وكلاء الشر الإيراني هل ينقلب السحر على الساحر؟
أوراق بحث عالمية تكشف سر العلاقة المشبوهة بين طهران وحزب الله والحوثيين لماذا فشلت طهران في استخدام حلفاء لها في السعودية وأغلب دول الخليج؟ 3 مراحل رئيسية تسبق اختيار المرشد الأعلى لحلفاء الشر في دول المنطقة فيلق القدس استطاع تحويل حزب الله الإرهابي إلى شريك في الجرائم والمؤامرات ناشونال إنتريست: الميليشيات المسلحة تضحي بمصالحها الخاصة من أجل ثورة الخميني
السبت / 25 / ذو الحجة / 1441 هـ - 21:00 - السبت 15 أغسطس 2020 21:00
فيما تصدر أمين عام حزب الله الإرهابي حسن نصر الله، الصورة الشهيرة التي نشرها مكتب المرشد الإيراني علي خامنئي قبل شهرين لقائمة وكلاء الشر التابعين لحكومة الملالي في المنطقة، ظهر عبدالملك الحوثي زعيم ميليشيات الحوثي الإرهابية في مكان بارز، والإرهابي عيسى قاسم في البحرين، وإبراهيم زكزاكي في نيجيريا، وسفاح البعث بشار الأسد، وقائد ميليشيات بدر الإرهابي هادي العامري، والحشد الشعبي الإرهابي وقياداته.
نشرت طهران وكلاءها الإرهابيين شديدي الخطورة في المنطقة، وقامت على مدار السنوات الماضية بمدهم بالأموال والسلاح لتنفيذ المطلوب منهم سواء كانوا في اليمن أو العراق أو لبنان أو سوريا، ورغم العقوبات الكبيرة التي فرضتها الولايات المتحدة الأمريكية على طهران ووكلائها، إلا أن أدوارهم المشبوهة باتت تتزايد بصورة كبيرة، مما يدفع للسؤال: كيف تختار إيران وكلاءها في الوطن العربي؟ وهل يمكن أن ينقلب السحر على الساحر وترتد هذه الميليشيات الإرهابية في صد نظام الملالي؟
الحرب الباردة
يقول تقرير لموقع راند إن العلاقة بين الجهة الراعية الممثلة في إيران ووكلائها في المنطقة غير مفهومة، ولهذا قد يكون من الصعب فهم أو إدراك الظروف التي من المحتمل أن تملي تطور العلاقة بين الحوثيين وإيران، لكن من السهل إدراك أن استخدام الوكلاء هو نوع من أنواع الحرب الباردة من الدول، حيث لا تنخرط الدول بحروب بشكل مباشر مع جهات أخرى، قد تكون على هيئة طلب من شخص ما أن يقاتل من أجلهم، أو حرب غير تقليدية، أو حتى إلى أشكال خفيفة من الاضطراب السياسي.
عادة ما تكون الجهات الراعية دولا، وتقوم بتقديم المساعدة والدعم للوكيل، ويمكن أن يتخذ هذا الدعم أشكالا مختلفة، بما في ذلك الدعم المالي، المساندة والتدريب، نقل الخبرات، والخدمات اللوجستية، وفي بعض الحالات، تتجاوز هذه المساعدة المجال العسكري التقليدي وتشمل تدريب وسائل الإعلام والدعاية، الغطاء الدبلوماسي، توفير الملاذ الآمن، وأشكالا أخرى من الدعم السياسي.
وفي المقابل، يؤثر الوكيل على نتيجة النزاع في السعي لتحقيق الأهداف الاستراتيجية للراعي، أو حتى إثارة المقاومة الشعبية تجاه الانتقال السياسي، وذلك بحسب ورقة بحثية حملت عنوان «الصراع في سوريا: هل هي حرب بالوكالة؟».
البديل الرخيص
باعتبارها علاقة تبادلية، تكون العلاقة بين الراعي والوكيل مفيدة بشكل أساسي، وتستند إلى الالتزامات والمنافع المتبادلة، وتعد تكاليف هذه العلاقة الاستراتيجية أقل وضوحا إلى حد ما. بالنسبة للجهات الراعية، فإن التكلفة المباشرة تأتي من دعم تكلفة الصراع من خلال الدعم المالي والمادي، في حين أن هذه التكاليف لا تكاد تذكر، فإن معظم الدول تستطيع تحملها بسهولة، مما يجعل الوكلاء بديلا رخيصا نسبيا لاستخدام القوة العسكرية المباشرة.
