسسة التي أنتجت صدام حسين للعراق بعد 15 عاما
الأربعاء / 6 / صفر / 1442 هـ - 19:15 - الأربعاء 23 سبتمبر 2020 19:15
عندما مزق اللصوص بغداد عام 2003 سمع كنعان مكية أن المتظاهرين يتجهون إلى نصب تذكاري لأحد مؤسسي المنظمة السياسية التي أنتجت صدام حسين، وأصبحت قوة رئيسة للاضطراب في الشرق الأوسط، هرع مع مصطفى الكاظمي، وكلاهما من نشطاء حقوق الإنسان، إلى المبنى، واكتشفا مجموعة من السجلات الرسمية في قبو مغمور بالمياه، وتعرفا على وثائق وأسرار حزب البعث من الداخل.
وبحسب صحيفة «وول ستريت جورنال» فإن الأرشيف الذي احتفظت به الولايات المتحدة الأمريكية مع تصاعد العنف في العاصمة العراقية قبل 15 عاما، أعيد إلى بغداد سرا في الأيام الماضية في أعقاب زيارة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي إلى واشنطن، حيث هبطت في مطار بغداد طائرة شحن عسكرية أمريكية مليئة بأكثر من 6 ملايين صفحة من الوثائق، تحتوي على أسرار ماضي العراق الديكتاتوري، وتفاصيل الحرب الطويلة التي دارت بين إيران وحزب البعث.
انقسامات عميقة
ينظر العراقيون إلى هذه الوثائق على أنها مورد تاريخي، ووسيلة للتحرك نحو المصالحة بين الانقسامات العميقة في المجتمع العراقي، لكن في الوقت الحالي، أصبح الأرشيف قضية حساسة للغاية في ظل الوضع المشحون في بغداد، حتى إنه سيحفظ مبدئيا في مكان مغلق.
قال مسؤول عراقي في بغداد «نأمل أن نجهز مبنى مؤسسيا مناسبا، بحيث يمكن أن تصبح هذه الأوراق متاحة لعامة الناس ولا سيما الباحثين، للمساعدة في إطلاعنا جميعا على الأهوال التي ارتكبها النظام البعثي»، وأضاف «نتمنى أن تكون هذه لحظة للدراسة وليست للانتقام، وقد يستغرق إجراء هذا النوع من الترتيبات بعض الوقت».
تصوير فيلم
في الأشهر الأولى بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للإطاحة بصدام حسين، كان السيد مكية يأمل في أن تكون لحظة التعلم هذه أقرب وفي متناول اليد.
ولد مكية في بغداد وذهب إلى الولايات المتحدة عام 1967 لدراسة الرياضيات في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، ولكن بعد أن تولى صدام حسين السلطة في 1979، سرعان ما أصبح أحد أبرز مؤرخي انتهاكات الديكتاتور العراقي.
بعد الكتابة تحت اسم مستعار خلال الثمانينات، غامر بدخول شمال العراق في 1991 بمساعدة الأكراد لتصوير فيلم وثائقي عن فظائع النظام، معتمدا على مجموعة منفصلة من سجلات حزب البعث التي تم الاستيلاء عليها، والتي تم إحضارها لاحقا إلى الولايات المتحدة.
عاد مكية الذي كان من مؤيدي الغزو الأمريكي إلى بغداد في الأسابيع الأولى من الاحتلال بهدف تأسيس مؤسسة «ذاكرة العراق»، والتي من شأنها توثيق تجربة الأمة مع النظم الديكتاتورية الشمولية، وكان يعتقد أن ذلك سيمكن العراق الجديد من التحقيق في جرائم الحرب، وربما تمديد العفو ليشمل الجناة التائبين، مثلما فعلت لجنة الحقيقة والمصالحة في جنوب أفريقيا بعد نهاية الفصل العنصري، وأصبح السيد الكاظمي رئيس مكتب المؤسسة في بغداد.
مسيرة مضطربة
تأسس حزب البعث في الأربعينات كحركة عربية قومية علمانية. انضم صدام حسين إلى التنظيم عام 1957 واستخدم الحزب لفرض إرادته الحديدية على البلاد بعد توليه السلطة.
