أثمن موجود بالمجان
الأربعاء / 21 / محرم / 1442 هـ - 19:00 - الأربعاء 9 سبتمبر 2020 19:00
أثمن موجود بالمجان! لا تحتاج للعناء للبحث عنه يصلك في كل وقت، تأخذ حاجتك واحتياجك منه بدون أن تخطئ شعره، بآخر نفس منه وبانقطاعه تنقطع الحياة وينتهي الأجل. الهواء لتواجده الدائم حولنا نفقد الإحساس بتقدير مدى أهميته.
يا ترى لو كان الهواء يباع، كم كان سيحدد الإنسان قيمته؟ وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها.
الهواء أصل الحياة وقوامها، بمنظومة عجيبة هيأ الله للأرض الغلاف الجوي المحيط بها وجعل الهواء قوام هذا الكوكب دون غيره، عدد لا متناه من الظواهر الجغرافية مرتبطة به تؤثر وتتأثر به كحركة الهواء مع اختلاف درجات الحرارة تساهم في اختلاف الضغط الجوي الذي بدوره يشكل الرياح واتجاهاتها، الهواء هو المحيط الذي من خلاله تنتقل عبره الأصوات، الهواء المادة الحية التي تتنفسها جميع الكائنات الحية، وهو مادة مكونة بقدر محدد وموزون، قال تعالى (إنا كل شيء خلقناه بقدر)، خليط من الغازات والجسيمات الدقيقة محددة ومقدرة، وبسلامته وجودته تجود الحياة، وباختلال تركيبته بغازات سامة أو شوائب متعددة يصبح ملوثا وباستنشاقه تتضرر الكائنات الحية. سواء كان مسبب التلوث طبيعيا كالبراكين والزلازل والأبخرة المتصاعدة منها وحرق الغابات أو مسببا بشريا صنعه بجهل أو علم أو عمدا أو بغير عمد، ندمر نحن البشر الأجواء من حولنا.
في تسليط الضوء على قضية تلوث الهواء هناك العديد من التساؤلات وإجابتها تساهم في تشكيل الوعي ومنها:
متى يحدث التلوث الهوائي؟ وكيف ينتقل؟
هل تلوث الهواء يلقى الاهتمام الذي يلقاه فيروس كورونا مثلا أو أي فيروس؟ للأسف بالطبع لا.
هل نعي الفرق بين تلوث الهواء الداخلي والهواء الخارجي؟
هل نعرف كم العادات التي نمارسها وتضر بالهواء؟
هل تلتزم القطاعات الإنتاجية والاستهلاكية بالمعايير والمقاييس لجودة الهواء؟
ما هي مسؤولية المجتمع بجميع مكوناته؟
لن نجيب عن كل التساؤلات إنما نهدف للتأكيد على أهمية الأمر الذي قد يراه البعض غير مهم، فيهمل تهوية منزله ويرش المبيدات الحشرية بأي وقت دون ضوابط، يحول منزله لمدخنة بأنواع التدخين، وأبخرة الاحتراق المتنوعة، فتتراكم السموم وتنخفض نسبة الأوكسجين وهو لا يلقي بالا.
كثير من العادات والممارسات الخاطئة تمارس بدون وعي كعدم الاهتمام بجودة الهواء الداخلي بالمنازل والمكاتب والمجمعات والشركات فتجد أخطاء تصميمه فادحة تمنع تجدد الهواء. وأدنى آثاره التعب وانخفاض الإنتاجية!
تلوث الهواء يعد من أكبر الأخطار البيئية على الصحة، سواء ما يخص الهواء الداخلي للمباني أو الهواء الخارجي، ويعد من أحد أسباب الوفيات في العالم، خاصة الدول النامية والمناطق الفقيرة.
نوعية الهواء تشكل تحديا، وأحد أهم القضايا البيئية في العالم لذلك أقر اليوم الدولي للهواء النظيف من أجل سماء زرقاء. السماء التي تشكل سموما خاصة في البلدان النامية والكثير من المناطق الصناعية والمنازل الفقيرة التي تعتمد على الحطب أو الكيروسين للتدفئة والطبخ. تخيل وفق إحدى الدراسات المعنية بجودة الهواء أجريت مقارنة بين الهواء في منازل بأحياء فقيرة بالهند وبين شوارع مكتظة بلندن، النتيجة أن الهواء الداخلي للمنازل أشد تلوثا بثلاثة أضعاف من الهواء بشوارع بلندن!
