السيد حمزة الدباغ
الأربعاء / 21 / محرم / 1442 هـ - 19:45 - الأربعاء 9 سبتمبر 2020 19:45
عراب التنمية البشرية في قطاع الطيران، الوجيه جميل الخلق والخلقة، شخصية من الظلم أن تسرد قصتها في مقالة أو حتى سلسلة مقالات، لا أقول هذا مبالغا.. فتلاميذ السيد حمزة يمكنك رؤيتهم الآن رؤساء تنفيذيين في أهم الشركات العالمية والمحلية المتخصصة بالطيران.
الرجل الذي أفنى عمره صباحا في مكتبه وبين فصول الطلاب في المدرسة الداخلية التابعة للخطوط السعودية، ومساء في سكنهم مهتما بالجانب الثقافي والإنساني والاجتماعي لهم.
مما لا شك فيه أن قطاع الطيران ساهم وبشكل رئيس في التعجيل بالتنمية وربط أرجاء الوطن بعضها ببعض، ومكن الوطن أيضا من اللحاق وفي وقت قياسي بمصاف الدول المتقدمة، لذا يعد هذا القطاع أحد إنجازات الدولة الكبرى في القرن الماضي. وإن كان لهذا القطاع مؤسسون فلا بد أن يكون السيد حمزة الدباغ ضمن قائمتهم.
لقد التحق بهذا القطاع في عام 1947م طالبا في بعثة التدريب لتقنيات علوم الطيران بمطار الظهران، ثم ابتعثه جلالة الملك عبدالعزيز، رحمه الله، عام 1948م لدراسة مراقبة الحركة الجوية في أمريكا.
ليعود مراقبا جويا في برج مطار جدة تحت رئاسة الفريق إبراهيم الطاسان، رحمه الله، حتى وصل إلى مرتبة مساعد مدير عام الطيران المدني للشؤون الفنية. ثم انتقل إلى الخطوط السعودية ليصبح عراب التنمية البشرية في قطاع الطيران، المهمة التي وصفها السيد حمزة «بالوظيفة الأقرب إلى قلبي».
لقد استحدث السيدة حمزة برامج عدة لتدريب الكوادر الوطنية، وكان تركيزه منصبا على ما وراء العلم إن جاز التعبير، كان يهتم وبشكل رئيس بالقيم والمبادئ و(الإتيكيت) والشهامة والثقافة.
أستطيع أن أقول إن تجربة السيد حمزة مع طلاب السكن الداخلي في الخطوط السعودية تستحق الدراسة من قبل الجامعات، إذ لم يغفل السيد حمزة - في سياق تلك التجربة - أي شيء، علم الطلاب «طريقة الأكل الصحيحة، الانضباط في المواعيد، الملبس المناسب وحسن المظهر ومسؤولية التمثيل، الخطابة والارتجال، الرياضة، ترتيب السرير، المحافظة على الصلاة، تولي المهام الإشرافية في المناسبات، طريقة التعامل مع السيدات الأجنبيات»، كل هذا وأكثر لطلاب تتراوح أعمارهم بين 15 و 18 سنة فقط. برامج السيد حمزة كانت تجد اهتماما من قيادات الدولة وبشكل مباشر، لقد زار الملك فهد - عندما كان النائب الثاني في عهد الملك فيصل - مقر (تجربة السيد حمزة)، وزاره أيضا الأمير سلطان والأمير تركي، رحمهم الله جميعا. هذا الفكر الراقي الذي يهتم في المقام الأول بجودة مخرجات التدريب كان بمثابة مصنع لإنتاج القادة لقطاع الطيران لسنوات امتدت من السبعينيات الميلادية إلى تاريخ كتابة هذا المقال.
ربما كان أكثر ما يميز السيد حمزة الدباغ هو أنه «قدوة»، وأذكر في هذا الصدد قصة رواها لي سكرتير السيد حمزة الأستاذ علي محرق - أمده الله بالصحة والعافية - مفادها أن السيد حمزة قد استضاف في مكتبه الصحفي الأستاذ محمد عبدالواحد، وقتها لاحظ السيد حمزة ترددي ونعرتي في عمل القهوة لأن الضيف (بلدياتي)، وإذا به يتفاجأ بكوب من القهوة على مكتبه يحضره له السيد حمزة بنفسه.