عندما اهتزت العاصمة العراقية بسبب النهب عام 2003، سمع السيد مكية أن حشدا يتجمع على نصب تذكاري لميشيل عفلق، أحد مؤسسي حركة البعث في نهاية مسيرة مضطربة، كان عفلق الرئيس الاسمي لحزب البعث العراقي، وبعد وفاته أقيم مرقد سياسي له اشتمل على مكتبة.
بعد وصوله إلى مكان الحادث مع الكاظمي، كشف مكية عن أكوام من الوثائق الغامضة في القبو، والتي كانت موجودة أيضا تحت مقر حزب البعث المجاور، كان الأمر أشبه بالعثور على سجلات شتازي بعد انهيار السلطة الشيوعية في ألمانيا الشرقية.
انتقام سياسي
في محاولة لحماية المخبأ ذهب مكية إلى المسؤول السياسي الأعلى في البنتاجون، بول وولفويتز، وتوصلا إلى اتفاق في فبراير 2005 لشحن الوثائق إلى الولايات المتحدة، حيث تم الاحتفاظ بها في البداية في فيرجينيا الغربية.
كلف أحد مقاولي البنتاجون السكان المحليين بتنظيم ورقمنة الأرشيف بمساعدة باحثي المؤسسة الناطقين بالعربية، ورأى بعض المسؤولين الأمريكيين أن المادة قد توفر أدلة حول التمرد الناشئ في العراق، لكن مكية رأى في الإزالة وسيلة للحفاظ على الأرشيف.
في النهاية تم إرسال الأرشيف إلى مؤسسة هوفر، وهي مؤسسة فكرية ذات ميول محافظة في جامعة ستانفورد في كاليفورنيا، ولم يكن يسمح بالوصول إلى الوثائق عن كثب إلا تحت رقابة صارمة، ولم تُنشر أي وثيقة على الإنترنت، كما صدرت تعليمات مشددة إلى الباحثين بعدم الإفصاح عن أي تفاصيل ذكرت في الوثائق تخص العراقيين.
قال طالب الدراسات العليا في جامعة برينستون، مايكل بريل، إن «الوثائق مصادر لا تقدر بثمن للعلماء العراقيين، ولكن من المهم أيضا ألا تقع هذه المواد في الأيدي الخطأ، بما في ذلك تلك التي يمكن أن تستخدمها للانتقام السياسي».
نقل الوثائق
نقل مكية الوثائق إلى منزل عائلته السابق في بغداد بموافقة السلطات الأمريكية، وعمل مع الكاظمي ومجموعة صغيرة من المتطوعين لفهرسة ومسح الأرشيف الذي احتوى على سجلات موظفي الحزب، والمراسلات الداخلية وقوائم المخبرين، وحتى سجل العائلات العراقية التي تم القبض على أبنائها في السنوات الثماني خلال الحرب العراقية الإيرانية، وأظهرت الأسماء أن الحزب كان قلقا من ولاء العائلات.
كان الأرشيف هائلا، ومع سقوط قذائف الهاون بالقرب من المنزل وتلقي زملاء مكية تهديدات بالقتل، ومع تصاعد أعمال العنف الطائفية داخل بغداد، تزايد قلق الباحثين من إمكانية تدمير الأرشيف أو الاستيلاء عليه من قبل أعضاء سابقين في نظام صدام حسين أو متطرفين مدعومين من إيران أو مسلحين من القاعدة في العراق، قال مكية «أصبح من الواضح تدريجيا أن العراق لم يكن مستعدا لمشروع ذاكرة مثل مشروعنا، الماضي لم يكن حقا في الماضي، بل ما زلنا نعيشه».
جدل واسع
كانت عملية نقل الأرشيف محل جدل، إذ اشتكى مدير دار الكتب والوثائق الوطنية في العراق وعدد قليل من أمناء المحفوظات في كندا والولايات المتحدة من أن التخلص من الوثائق ونقلها إلى الولايات المتحدة يعد سلبا لتراث العراق.
في بيان صدر عام 2008 حثت جمعية أمناء المحفوظات الأمريكية ورابطة أمناء المحفوظات الكندية، على إعادة الوثائق إلى الحكومة الاتحادية العراقية، وهو الانتقاد الذي سعى مكية إلى تفنيده ودحضه بالقول إن السلطات العراقية وافقت رسميا على تولي مؤسسة هوفر مسؤولية الحفاظ على الأرشيف.
