الرأي

خواطر نفسية في زمن الكورونا: الابتزاز العاطفي ما هو؟

أحمد محمد الألمعي
هل سبق أن مررت بتجربة الابتزاز العاطفي؟ هل مارسته أو سبق أن كنت ضحية الابتزاز العاطفي؟ الجواب أن كثيرا منا قد مر بهذه التجربة، مارسناها أو كنا ضحية لها من أقرب الناس لنا دون أن ندرك ذلك، بل قد نكون عانينا من هذه التجربة وما نزال نعاني منها أو نمارسها مع أطفالنا أو أقرب الناس لنا بدون وعي وبدون إدراك خطأ هذ السلوك وتأثيره السلبي على من نحب.

الابتزاز العاطفي هو أحد أشكال التلاعب النفسي عادة بين شخصين تجمع بينهما علاقة شخصية قوية، أو عائلية (الأم والابنة، والزوج والزوجة، والشقيقتين، الأصدقاء المقربين) وهو أحد أشكال التلاعب القوية يقوم خلالها المبتز الذي تربطه صلة قوية بالضحية بتهديده عاطفيا بطريق مباشر أو غير مباشر. وتعرف أنك وقعت فريسة للابتزاز العاطفي حين يستخدم شخص قريب منك الخوف والإلزام والشعور بالذنب لديك، للتلاعب بك أو السيطرة عليك أو تحقيق احتياجاته المادية أو المعنوية من خلالك.

فلا يبتزك عاطفيا إلا شخص قريب منك جدا، شخص يعرف الكثير عن تفاصيل حياتك، ويدرك نقاط ضعفك الذاتية ونقاط ضعفك تجاهه، يعرف أنك لا تحتمل إيذاءه، وأنك تشعر بالذنب تجاهه، ويجعلك في وضع المجبر رغم أنفك أن تحقق له ما يريد.

وهو شخص كثير الشكوى والتذمر، يظهر ضعفه ليستدر عطفك ويضعك تحت ضغط الشعور بالذنب والتقصير تجاهه، فإذا ضعفت أو استسلمت قام هو باستغلال ذلك لتحقيق مراده، وقد يبدي خضوعا أو وداعة أو استسلاما أو ضعفا أحيانا حتى تقع تحت قبضته فيمارس التسول العاطفي ولكن بطريقة ملتوية. وإحدى صوره هو أن يقول المبتز «إذا لم تفعل لي كذا، فأنت المسؤول عما يحدث لي».

وحسب عالمة النفس د. سوزان فوروارد «حين تتعامل مع شخص يشعرك دائما بالذنب والتقصير في حقه، ويجعلك تشعر أنك مذنب أو متهم وتحتاج دائما للدفاع عن نفسك أو تبرير سلوكك تجاهه فأنت تتعرض لنوع من الابتزاز العاطفي. والشخص الذي يمارس الابتزاز العاطفي يشعر بعدم الأمان ويخشى الهجر أو الحرمان العاطفي ممن حوله، ولذلك يضعهم أو يضع أحدهم تحت ضغط الإحساس بالذنب والتقصير تجاهه لكي يتأكد من استمرار تقبلهم له أو رعايتهم إياه أو اهتمامهم به».

ومن نماذج الابتزاز العاطفي «أبغاه أو تشتري لي...»، «يارب أموت علشان ترتاحون مني»، وغيرها من العبارات التي تعكس التسول العاطفي.

وهناك أفعال ابتزاز عاطفي مثل محاولات الانتحار المعلنة والهروب من البيت وإيذاء الذات بأي شكل ورفض الطعام أو الشراب والدواء وإهمال الشخص لنفسه ورفض المصروف ورفض الذهاب للنزهة والتمارض بكل أنواعه.

وكثير من إعلانات الجمعيات الخيرية والمستشفيات المجانية تمارس هذا النوع من اللعب على مشاعر الناس، فيعرضون صورا لأطفال مرضى أو كبار سن عاجزين أو مرضى مزمنين لاستدرار عطف الناس ودفعهم للتبرعات السخية.

ويبتز المتسولون الناس عاطفيا فيظهرون إصابات أو عجزا وحين يقفون أمام المطاعم والمحلات الراقية لطلب المال أو يشيرون بأيديهم إلى أفواههم إشارة إلى حاجتهم للطعام.

AlmaiAhmad@