أستميحكم عذرا في أن أكمل قصة السيد حمزة الدباغ الأسبوع القادم بمشيئة الله.
ALSHAHRANI_1400@
الرجل الذي أفنى عمره صباحا في مكتبه وبين فصول الطلاب في المدرسة الداخلية التابعة للخطوط السعودية، ومساء في سكنهم مهتما بالجانب الثقافي والإنساني والاجتماعي لهم.
مما لا شك فيه أن قطاع الطيران ساهم وبشكل رئيس في التعجيل بالتنمية وربط أرجاء الوطن بعضها ببعض، ومكن الوطن أيضا من اللحاق وفي وقت قياسي بمصاف الدول المتقدمة، لذا يعد هذا القطاع أحد إنجازات الدولة الكبرى في القرن الماضي. وإن كان لهذا القطاع مؤسسون فلا بد أن يكون السيد حمزة الدباغ ضمن قائمتهم.
لقد التحق بهذا القطاع في عام 1947م طالبا في بعثة التدريب لتقنيات علوم الطيران بمطار الظهران، ثم ابتعثه جلالة الملك عبدالعزيز، رحمه الله، عام 1948م لدراسة مراقبة الحركة الجوية في أمريكا.
ليعود مراقبا جويا في برج مطار جدة تحت رئاسة الفريق إبراهيم الطاسان، رحمه الله، حتى وصل إلى مرتبة مساعد مدير عام الطيران المدني للشؤون الفنية. ثم انتقل إلى الخطوط السعودية ليصبح عراب التنمية البشرية في قطاع الطيران، المهمة التي وصفها السيد حمزة «بالوظيفة الأقرب إلى قلبي».
لقد استحدث السيدة حمزة برامج عدة لتدريب الكوادر الوطنية، وكان تركيزه منصبا على ما وراء العلم إن جاز التعبير، كان يهتم وبشكل رئيس بالقيم والمبادئ و(الإتيكيت) والشهامة والثقافة.
أستطيع أن أقول إن تجربة السيد حمزة مع طلاب السكن الداخلي في الخطوط السعودية تستحق الدراسة من قبل الجامعات، إذ لم يغفل السيد حمزة - في سياق تلك التجربة - أي شيء، علم الطلاب «طريقة الأكل الصحيحة، الانضباط في المواعيد، الملبس المناسب وحسن المظهر ومسؤولية التمثيل، الخطابة والارتجال، الرياضة، ترتيب السرير، المحافظة على الصلاة، تولي المهام الإشرافية في المناسبات، طريقة التعامل مع السيدات الأجنبيات»، كل هذا وأكثر لطلاب تتراوح أعمارهم بين 15 و 18 سنة فقط. برامج السيد حمزة كانت تجد اهتماما من قيادات الدولة وبشكل مباشر، لقد زار الملك فهد - عندما كان النائب الثاني في عهد الملك فيصل - مقر (تجربة السيد حمزة)، وزاره أيضا الأمير سلطان والأمير تركي، رحمهم الله جميعا. هذا الفكر الراقي الذي يهتم في المقام الأول بجودة مخرجات التدريب كان بمثابة مصنع لإنتاج القادة لقطاع الطيران لسنوات امتدت من السبعينيات الميلادية إلى تاريخ كتابة هذا المقال.
ربما كان أكثر ما يميز السيد حمزة الدباغ هو أنه «قدوة»، وأذكر في هذا الصدد قصة رواها لي سكرتير السيد حمزة الأستاذ علي محرق - أمده الله بالصحة والعافية - مفادها أن السيد حمزة قد استضاف في مكتبه الصحفي الأستاذ محمد عبدالواحد، وقتها لاحظ السيد حمزة ترددي ونعرتي في عمل القهوة لأن الضيف (بلدياتي)، وإذا به يتفاجأ بكوب من القهوة على مكتبه يحضره له السيد حمزة بنفسه.
أستميحكم عذرا في أن أكمل قصة السيد حمزة الدباغ الأسبوع القادم بمشيئة الله.
ALSHAHRANI_1400@