في عام 2013 أعادت الولايات المتحدة مجموعة مختلفة من الوثائق التي تم الاستيلاء عليها في حرب 2003، دون إشعار عام، وهو ما أثار مخاوف بين الباحثين الغربيين من احتمال استغلالها سياسيا من قبل رئيس الوزراء آنذاك نوري المالكي، الذي تعرض لانتقادات بسبب سياساته الطائفية.
تأمين الوثائق
هذه المرة تتعامل الولايات المتحدة مع رئيس وزراء جديد، مصطفى الكاظمي، الذي أصبح رئيسا لجهاز المخابرات العراقي بعد ترك المؤسسة، وتولى منصب رئيس الوزراء في مايو الماضي. وبعد أن قرر المسؤولون الأمريكيون إعادة الأرشيف كبادرة حسن نية للمسؤول الجديد، أشارت الولايات المتحدة والعراق إلى إعادة الوثائق المعلقة في بيان مشترك في 19 أغسطس الماضي، أعلنا فيه إعادة الأرشيف، مع احتفاظ مؤسسة هوفر بنسخة رقمية من الوثائق.
أكد مسؤول بوزارة الخارجية أن العراق طلب إعادة الأرشيف، وأن الولايات المتحدة ليس لديها دليل على إساءة استخدام أي من الوثائق التي أعيدت عام 2013. وقال المسؤول عن الأرشيف الذي أعيد قبل أيام إنه جزء من تاريخ العراقيين الذي يحق لهم الاحتفاظ به، والعراق دولة ذات سيادة، ويجب أن يكونوا مسؤولين حيال اتخاذ الاحتياطات اللازمة لكيلا تتعرض هذه الوثائق لسوء الاستخدام.
عودة في سرية
نقلت الوثائق بسرية كاملة بسبب القلق والخوف من أن الميليشيات الإرهابية المدعومة من إيران، أو الجماعات الخارجة عن القانون الأخرى ستحاول اعتراض الشحنة، والتي أصبحت الآن مؤمنة بإحكام وموجودة في مكان غير معروف في العاصمة العراقية.
شدد الصحفي بوول ستريت جورنال، مونتغمري، على أن العراث يستحق استعادة إرثه التاريخي، وقال «يمكننا أن نثق بعض الشيء بأن حكومة الكاظمي ستتعامل معها بمسؤولية، لكن ما قد يحدث بعد انتهاء رئاسة الوزراء قد يكون إشكالية كبيرة».
وبحسب صحيفة «وول ستريت جورنال» فإن الأرشيف الذي احتفظت به الولايات المتحدة الأمريكية مع تصاعد العنف في العاصمة العراقية قبل 15 عاما، أعيد إلى بغداد سرا في الأيام الماضية في أعقاب زيارة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي إلى واشنطن، حيث هبطت في مطار بغداد طائرة شحن عسكرية أمريكية مليئة بأكثر من 6 ملايين صفحة من الوثائق، تحتوي على أسرار ماضي العراق الديكتاتوري، وتفاصيل الحرب الطويلة التي دارت بين إيران وحزب البعث.
انقسامات عميقة
ينظر العراقيون إلى هذه الوثائق على أنها مورد تاريخي، ووسيلة للتحرك نحو المصالحة بين الانقسامات العميقة في المجتمع العراقي، لكن في الوقت الحالي، أصبح الأرشيف قضية حساسة للغاية في ظل الوضع المشحون في بغداد، حتى إنه سيحفظ مبدئيا في مكان مغلق.
قال مسؤول عراقي في بغداد «نأمل أن نجهز مبنى مؤسسيا مناسبا، بحيث يمكن أن تصبح هذه الأوراق متاحة لعامة الناس ولا سيما الباحثين، للمساعدة في إطلاعنا جميعا على الأهوال التي ارتكبها النظام البعثي»، وأضاف «نتمنى أن تكون هذه لحظة للدراسة وليست للانتقام، وقد يستغرق إجراء هذا النوع من الترتيبات بعض الوقت».
تصوير فيلم
في الأشهر الأولى بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للإطاحة بصدام حسين، كان السيد مكية يأمل في أن تكون لحظة التعلم هذه أقرب وفي متناول اليد.
