شيء من «نظام التفاهة»
السبت / 24 / محرم / 1442 هـ - 18:15 - السبت 12 سبتمبر 2020 18:15
• هل نعيش مرحلة سيطرة مشاهير الشبكات الاجتماعية ومواقع التواصل، على الحياة المجتمعية؟
• الحقيقة أن الإجابة: نعم، وليس الذنب - كله - في ذلك يعود إلى المشاهير، بل يتحمل المجتمع جزءا كبيرا من ذلك؛ بتسليم العقول للمشاهير، وليس كلهم سيئا لكن الأغلب كذلك، وألغى كثير من المتابعين أدوات التفكير والنقد، وسلم بصدق وحقيقة كل ما يصدر عن المشاهير، والمشاهير فيهم الصالح والطالح، وفيهم العارف والجاهل، وفيهم التافه والراقي، وفيهم البسيط حسن النية المستغل.
• ما زلت أقول إن الشهرة حق، لكل من أرادها وسعى لها، لكني ضد أن يتصدر المشهور في كل مناحي الحياة، ويصبح هو المرشد للمجتمع، وضد - قبل ذلك - أن يقبل المجتمع بذلك ويسير في ذلك الاتجاه.
• متابعة المشاهير شيء طبيعي في المجتمعات للتسلية والترفيه، لكن ما ليس طبيعيا منحهم الثقة الكاملة والمصداقية التامة، دون التفكير واستخدام العقل فيما يقدمونه، «فكل يؤخذ من قوله ويرد إلا صاحب هذا القبر محمد صلى الله عليه وسلم».
• أغلب مشاهير السوشيل ميديا، مشاهير كل شيء في الحياة، ولا يملكون علما أو معرفة في شيء محدد ليقدموه، لكنهم يتحدثون في كل شيء ويوجهون المجتمع في كل شيء، وبعضهم وصل إلى مرحلة متقدمة من الظن بأنه مصلح للمجتمع وحارس عليه، حسب فهمه وتفكيره هو، لا بعلم ومعرفة.
• وهنا سؤال للمجتمع، لماذا لا يمنح المجتمع الشهرة لذوي التخصص والمعارف والفنون ويستفيد منهم في تخصصاتهم وعلمهم وفنهم ومجالهم، ويبقى بقية المشاهير للتسلية والترفيه، دون الاتباع لهم في كل شيء كما هو الحال الآن؟
• في كتاب «نظام التفاهة» لأستاذ الفلسفة الدكتور آلان دونو، كتبت مترجمة الكتاب للعربية الدكتورة مشاعل الهاجري، عن فكرة الكتاب من منظورها الشخصي ووجهة نظرها، وقالت عن «الشبكات الاجتماعية» إنها «مجرد مواقع للقاء الافتراضي وتبادل الآراء.. فيها يتكون عقل جمعي من خلال المنشورات المتتابعة، وهذا الفكر التراكمي السريع الذي يبلور - بسرعة وبدقة - موضوعا محددا، نجح في اختصار مسيرة طويلة كان تبادل الفكر فيها يتطلب أجيالا من التفاعل - المناظرات والخطابات والمراسلات والكتب والنشر والتوزيع والقراءة والنقد ونقد النقد-، ورغم كل هذه الفرص، فقد نجحت هذه المواقع في «ترميز التافهين» تحويلهم إلى رموز».
• وتضيف الهاجري، «ما يجعل من كثير من تافهي مشاهير السوشيل ميديا والفاشينستات يظهرون لنا بمظهر النجاح، هو أمر يسأل عنه المجتمع نفسه، الذي دأب على التقليص التدريجي لصور النجاح التي تعرفها البشرية ككل (العمل الجاد والخير للأهل والمواطنة الصالحة وحسن الخلق والأكاديمية والآداب والفنون والرياضة إلخ)، فألغاها جميعا من قائمة معايير النجاح، حتى اختزلها في المال فقط... من ينكر الآن أن المشاهير والفاشينستات قد حققوا النجاح فعلا، وفقا لمعيار المال؛ وهو المعيار الوحيد الذي وضعه مجتمعنا نصب أعين شبابه؟»
• وبرأيي الشخصي أن المجتمع لم يختزل معايير النجاح في المال، لكنه لم يهتم كثيرا بمعايير النجاح الحقيقية في كل المجالات، ولم يخدمها ويروج لها كما يفعل مع مشاهير الإعلانات والمال.
(بين قوسين)
• الجماهير ليسوا تابعين بل متابعين فقط، فلهم الحق في التصفيق للجميل وانتقاد السيئ.
