رسوم الحديدة!
الأربعاء / 7 / محرم / 1442 هـ - 20:45 - الأربعاء 26 أغسطس 2020 20:45
كنت سأقترح أن نعود إلى أسلوب المقايضة في المعاملات التجارية ثم تراجعت في اللحظة الأخيرة لأني اكتشفت أنه ليس لدي ما أقايض به للحصول على ما يساعدني في معركة الكفاح من أجل البقاء.
لكن الذي دفعني ابتداء للتفكير في المقايضة هو أن فكرة الأوراق المالية والرواتب لم تعد تجدي نفعا. بل وصل الأمر إلى أني أصبحت أخاف من اليوم الذي يأتي فيه الراتب وأصبحت رسالة البنك التي تخبرني بأنه تم إيداع راتبي مصدر رعب بعد أن كانت لفترة أكثر شيء مبهج يمكن أن أشاهده في هاتفي. أخاف منها لأني شخص حساس وأكره لحظات الوداع.
الموظف في المحصلة النهائية مجرد محطة يستريح فيها الراتب بين رحلتين، رحلة مجيئه من وزارة المالية ورحلة عودته إليها، يشاهد رقما جميلا في حسابه البنكي ويستمتع برؤيته ثم يودعه بمثل ما استقبل به من حفاوة عائدا من حيث أتى ولكن من أبواب متفرقة لحاجة في نفس المالية قضتها.
والحق أني أبالغ قليلا فيما يخصني، فراتبي لا ينتهي بعد أسبوع من قدومه، إنه يستغرق ثلاثة أسابيع تقريبا، وهذا نوع من الثراء الذي أتمنى أن تذكروا الله ولا تحسدوني عليه، ولكن راتبي ليس معيارا لأن الغالبية العظمى من الناس لديهم نفس احتياجاتي وربما أكثر. لكن أي إنسان دخله الشهري أقل من عشرة آلاف ريال وفق ما يحدث حاليا من ارتفاع الأسعار في الرسوم والضرائب والفواتير ليس بعيدا كثيرا عن خط الفقر إن لم يكن يقبع تحته.
وفي هذا الشهر حل وجه جديد لقائمة الاحتياجات بعد أن دخلت أجهزة الحاسب الآلي ضمن قائمة مصروفات المدارس، ومثلما يحدث دائما هناك لص جشع ينتظر حاجة الناس ليكشر عن أنياب طمعه واستغلاله ويمارس غشه وخديعته ويشارك في نهب دخل الأسر المغلوبة على أمرها.
كثير من الناس لم يعد يهمه راتبه ولا وضعه ولكنه يريد أن يفهم لا أكثر ولا أقل، على سبيل المثال فإن فواتير الكهرباء الشهر الفائت جعلت البعض يظن أن المواطن السعودي يقوم بمهمة كونية ويساهم في تسديد فاتورة الشمس.
الراتب انتهى أمره وشيع إلى مثواه «الأول» قبل أن يأتي، الخوف الآن على الحديدة، فكثير من الناس أصبحوا يخشون أنهم لن يجدوا حتى الحديدة حتى يبقوا عليها بعد رحيل رواتبهم في يوم قدومها. ويخافون إن بقيت أن يأتي من يطالبهم بدفع «رسوم الحديدة».
وعلى أي حال..
أنا «أتحلطم» فقط، وأمارس حقي في فعل هذا وليس لدي حلول ولا أفكار تتعلق بهذه المشكلة، ولا أظنكم وصلتم إلى درجة من اليأس تجعلكم تنتظرون حلولا من أمثالي. كنت سأقترح تخفيض الضريبة ومراجعة فواتير الكهرباء وإرجاع بدل غلاء المعيشة لأصحاب الرواتب المتدنية والمستفيدين من الضمان الاجتماعي، لكن هذه الحلول لا تناسب «برستيج» حلطمتي ولذلك آثرت السكوت.
agrni@
لكن الذي دفعني ابتداء للتفكير في المقايضة هو أن فكرة الأوراق المالية والرواتب لم تعد تجدي نفعا. بل وصل الأمر إلى أني أصبحت أخاف من اليوم الذي يأتي فيه الراتب وأصبحت رسالة البنك التي تخبرني بأنه تم إيداع راتبي مصدر رعب بعد أن كانت لفترة أكثر شيء مبهج يمكن أن أشاهده في هاتفي. أخاف منها لأني شخص حساس وأكره لحظات الوداع.
الموظف في المحصلة النهائية مجرد محطة يستريح فيها الراتب بين رحلتين، رحلة مجيئه من وزارة المالية ورحلة عودته إليها، يشاهد رقما جميلا في حسابه البنكي ويستمتع برؤيته ثم يودعه بمثل ما استقبل به من حفاوة عائدا من حيث أتى ولكن من أبواب متفرقة لحاجة في نفس المالية قضتها.
والحق أني أبالغ قليلا فيما يخصني، فراتبي لا ينتهي بعد أسبوع من قدومه، إنه يستغرق ثلاثة أسابيع تقريبا، وهذا نوع من الثراء الذي أتمنى أن تذكروا الله ولا تحسدوني عليه، ولكن راتبي ليس معيارا لأن الغالبية العظمى من الناس لديهم نفس احتياجاتي وربما أكثر. لكن أي إنسان دخله الشهري أقل من عشرة آلاف ريال وفق ما يحدث حاليا من ارتفاع الأسعار في الرسوم والضرائب والفواتير ليس بعيدا كثيرا عن خط الفقر إن لم يكن يقبع تحته.
وفي هذا الشهر حل وجه جديد لقائمة الاحتياجات بعد أن دخلت أجهزة الحاسب الآلي ضمن قائمة مصروفات المدارس، ومثلما يحدث دائما هناك لص جشع ينتظر حاجة الناس ليكشر عن أنياب طمعه واستغلاله ويمارس غشه وخديعته ويشارك في نهب دخل الأسر المغلوبة على أمرها.
كثير من الناس لم يعد يهمه راتبه ولا وضعه ولكنه يريد أن يفهم لا أكثر ولا أقل، على سبيل المثال فإن فواتير الكهرباء الشهر الفائت جعلت البعض يظن أن المواطن السعودي يقوم بمهمة كونية ويساهم في تسديد فاتورة الشمس.
الراتب انتهى أمره وشيع إلى مثواه «الأول» قبل أن يأتي، الخوف الآن على الحديدة، فكثير من الناس أصبحوا يخشون أنهم لن يجدوا حتى الحديدة حتى يبقوا عليها بعد رحيل رواتبهم في يوم قدومها. ويخافون إن بقيت أن يأتي من يطالبهم بدفع «رسوم الحديدة».
وعلى أي حال..
أنا «أتحلطم» فقط، وأمارس حقي في فعل هذا وليس لدي حلول ولا أفكار تتعلق بهذه المشكلة، ولا أظنكم وصلتم إلى درجة من اليأس تجعلكم تنتظرون حلولا من أمثالي. كنت سأقترح تخفيض الضريبة ومراجعة فواتير الكهرباء وإرجاع بدل غلاء المعيشة لأصحاب الرواتب المتدنية والمستفيدين من الضمان الاجتماعي، لكن هذه الحلول لا تناسب «برستيج» حلطمتي ولذلك آثرت السكوت.
agrni@