الرأي

سقوط الجدران القديمة

عبدالله العلمي
شاهد العالم البارحة في حديقة البيت الأبيض حفل إبرام معاهدتي سلام، الأولى بين الإمارات وإسرائيل والثانية بين البحرين وإسرائيل.

أثبتت أبوظبي والمنامة دعمهما للقضية الفلسطينية وبدء مرحلة النقاش المثمر لصالح السلام.

في السياسة تتباين الأولويات، وتحسب كل دولة مصلحتها بناء على أمنها واستقرارها. انتهى عصر الخطاب العنتري المُتَخَشّبْ، وحان وقت فتح آفاق اقتصادية وسياسية وأمنية جديدة عبر الحوار البناء.

السلام مع تل أبيب لا يعني بالضرورة الاستسلام والتفريط في الحق الفلسطيني أو تغيير الرؤية العربية حول حل الدولتين. الدليل أن الإمارات والبحرين أكدتا ضرورة وقف ضم الأراضي الفلسطينية لإسرائيل ضمن اتفاق السلام.

ولكن، ما هي إسهامات السلطة الفلسطينية وقطر وتركيا وبشار وإيران في هذه المرحلة؟

السلطة الفلسطينية مستمرة في صراخ المايكروفونات، وما زال الردح واللطم والشتائم الإنجازات الوحيدة للسلطة الفلسطينية بدلا من الدبلوماسية والتفاوض لتحقيق السلام. تطاول القيادات الفلسطينية على دول الخليج في مؤتمر إعلامي يحضره محمود عباس سقطة أخلاقية غير مقبولة بتاتا.

أما في قطر، فرائحة الفساد تفوح على خلفية مونديال 2026-2030. كذلك فضحت وسائل الإعلام العالمية كيف مولت قطر شحنات الأسلحة من أوروبا إلى حزب الله الإرهابي. لا جديد، فقطر مغرمة بدعم عصابات التشرذم حزب الله وحماس.

الحاكم العثماني يستمر بتهديد الملاحة البحرية وطرق الطاقة واعتقال المئات بتهمة التواصل مع عبدالله غولن. أما حاكم دمشق بشار، فهو بلا شك سعيد بالنمو الاقتصادي «المُشَرّفْ» لبلاده بعد افتتاح جمعية «شريعتي» الإيرانية أربعة فنادق لتسهيل إجراءات «زواج المتعة» في منطقة «السيدة زينب» جنوب دمشق.

إيران وضعت ترسانتها الإرهابية في خدمة الحوثيين، وها هي تخطط لاغتيال سفيرة واشنطن في جنوب أفريقيا. ألمانيا قد تلغي زيارة «الظريف» ظريف لألمانيا على خلفية إعدام طهران لناشط إيراني. إضافة لذلك، العملة الإيرانية تسجل انخفاضا مدويا، والغضب الشعبي يتصاعد رغم استخدام السلطات أساليب القتل والإفراط في الاعتقالات. إيران، وليس إسرائيل، هي من استخدمت صواريخها وطائراتها المسيرة لشن هجوم ضد أهداف اقتصادية ومدنية سعودية.

موقف الرياض واضح؛ الحرص على وحدة وسيادة وسلامة الأراضي العربية، ودعم جميع الجهود الرامية إلى الوصول لحل عادل وشامل للقضية الفلسطينية بما يمكن الشعب الفلسطيني من إقامة دولته الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.

سقوط الجدران القديمة فرصة العرب لوضع إسرائيل أمام اختبار حقيقي لتحقيق السلام. لا أحد يدعي أن المفاوضات ستكون سهلة، خاصة مع تباين الآراء على بعض التفاصيل، إلا أن الواقع أثبت أن استعادة الأراضي لا يتم بالحروب أو الصراخ أو تكرار الأخطاء، بل بالمفاوضات واتفاقيات السلام.

AbdullaAlami1@