• ولا أعلم لماذا يتولى بعض الجماهير مسؤولية الدفاع عن المشهور، حين تنتقد أخطاؤه، فنقد الأخطاء ليس نقدا لشخص المشهور.
fwz14@
• الحقيقة أن الإجابة: نعم، وليس الذنب - كله - في ذلك يعود إلى المشاهير، بل يتحمل المجتمع جزءا كبيرا من ذلك؛ بتسليم العقول للمشاهير، وليس كلهم سيئا لكن الأغلب كذلك، وألغى كثير من المتابعين أدوات التفكير والنقد، وسلم بصدق وحقيقة كل ما يصدر عن المشاهير، والمشاهير فيهم الصالح والطالح، وفيهم العارف والجاهل، وفيهم التافه والراقي، وفيهم البسيط حسن النية المستغل.
• ما زلت أقول إن الشهرة حق، لكل من أرادها وسعى لها، لكني ضد أن يتصدر المشهور في كل مناحي الحياة، ويصبح هو المرشد للمجتمع، وضد - قبل ذلك - أن يقبل المجتمع بذلك ويسير في ذلك الاتجاه.
• متابعة المشاهير شيء طبيعي في المجتمعات للتسلية والترفيه، لكن ما ليس طبيعيا منحهم الثقة الكاملة والمصداقية التامة، دون التفكير واستخدام العقل فيما يقدمونه، «فكل يؤخذ من قوله ويرد إلا صاحب هذا القبر محمد صلى الله عليه وسلم».
• أغلب مشاهير السوشيل ميديا، مشاهير كل شيء في الحياة، ولا يملكون علما أو معرفة في شيء محدد ليقدموه، لكنهم يتحدثون في كل شيء ويوجهون المجتمع في كل شيء، وبعضهم وصل إلى مرحلة متقدمة من الظن بأنه مصلح للمجتمع وحارس عليه، حسب فهمه وتفكيره هو، لا بعلم ومعرفة.
• وهنا سؤال للمجتمع، لماذا لا يمنح المجتمع الشهرة لذوي التخصص والمعارف والفنون ويستفيد منهم في تخصصاتهم وعلمهم وفنهم ومجالهم، ويبقى بقية المشاهير للتسلية والترفيه، دون الاتباع لهم في كل شيء كما هو الحال الآن؟
• في كتاب «نظام التفاهة» لأستاذ الفلسفة الدكتور آلان دونو، كتبت مترجمة الكتاب للعربية الدكتورة مشاعل الهاجري، عن فكرة الكتاب من منظورها الشخصي ووجهة نظرها، وقالت عن «الشبكات الاجتماعية» إنها «مجرد مواقع للقاء الافتراضي وتبادل الآراء.. فيها يتكون عقل جمعي من خلال المنشورات المتتابعة، وهذا الفكر التراكمي السريع الذي يبلور - بسرعة وبدقة - موضوعا محددا، نجح في اختصار مسيرة طويلة كان تبادل الفكر فيها يتطلب أجيالا من التفاعل - المناظرات والخطابات والمراسلات والكتب والنشر والتوزيع والقراءة والنقد ونقد النقد-، ورغم كل هذه الفرص، فقد نجحت هذه المواقع في «ترميز التافهين» تحويلهم إلى رموز».
• وتضيف الهاجري، «ما يجعل من كثير من تافهي مشاهير السوشيل ميديا والفاشينستات يظهرون لنا بمظهر النجاح، هو أمر يسأل عنه المجتمع نفسه، الذي دأب على التقليص التدريجي لصور النجاح التي تعرفها البشرية ككل (العمل الجاد والخير للأهل والمواطنة الصالحة وحسن الخلق والأكاديمية والآداب والفنون والرياضة إلخ)، فألغاها جميعا من قائمة معايير النجاح، حتى اختزلها في المال فقط... من ينكر الآن أن المشاهير والفاشينستات قد حققوا النجاح فعلا، وفقا لمعيار المال؛ وهو المعيار الوحيد الذي وضعه مجتمعنا نصب أعين شبابه؟»
• وبرأيي الشخصي أن المجتمع لم يختزل معايير النجاح في المال، لكنه لم يهتم كثيرا بمعايير النجاح الحقيقية في كل المجالات، ولم يخدمها ويروج لها كما يفعل مع مشاهير الإعلانات والمال.
(بين قوسين)
• الجماهير ليسوا تابعين بل متابعين فقط، فلهم الحق في التصفيق للجميل وانتقاد السيئ.
• ولا أعلم لماذا يتولى بعض الجماهير مسؤولية الدفاع عن المشهور، حين تنتقد أخطاؤه، فنقد الأخطاء ليس نقدا لشخص المشهور.
fwz14@