ومع ذلك، فإن التكاليف الحقيقية لهذه العلاقات مستمدة من عدم قدرة الجهات الراعية على التحكم الكامل في وكلائها، ويمكن أن يؤدي تطوير قدرات الوكيل إلى نتائج عكسية، إذا اختلفت المصالح، فقد يصبح الوكيل أقل ميلا إلى اتباع أوامر الراعي، أو الانشقاق عن اتفاقهم الضمني أو حتى تخريب الأهداف الاستراتيجية للراعي، وقد يستخدم الوكيل هذه القدرات لمهاجمة الراعي، وذلك بحسب ما جاء بمراجعة كتاب «المحاربون بالوكالة، صعود وسقوط الميليشيات التي ترعاها الدولة»
تعارض المصالح
وأكدت مجلة «ناشونال إنتريست» أنه قد يتم إجبار الوكلاء على تلبية طلبات الجهات الراعية، وبالنظر إلى السياقات المختلفة التي يعملون فيها والأطر الزمنية الخاصة بهم، غالبا ما يكون للوكلاء»مصالح فورية وطويلة الأجل مختلفة عن رعاتهم». وعندما تتعارض هذه المصالح، قد يضطر الوكيل للتضحية بمصالحه الخاصة، وحتى إذا اتخذ هذا الخيار واستوفى طلبات الراعي بشكل مطيع، فلا توجد ضمانات بأن الراعي لن يسحب الدعم بعد، ومع تطور البيئة الاستراتيجية، على سبيل المثال، بسبب تغيير النظام أو بعض التسوية السلمية، قد لا يعد الراعي العلاقة مفيدة، وبدلا من ذلك يختار التخلي عن الوكيل.
خسائر باهظة
العلاقة الأساسية بين الوكيل والراعي تعتمد على التفويض، حيث يقوم الوكيل بتنفيذ ما يرغب به الراعي، هكذا يبد الأمر وكأنه في غاية السهولة، ولكن الأمر أكثر تعقيدا، حيث يمكن للوكيل أن يواجه مصاعب وإدانات واسعة، خاصة إذا ارتبطت بهجوم شنيع، على سبيل المثال، في عهد حافظ الأسد، دعمت سوريا منظمة أبونضال، التي تم إدانتها على نطاق واسع بسبب هجماتها في أوروبا والشرق الأوسط خلال الثمانينيات، وعلى الرغم من احتجاجات الأسد على البراءة، زعم أيضا أن سوريا متواطئة في هذه الهجمات، والتي كانت لها عواقب مهمة على النظام وأجبرته على قطع العلاقات مع وكيله.
وعندما يفقد الكفلاء سيطرتهم على وكلائهم، يمكن أن يتكبدوا تكاليف باهظة، والتي يشار إليها غالبا باسم «خسائر الوكالة»، وبحسب فورين أفيرز، في باكستان، بمجرد أن ركز وكلاء مفيدون في كشمير فيما بعد هجماتهم على كراتشي ولاهور، وفي الوقت الذي أدركت فيه الدولة الباكستانية أن الجماعات الجهادية من جميع الأنواع كانت تعتمد على نفس الموارد والمدارس التي دعمتها، كان الوقت قد فات بالفعل، ولم تستطع الدولة احتواء هذه الإمدادات أو السيطرة عليها، ودعم الهجمات بشكل فعال داخل حدودها.
حالة حزب الله
هناك العديد من المخاطر الأخرى الكامنة في ديناميكية الوكيل الرئيسي، إذا كان المدير يخشى أن ينحرف وكيله عن خطة أو سياسة متفق عليها، على سبيل المثال، ضرب أهداف غير مدنية فقط، وقد يضطر الراعي إلى إنفاق موارد إضافية، ومع ذلك، هناك تحديات أكثر أهمية في تطبيق إطار الوكيل الرئيسي على العلاقات بالوكالة الإيرانية.
في بعض الحالات، قد يكون هذا التغيير تدريجيا مع تطور القدرات تدريجيا وتنمو مع مرور الوقت، وفي حالات أخرى، قد يكون التغيير دراماتيكيا يعيد تشكيل طبيعة العلاقة بين الراعي والوكيل.
في حالة حزب الله الإرهابي الموالي لإيران، من الصعب أن نتصور أن إيران كانت تتوقع أن يتطور الحزب بهذه الصورة، بمجرد اندماج فضفاض للمجموعات الشيعية الصغيرة المميزة في جنوب لبنان إلى منظمة متعددة الأوجه ذات تأثير إقليمي، وبات الحزب يمثل اليوم «دولة داخل دولة»، بعد أن أصبح أقوى فاعل عسكري وسياسي واجتماعي في لبنان، وبعد أن ألزم مقاتلوه ومدربوه في النزاعات في سوريا واليمن، وطور قوة استكشافية، تعد أكثر من مجرد وكيل لإيران، بل شريك رئيسي في المؤامرات والدمار والخراب، بحسب ناشونال إنتريست.