ولد مكية في بغداد وذهب إلى الولايات المتحدة عام 1967 لدراسة الرياضيات في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، ولكن بعد أن تولى صدام حسين السلطة في 1979، سرعان ما أصبح أحد أبرز مؤرخي انتهاكات الديكتاتور العراقي.
بعد الكتابة تحت اسم مستعار خلال الثمانينات، غامر بدخول شمال العراق في 1991 بمساعدة الأكراد لتصوير فيلم وثائقي عن فظائع النظام، معتمدا على مجموعة منفصلة من سجلات حزب البعث التي تم الاستيلاء عليها، والتي تم إحضارها لاحقا إلى الولايات المتحدة.
عاد مكية الذي كان من مؤيدي الغزو الأمريكي إلى بغداد في الأسابيع الأولى من الاحتلال بهدف تأسيس مؤسسة «ذاكرة العراق»، والتي من شأنها توثيق تجربة الأمة مع النظم الديكتاتورية الشمولية، وكان يعتقد أن ذلك سيمكن العراق الجديد من التحقيق في جرائم الحرب، وربما تمديد العفو ليشمل الجناة التائبين، مثلما فعلت لجنة الحقيقة والمصالحة في جنوب أفريقيا بعد نهاية الفصل العنصري، وأصبح السيد الكاظمي رئيس مكتب المؤسسة في بغداد.
مسيرة مضطربة
تأسس حزب البعث في الأربعينات كحركة عربية قومية علمانية. انضم صدام حسين إلى التنظيم عام 1957 واستخدم الحزب لفرض إرادته الحديدية على البلاد بعد توليه السلطة.
عندما اهتزت العاصمة العراقية بسبب النهب عام 2003، سمع السيد مكية أن حشدا يتجمع على نصب تذكاري لميشيل عفلق، أحد مؤسسي حركة البعث في نهاية مسيرة مضطربة، كان عفلق الرئيس الاسمي لحزب البعث العراقي، وبعد وفاته أقيم مرقد سياسي له اشتمل على مكتبة.
بعد وصوله إلى مكان الحادث مع الكاظمي، كشف مكية عن أكوام من الوثائق الغامضة في القبو، والتي كانت موجودة أيضا تحت مقر حزب البعث المجاور، كان الأمر أشبه بالعثور على سجلات شتازي بعد انهيار السلطة الشيوعية في ألمانيا الشرقية.
انتقام سياسي
في محاولة لحماية المخبأ ذهب مكية إلى المسؤول السياسي الأعلى في البنتاجون، بول وولفويتز، وتوصلا إلى اتفاق في فبراير 2005 لشحن الوثائق إلى الولايات المتحدة، حيث تم الاحتفاظ بها في البداية في فيرجينيا الغربية.
كلف أحد مقاولي البنتاجون السكان المحليين بتنظيم ورقمنة الأرشيف بمساعدة باحثي المؤسسة الناطقين بالعربية، ورأى بعض المسؤولين الأمريكيين أن المادة قد توفر أدلة حول التمرد الناشئ في العراق، لكن مكية رأى في الإزالة وسيلة للحفاظ على الأرشيف.
في النهاية تم إرسال الأرشيف إلى مؤسسة هوفر، وهي مؤسسة فكرية ذات ميول محافظة في جامعة ستانفورد في كاليفورنيا، ولم يكن يسمح بالوصول إلى الوثائق عن كثب إلا تحت رقابة صارمة، ولم تُنشر أي وثيقة على الإنترنت، كما صدرت تعليمات مشددة إلى الباحثين بعدم الإفصاح عن أي تفاصيل ذكرت في الوثائق تخص العراقيين.
قال طالب الدراسات العليا في جامعة برينستون، مايكل بريل، إن «الوثائق مصادر لا تقدر بثمن للعلماء العراقيين، ولكن من المهم أيضا ألا تقع هذه المواد في الأيدي الخطأ، بما في ذلك تلك التي يمكن أن تستخدمها للانتقام السياسي».
