أمانة الطائف والسكان.. شماعة الكتاب
الخميس / 2 / شوال / 1437 هـ - 01:30 - الخميس 7 يوليو 2016 01:30
قال أمير البيان شكيب أرسلان بعد أن أصابه الزكام وهو في سويسرا ثم قدم إلى الطائف (فما مضى علي في الطائف إلا قليل حتى ذهب هذا الزكام بتمامه وصار الهواء يجري في رئتي كأنه في الصحراء، ولما رجعت إلى أوروبا قال لي الأطباء بعد المعاينة إنه لم يبق هناك أثر لشيء يقال له زكام في شعب الرئة، وهذا فضل الطائف علي، بل هواء الطائف الذي شفاني بإذن الله، بل الله هو الذي شفاني به...)
من واحة الاتفاق أتفق تماما مع أمير البيان ومع كثير من الكتاب والنقاد دون مبالغة في جمالها وطراوة مناخها، كما أختلف بشدة مع كثير من الكتاب والنقاد ممن تسول لهم رؤاهم التبعية؛ ليجعل أمانة الطائف وسكانها شماعة يلقي عليها كل لائمة من كل تأخر سياحي أو تخلف حضاري.
نعم.. ليس من المنطق أن تدحرج صخرة اللوم على أمانة الطائف وحدها وتنسى شركة الكهرباء وشركة المياه وشركة الاتصالات والمؤسسات الكبيرة والصغيرة وجملة من الوزارات والهيئات منها السياحة والتراث وغيرها كثير..! وليس من العدل أن يجلد سكان الطائف بسياط التخلف الحضاري وتنسى تلك الوفود الزائرة من مواطنين ومقيمين التي تستقبلهم مدينة الطائف في كل صيف بحجم استقبال مكة المكرمة للمعتمرين.
الطائف هي مدينة من ضمن مدن المملكة تتأثر بالعوامل البيئية والاجتماعية والثقافية والحضارية، لذلك ليس من الحكمة أن نفرض على سكان الطائف أن يوحدوا ألوان منازلهم حتى تكون واجهة حضارية، أو تتساهل الأمانة مع البسطات المخالفة بجانب الطرقات كي تكون المدينة أكثر بهجة بقدوم ليالي العيد.
أعود إلى واحة الاتفاق، من يشم هواء الطائف مرة يعود ليعانقها مرة أخرى، ومن لا يعرف من الطائف سوى اسمها فإنه يجهل قطعة من الشام تحتاج إلى إنسان أمين ورفيق بها يصبو إلى أن يجعل المصطاف يقول في كل سنة: «جينا على الطايف والطايف سما».