ما يجب أن نعرفه أن تأثير تلوث الهواء على الإنسان يختلف باختلاف درجة مستويات التلوث، ونوعية الغازات السامة والجسميات المحمولة ودرجة ومقدار التعرض لها، فالتعرض لجسميات الرصاص ليس كالغبار! ومن أهم الملوثات غاز أول أكسيد الكربون وثاني أكسيد الكربون الذي يتكون من احتراق المواد العضوية والميثان والأوزون السطحي، والجسيمات الدقيقة العالقة في الهواء من أصل معدني أو طبيعي كالتراب والغبار المثار. علما بأن أي تلوث لا يقبع بلا حراك، بل ينتقل وفق اتجاه الرياح.
وعلى أثر ذلك تختلف الأعراض والأضرار الخفيفة أو الشديدة: كالصداع، وضعف التنفس، والربو، والتأثير على القدرات العقلية والعصبية والسرطنات..إلخ.
جودة الهواء مسؤولية الجميع أفرادا وقطاعات وجهات، كل له دوره على سبيل المثال خروج دخان أسود من عادم السيارة، يوجب عليك حل المشكلة ليس لسيارتك فقط بل للبيئة، حتى وإن لم تجد جهة رقابية توقفك أو تفحص الانبعاثات من السيارة.
إن أردت أن تمارس رياضة المشي انتبه أي ممشى تختار، ابتعد عن الممشى بجانب شوارع مزدحمة ورئيسة تلك أماكن خطرة مليئة بالسموم.
عزيزي القارئ أهمس لك، التلوث ليس بالضرورة دخانا أسود أو رماديا تراه! هناك ملوثات عديمة اللون!
تحمل مسؤولية نفسك إن قصر المسؤول في اختيار المكان ولم يراع أي جوانب بيئية. واعتمد على تقليد نموذج بإحدى الدول الغربية! كوضع ممشى الدراجات الهوائية وسط السيارات على الكورنيش!
حين تختار أن تسكن أو تشتري أرضا ادرس المنطقة من المحلات الموجودة وحتى المطابخ والورش والمحطات وكم تبعد عنك، استعن بقوقل للخرائط فقد
سهل كل شيء، انتبه لحركة الرياح واتجاهها واسأل أهل المنطقة، كم يشتكي سكان بعض الأحياء من روائح المسالخ! مع أنها ليست بجوارهم.
وعلى الشركات والمصانع تحمل مسؤولية سلامة وصحة العاملين لديها، والالتزام بالمعايير البيئية والحيلولة من انتقال الانبعاثات وتلويث الهواء للمحيط السكني، فالرياح تنقل كل شيء لمسافات كبيرة خارج المدن وعبر الحدود مما يسبب مشاكل بيئية إقليمية.
ختاما: إن جهود حماية البيئة للأوساط الطبيعية هواء وماء وتربة، هدفها الأسمى حماية الإنسان من أضرار التلوث وآثاره على صحته ورفاهيته.
@AlaLabani_1
يا ترى لو كان الهواء يباع، كم كان سيحدد الإنسان قيمته؟ وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها.
الهواء أصل الحياة وقوامها، بمنظومة عجيبة هيأ الله للأرض الغلاف الجوي المحيط بها وجعل الهواء قوام هذا الكوكب دون غيره، عدد لا متناه من الظواهر الجغرافية مرتبطة به تؤثر وتتأثر به كحركة الهواء مع اختلاف درجات الحرارة تساهم في اختلاف الضغط الجوي الذي بدوره يشكل الرياح واتجاهاتها، الهواء هو المحيط الذي من خلاله تنتقل عبره الأصوات، الهواء المادة الحية التي تتنفسها جميع الكائنات الحية، وهو مادة مكونة بقدر محدد وموزون، قال تعالى (إنا كل شيء خلقناه بقدر)، خليط من الغازات والجسيمات الدقيقة محددة ومقدرة، وبسلامته وجودته تجود الحياة، وباختلال تركيبته بغازات سامة أو شوائب متعددة يصبح ملوثا وباستنشاقه تتضرر الكائنات الحية. سواء كان مسبب التلوث طبيعيا كالبراكين والزلازل والأبخرة المتصاعدة منها وحرق الغابات أو مسببا بشريا صنعه بجهل أو علم أو عمدا أو بغير عمد، ندمر نحن البشر الأجواء من حولنا.
في تسليط الضوء على قضية تلوث الهواء هناك العديد من التساؤلات وإجابتها تساهم في تشكيل الوعي ومنها:
متى يحدث التلوث الهوائي؟ وكيف ينتقل؟
هل تلوث الهواء يلقى الاهتمام الذي يلقاه فيروس كورونا مثلا أو أي فيروس؟ للأسف بالطبع لا.