نقل الوثائق
نقل مكية الوثائق إلى منزل عائلته السابق في بغداد بموافقة السلطات الأمريكية، وعمل مع الكاظمي ومجموعة صغيرة من المتطوعين لفهرسة ومسح الأرشيف الذي احتوى على سجلات موظفي الحزب، والمراسلات الداخلية وقوائم المخبرين، وحتى سجل العائلات العراقية التي تم القبض على أبنائها في السنوات الثماني خلال الحرب العراقية الإيرانية، وأظهرت الأسماء أن الحزب كان قلقا من ولاء العائلات.
كان الأرشيف هائلا، ومع سقوط قذائف الهاون بالقرب من المنزل وتلقي زملاء مكية تهديدات بالقتل، ومع تصاعد أعمال العنف الطائفية داخل بغداد، تزايد قلق الباحثين من إمكانية تدمير الأرشيف أو الاستيلاء عليه من قبل أعضاء سابقين في نظام صدام حسين أو متطرفين مدعومين من إيران أو مسلحين من القاعدة في العراق، قال مكية «أصبح من الواضح تدريجيا أن العراق لم يكن مستعدا لمشروع ذاكرة مثل مشروعنا، الماضي لم يكن حقا في الماضي، بل ما زلنا نعيشه».
جدل واسع
كانت عملية نقل الأرشيف محل جدل، إذ اشتكى مدير دار الكتب والوثائق الوطنية في العراق وعدد قليل من أمناء المحفوظات في كندا والولايات المتحدة من أن التخلص من الوثائق ونقلها إلى الولايات المتحدة يعد سلبا لتراث العراق.
في بيان صدر عام 2008 حثت جمعية أمناء المحفوظات الأمريكية ورابطة أمناء المحفوظات الكندية، على إعادة الوثائق إلى الحكومة الاتحادية العراقية، وهو الانتقاد الذي سعى مكية إلى تفنيده ودحضه بالقول إن السلطات العراقية وافقت رسميا على تولي مؤسسة هوفر مسؤولية الحفاظ على الأرشيف.
في عام 2013 أعادت الولايات المتحدة مجموعة مختلفة من الوثائق التي تم الاستيلاء عليها في حرب 2003، دون إشعار عام، وهو ما أثار مخاوف بين الباحثين الغربيين من احتمال استغلالها سياسيا من قبل رئيس الوزراء آنذاك نوري المالكي، الذي تعرض لانتقادات بسبب سياساته الطائفية.
تأمين الوثائق
هذه المرة تتعامل الولايات المتحدة مع رئيس وزراء جديد، مصطفى الكاظمي، الذي أصبح رئيسا لجهاز المخابرات العراقي بعد ترك المؤسسة، وتولى منصب رئيس الوزراء في مايو الماضي. وبعد أن قرر المسؤولون الأمريكيون إعادة الأرشيف كبادرة حسن نية للمسؤول الجديد، أشارت الولايات المتحدة والعراق إلى إعادة الوثائق المعلقة في بيان مشترك في 19 أغسطس الماضي، أعلنا فيه إعادة الأرشيف، مع احتفاظ مؤسسة هوفر بنسخة رقمية من الوثائق.
أكد مسؤول بوزارة الخارجية أن العراق طلب إعادة الأرشيف، وأن الولايات المتحدة ليس لديها دليل على إساءة استخدام أي من الوثائق التي أعيدت عام 2013. وقال المسؤول عن الأرشيف الذي أعيد قبل أيام إنه جزء من تاريخ العراقيين الذي يحق لهم الاحتفاظ به، والعراق دولة ذات سيادة، ويجب أن يكونوا مسؤولين حيال اتخاذ الاحتياطات اللازمة لكيلا تتعرض هذه الوثائق لسوء الاستخدام.
عودة في سرية
نقلت الوثائق بسرية كاملة بسبب القلق والخوف من أن الميليشيات الإرهابية المدعومة من إيران، أو الجماعات الخارجة عن القانون الأخرى ستحاول اعتراض الشحنة، والتي أصبحت الآن مؤمنة بإحكام وموجودة في مكان غير معروف في العاصمة العراقية.
شدد الصحفي بوول ستريت جورنال، مونتغمري، على أن العراث يستحق استعادة إرثه التاريخي، وقال «يمكننا أن نثق بعض الشيء بأن حكومة الكاظمي ستتعامل معها بمسؤولية، لكن ما قد يحدث بعد انتهاء رئاسة الوزراء قد يكون إشكالية كبيرة».