ماذا تفعل إيران؟
تبدأ إيران تحديد مدى سهولة الوصول إلى الظروف لعملائها، وتبدأ إيران بالنظر إلى:
وبحسب ورقة بحثية بعنوان «فهم رعاية الدولة للجماعات المسلحة « يقوم الراعي بفحص الوكلاء المحتملين واستبعاد من لا يراه مناسبا، وكانت إيران تنظر للأحزاب السياسية والميليشيات في العراق ولبنان وغيرها من الدول، وتقييم أي منها قادرة على تمثيل قوة سياسية وعسكرية حقيقية، وهذا يبرر اهتمام إيران بعصائب الحق وحزب الله وكتائب حزب الله.
ووفقا لبحث بعنوان «الرعاية الخارجية ومكافحة الإرهاب» يتم الاستثمار الحقيقي بعد أن يتم اختيار العميل المثالي، وعلى الرغم من أن المراحل السابقة تتضمن بالتأكيد بعض النفقات، فمع تطور هذه العملية، قد يقوم الراعي بزيادة الدعم إلى الوكيل، على أمل تطوير علاقته إلى شيء أقرب إلى مشروع مشترك.
وبمرور الوقت، قد تتطور مصالح المجموعة، وتنمو قدراتها، ويمكن لمجموعة عسكرية محلية صغيرة أن تنضج لتصبح منظمة سياسية قوية، تضم أجنحة سياسية واجتماعية ومتشددة مختلفة.
تقرر إيران مقدار الاستثمار في مجموعة بالوكالة، وما يستتبعه مثل الأسلحة والمدربين والغطاء الدبلوماسي والدعم المالي، وعلى الرغم من ذلك، فإن هذه المرحلة ليست ثابتة، فيمكن هنا إنهاء العلاقة بالوكيل إن لم تتبين جدواه، ويمكن رؤية هذا الأمر في إيران من خلال شراكات ناجحة، مثل حزب الله في لبنان، فيما فشلت أن تفعل ذلك في السعودية، رغم ما بذلته طهران من جهود مضنية.
المرحلة الأولى:
الاستكشاف
يشمل ذلك التقييم وإمكانية الوصول وماذا سيجني؟
المرحلة الثانية:
التحديد
يشمل تحديد الوكلاء، وكيفية الاستثمار بهم وماذا يحتاج لجذبهم؟
المرحلة الثالثة:
الاستثمار
تتضمن الاستثمار في الوكيل من التدريب إلى التقييم.
نشرت طهران وكلاءها الإرهابيين شديدي الخطورة في المنطقة، وقامت على مدار السنوات الماضية بمدهم بالأموال والسلاح لتنفيذ المطلوب منهم سواء كانوا في اليمن أو العراق أو لبنان أو سوريا، ورغم العقوبات الكبيرة التي فرضتها الولايات المتحدة الأمريكية على طهران ووكلائها، إلا أن أدوارهم المشبوهة باتت تتزايد بصورة كبيرة، مما يدفع للسؤال: كيف تختار إيران وكلاءها في الوطن العربي؟ وهل يمكن أن ينقلب السحر على الساحر وترتد هذه الميليشيات الإرهابية في صد نظام الملالي؟
الحرب الباردة
يقول تقرير لموقع راند إن العلاقة بين الجهة الراعية الممثلة في إيران ووكلائها في المنطقة غير مفهومة، ولهذا قد يكون من الصعب فهم أو إدراك الظروف التي من المحتمل أن تملي تطور العلاقة بين الحوثيين وإيران، لكن من السهل إدراك أن استخدام الوكلاء هو نوع من أنواع الحرب الباردة من الدول، حيث لا تنخرط الدول بحروب بشكل مباشر مع جهات أخرى، قد تكون على هيئة طلب من شخص ما أن يقاتل من أجلهم، أو حرب غير تقليدية، أو حتى إلى أشكال خفيفة من الاضطراب السياسي.
عادة ما تكون الجهات الراعية دولا، وتقوم بتقديم المساعدة والدعم للوكيل، ويمكن أن يتخذ هذا الدعم أشكالا مختلفة، بما في ذلك الدعم المالي، المساندة والتدريب، نقل الخبرات، والخدمات اللوجستية، وفي بعض الحالات، تتجاوز هذه المساعدة المجال العسكري التقليدي وتشمل تدريب وسائل الإعلام والدعاية، الغطاء الدبلوماسي، توفير الملاذ الآمن، وأشكالا أخرى من الدعم السياسي.
وفي المقابل، يؤثر الوكيل على نتيجة النزاع في السعي لتحقيق الأهداف الاستراتيجية للراعي، أو حتى إثارة المقاومة الشعبية تجاه الانتقال السياسي، وذلك بحسب ورقة بحثية حملت عنوان «الصراع في سوريا: هل هي حرب بالوكالة؟».