هل نعي الفرق بين تلوث الهواء الداخلي والهواء الخارجي؟
هل نعرف كم العادات التي نمارسها وتضر بالهواء؟
هل تلتزم القطاعات الإنتاجية والاستهلاكية بالمعايير والمقاييس لجودة الهواء؟
ما هي مسؤولية المجتمع بجميع مكوناته؟
لن نجيب عن كل التساؤلات إنما نهدف للتأكيد على أهمية الأمر الذي قد يراه البعض غير مهم، فيهمل تهوية منزله ويرش المبيدات الحشرية بأي وقت دون ضوابط، يحول منزله لمدخنة بأنواع التدخين، وأبخرة الاحتراق المتنوعة، فتتراكم السموم وتنخفض نسبة الأوكسجين وهو لا يلقي بالا.
كثير من العادات والممارسات الخاطئة تمارس بدون وعي كعدم الاهتمام بجودة الهواء الداخلي بالمنازل والمكاتب والمجمعات والشركات فتجد أخطاء تصميمه فادحة تمنع تجدد الهواء. وأدنى آثاره التعب وانخفاض الإنتاجية!
تلوث الهواء يعد من أكبر الأخطار البيئية على الصحة، سواء ما يخص الهواء الداخلي للمباني أو الهواء الخارجي، ويعد من أحد أسباب الوفيات في العالم، خاصة الدول النامية والمناطق الفقيرة.
نوعية الهواء تشكل تحديا، وأحد أهم القضايا البيئية في العالم لذلك أقر اليوم الدولي للهواء النظيف من أجل سماء زرقاء. السماء التي تشكل سموما خاصة في البلدان النامية والكثير من المناطق الصناعية والمنازل الفقيرة التي تعتمد على الحطب أو الكيروسين للتدفئة والطبخ. تخيل وفق إحدى الدراسات المعنية بجودة الهواء أجريت مقارنة بين الهواء في منازل بأحياء فقيرة بالهند وبين شوارع مكتظة بلندن، النتيجة أن الهواء الداخلي للمنازل أشد تلوثا بثلاثة أضعاف من الهواء بشوارع بلندن!
ما يجب أن نعرفه أن تأثير تلوث الهواء على الإنسان يختلف باختلاف درجة مستويات التلوث، ونوعية الغازات السامة والجسميات المحمولة ودرجة ومقدار التعرض لها، فالتعرض لجسميات الرصاص ليس كالغبار! ومن أهم الملوثات غاز أول أكسيد الكربون وثاني أكسيد الكربون الذي يتكون من احتراق المواد العضوية والميثان والأوزون السطحي، والجسيمات الدقيقة العالقة في الهواء من أصل معدني أو طبيعي كالتراب والغبار المثار. علما بأن أي تلوث لا يقبع بلا حراك، بل ينتقل وفق اتجاه الرياح.
وعلى أثر ذلك تختلف الأعراض والأضرار الخفيفة أو الشديدة: كالصداع، وضعف التنفس، والربو، والتأثير على القدرات العقلية والعصبية والسرطنات..إلخ.
جودة الهواء مسؤولية الجميع أفرادا وقطاعات وجهات، كل له دوره على سبيل المثال خروج دخان أسود من عادم السيارة، يوجب عليك حل المشكلة ليس لسيارتك فقط بل للبيئة، حتى وإن لم تجد جهة رقابية توقفك أو تفحص الانبعاثات من السيارة.
إن أردت أن تمارس رياضة المشي انتبه أي ممشى تختار، ابتعد عن الممشى بجانب شوارع مزدحمة ورئيسة تلك أماكن خطرة مليئة بالسموم.
عزيزي القارئ أهمس لك، التلوث ليس بالضرورة دخانا أسود أو رماديا تراه! هناك ملوثات عديمة اللون!
تحمل مسؤولية نفسك إن قصر المسؤول في اختيار المكان ولم يراع أي جوانب بيئية. واعتمد على تقليد نموذج بإحدى الدول الغربية! كوضع ممشى الدراجات الهوائية وسط السيارات على الكورنيش!
حين تختار أن تسكن أو تشتري أرضا ادرس المنطقة من المحلات الموجودة وحتى المطابخ والورش والمحطات وكم تبعد عنك، استعن بقوقل للخرائط فقد
سهل كل شيء، انتبه لحركة الرياح واتجاهها واسأل أهل المنطقة، كم يشتكي سكان بعض الأحياء من روائح المسالخ! مع أنها ليست بجوارهم.
وعلى الشركات والمصانع تحمل مسؤولية سلامة وصحة العاملين لديها، والالتزام بالمعايير البيئية والحيلولة من انتقال الانبعاثات وتلويث الهواء للمحيط السكني، فالرياح تنقل كل شيء لمسافات كبيرة خارج المدن وعبر الحدود مما يسبب مشاكل بيئية إقليمية.
ختاما: إن جهود حماية البيئة للأوساط الطبيعية هواء وماء وتربة، هدفها الأسمى حماية الإنسان من أضرار التلوث وآثاره على صحته ورفاهيته.
@AlaLabani_1