الرأي

الجانب الأخطر في حارة الشيخ

عبدالله حسن أبوهاشم
لم أتابع ولا حلقة واحدة من حلقات مسلسل حارة الشيخ، لذلك ما كتبت هنا لأتحدث عن المسلسل أو أنتقده هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن المسلسل قد عرضت جميع حلقاته وانتهى الأمر، وأي كلام أو نقد يوجه للمسلسل لن يغير شيئا. ولكن قرأت بعضا مما كتب حوله في مواقع التواصل الاجتماعي، لذلك سأتناول الموضوع من زاوية أخرى، أرى من وجهة نظري المتواضعة أنها في غاية الأهمية والخطورة، ولا أظنها خافية على أهل الفكر والسياسة في بلدي، فهم أكثر علما ودراية بها من مواطن بسيط مثلي. ليس خافيا على كل ذي عقل أن بلادنا مستهدفة من قبل أعدائها المتربصين بها والحاقدين عليها، وهم يسعون بكل الطرق والوسائل لأن يجدوا أي ثقب يلجون منه للنيل من وحدتنا واستقرارنا وضرب لحمتنا الوطنية وزعزعة أمننا واستقرارنا. لذلك من الواجب علينا في هذا الوقت وفي هذه الظروف العصيبة التي تمر بها منطقتنا العربية أن نكون أقوى تماسكا وتلاحما وترابطا مع بعضنا البعض ونلتف حول قيادتنا الحكيمة أكثر من أي وقت مضى، وأن نغلق الباب أمام كل ما قد يسبب الإضرار بوطننا ومن يحاول السعي إلى زرع الفتنة بين أبنائه يجب أن يحاسب ويردع ويوقف عند حده. على سبيل المثال، لسنا بحاجة، ونحن في غنى عن عمل درامي مثل مسلسل حارة الشيخ لا فائدة منه غير أنه قد يضر بلحمتنا الوطنية التي تميزنا ونفخر بها، فهذا المسلسل وكما هو معلوم واجه هجوما كبيرا ومعارضة شديدة وتسبب في إحداث حالة من الغضب والاستياء من قبل الغالبية العظمى من أهالي الحجاز وجدة بشكل خاص الذين رفضوا العمل رفضا تاما، والسبب حسب رأيهم أن هذا المسلسل لا يمثل تاريخهم لا من قريب ولا من بعيد، بل فيه تشويه صريح لتاريخ هذه المنطقة وإساءة واضحة لأهلها كما يرى الغالبية . السؤال: ما الذي استفدناه من هذا المسلسل، غير أنه فتح بابا واسعا من الجدل والنقاش الذي فاحت منه رائحة التعصب وإثارة النعرات الإقليمية التي رأيناها واضحة في مواقع التواصل الاجتماعي؟ كان من الأجدى ألا يفتح هذا الباب من الأساس. نرجو ألا يتكرر مثل هذا العبث الذي لن يفرح به ولن يستفيد منه إلا أعداء الوطن، فمصلحة الوطن فوق كل اعتبار، والدولة قادرة على منع تكرار ذلك.