الضرب بيد من حديد!!
الجمعة / 3 / شوال / 1437 هـ - 01:30 - الجمعة 8 يوليو 2016 01:30
ما حدث ويحدث من هجمات إرهابية لا تستثني مكانا في السعودية ولا تراعي حرمة الزمان، طالت كل شيء، واستهدفت حتى مسجد رسول الله (الحرم النبوي) في المدينة، لم يراع قدسية المكان، ولا حرمة الزمان (شهر رمضان) شهر العبادة والرحمة والتراحم، هذه الهجمات تؤكد أن الإرهابيين لن يتركوا فرصة ولا مناسبة تمكنهم من أهدافهم في زعزعة أمننا واستقرارنا إلا ويستخدمونها لزرع الفرقة والفتنة، وإشاعة الفوضى.
كما كشفت أن تنظيم داعش يدار بطريقة تعتمد على تغيير استراتيجيته بين فترة وأخرى، فبعد فشله في إثارة الفتن الطائفية من خلال استهداف وتفجير الحسينيات الشيعية خلال العامين الأخيرين، اتجه إلى الأماكن المقدسة (كما حدث في استهداف المسجد النبوي) في محاولة لتأليب الرأي العام والشعوب المسلمة بعدم قدرة السعودية على حماية الأماكن المقدسة.
وما تعرضت له السعودية يومي الأحد والاثنين الماضيين من هجمات متزامنة في جدة، والقطيف، والمدينة المنورة يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أنها جاءت وفق مخطط مسبق من قبل قيادات تنظيم داعش بالخارج، وأن هؤلاء الانتحاريين تلقوا أوامر لتنفيذ هجماتهم في وقت واحد للإيهام بقدرتهم على الضرب في أكثر من مكان في الوقت نفسه.
كما أن استهداف الأماكن المقدسة خصوصا المسجد النبوي ينسجم بشكل كبير مع التصريحات الإيرانية التي تهدف لتأليب الرأي العام والشعوب المسلمة بعدم قدرة السعودية على حماية الأماكن المقدسة من ناحية، وإثارة الحقن الطائفي والمذهبي بين المواطنين تحت ذرائع مختلفة من ناحية أخرى، كما أن ما نقلته وكالات الأنباء العالمية عن احتمالية تجنيد إيران لحجاج أفارقة لإثارة شعب وقلاقل في موسم حج هذا العام، يرجح فكرة أن التنظيم أصبح أداة من أدوات الحرس الثوري الإيراني، وأن هؤلاء الإرهابيين ما هم إلا أداة في يد الحرس الثوري يحركهم كيفما يشاء.
لكن يقظة قوات الأمن السعودية وقدرتها على الردع والتصدي ستحولان بإذن الله دون ذلك، في ظل قيادة حكيمة داعمة لهذه الجهود تؤكد مرة تلو الأخرى أنها «عاقدة العزم ـ بإذن الله ـ على الضرب بيد من حديد على كل من يستهدف عقول وأفكار وتوجهات شبابنا الغالي، وعلى المجتمع أن يدرك أنه شريك مع الدولة في جهودها وسياساتها لمحاربة هذا الفكر الضال».
والضرب بيد من حديد بمعناه الشامل الذي أشار إليه خادم الحرمين الشريفين في كلمته للمواطنين بمناسبة عيد الفطر المبارك، تعني أنها ستشمل من ينفذ أو يخطط أو يؤيد أو يحرض أو يتعاطف أو يدعم أو يروج لأفكار هذا التنظيم دون استثناء، وأن الحكومة وأجهزتها الأمنية قادرة على الوصول لهؤلاء الأشخاص ومساءلتهم والتحقيق معهم ومحاكمتهم وردعهم، وجعل أهداف التنظيم ضربا من الخيال الذي لن تبلغه إيران وأدواتها وتياراتها المتطرفة، وسيستمر مسلسل الفشل لهذا التنظيم حتى يضمحل مثلما اضمحلت القاعدة.
كما أن المجتمع واصطفافه خلف القيادة في كل حادثة يثبت أنه شريك أساسي في جهود الحكومة في محاربة هذا الفكر، وأنه حاجز وسد منيع أمام محاولة هذا النبت الشيطاني إثارة الفتن الطائفية، والتسلل من خلالها لتحقيق أهدافها القائمة على خلق التفرقة والطائفية، بل على العكس من ذلك فإن أي محاولة تفجير أو استهداف ستزيد أبناء الوطن تلاحما ضد هذا التنظيم وأفكاره، كما أن المجتمع مسؤول مسؤولية تامة عن الإبلاغ عن أي حراك أو تصرفات مثيرة للريبة والشك، والإبلاغ عن كل شخص يحمل أفكارا مشبوهة تحمل تعاطفا أو تأييدا أو يبرر تصرفات هذا الفكر الضال.
كل التعازي للوطن، ولنا جميعا حكومة وشعبا، ولأهالي وشهداء الوطن في كل مكان، وحفظ الله وطننا آمنا مستقرا.. وكل عام وأنتم بخير.
alofi.m@makkahnp.com