البديل الرخيص
باعتبارها علاقة تبادلية، تكون العلاقة بين الراعي والوكيل مفيدة بشكل أساسي، وتستند إلى الالتزامات والمنافع المتبادلة، وتعد تكاليف هذه العلاقة الاستراتيجية أقل وضوحا إلى حد ما. بالنسبة للجهات الراعية، فإن التكلفة المباشرة تأتي من دعم تكلفة الصراع من خلال الدعم المالي والمادي، في حين أن هذه التكاليف لا تكاد تذكر، فإن معظم الدول تستطيع تحملها بسهولة، مما يجعل الوكلاء بديلا رخيصا نسبيا لاستخدام القوة العسكرية المباشرة.
ومع ذلك، فإن التكاليف الحقيقية لهذه العلاقات مستمدة من عدم قدرة الجهات الراعية على التحكم الكامل في وكلائها، ويمكن أن يؤدي تطوير قدرات الوكيل إلى نتائج عكسية، إذا اختلفت المصالح، فقد يصبح الوكيل أقل ميلا إلى اتباع أوامر الراعي، أو الانشقاق عن اتفاقهم الضمني أو حتى تخريب الأهداف الاستراتيجية للراعي، وقد يستخدم الوكيل هذه القدرات لمهاجمة الراعي، وذلك بحسب ما جاء بمراجعة كتاب «المحاربون بالوكالة، صعود وسقوط الميليشيات التي ترعاها الدولة»
تعارض المصالح
وأكدت مجلة «ناشونال إنتريست» أنه قد يتم إجبار الوكلاء على تلبية طلبات الجهات الراعية، وبالنظر إلى السياقات المختلفة التي يعملون فيها والأطر الزمنية الخاصة بهم، غالبا ما يكون للوكلاء»مصالح فورية وطويلة الأجل مختلفة عن رعاتهم». وعندما تتعارض هذه المصالح، قد يضطر الوكيل للتضحية بمصالحه الخاصة، وحتى إذا اتخذ هذا الخيار واستوفى طلبات الراعي بشكل مطيع، فلا توجد ضمانات بأن الراعي لن يسحب الدعم بعد، ومع تطور البيئة الاستراتيجية، على سبيل المثال، بسبب تغيير النظام أو بعض التسوية السلمية، قد لا يعد الراعي العلاقة مفيدة، وبدلا من ذلك يختار التخلي عن الوكيل.
خسائر باهظة
العلاقة الأساسية بين الوكيل والراعي تعتمد على التفويض، حيث يقوم الوكيل بتنفيذ ما يرغب به الراعي، هكذا يبد الأمر وكأنه في غاية السهولة، ولكن الأمر أكثر تعقيدا، حيث يمكن للوكيل أن يواجه مصاعب وإدانات واسعة، خاصة إذا ارتبطت بهجوم شنيع، على سبيل المثال، في عهد حافظ الأسد، دعمت سوريا منظمة أبونضال، التي تم إدانتها على نطاق واسع بسبب هجماتها في أوروبا والشرق الأوسط خلال الثمانينيات، وعلى الرغم من احتجاجات الأسد على البراءة، زعم أيضا أن سوريا متواطئة في هذه الهجمات، والتي كانت لها عواقب مهمة على النظام وأجبرته على قطع العلاقات مع وكيله.
وعندما يفقد الكفلاء سيطرتهم على وكلائهم، يمكن أن يتكبدوا تكاليف باهظة، والتي يشار إليها غالبا باسم «خسائر الوكالة»، وبحسب فورين أفيرز، في باكستان، بمجرد أن ركز وكلاء مفيدون في كشمير فيما بعد هجماتهم على كراتشي ولاهور، وفي الوقت الذي أدركت فيه الدولة الباكستانية أن الجماعات الجهادية من جميع الأنواع كانت تعتمد على نفس الموارد والمدارس التي دعمتها، كان الوقت قد فات بالفعل، ولم تستطع الدولة احتواء هذه الإمدادات أو السيطرة عليها، ودعم الهجمات بشكل فعال داخل حدودها.
حالة حزب الله
هناك العديد من المخاطر الأخرى الكامنة في ديناميكية الوكيل الرئيسي، إذا كان المدير يخشى أن ينحرف وكيله عن خطة أو سياسة متفق عليها، على سبيل المثال، ضرب أهداف غير مدنية فقط، وقد يضطر الراعي إلى إنفاق موارد إضافية، ومع ذلك، هناك تحديات أكثر أهمية في تطبيق إطار الوكيل الرئيسي على العلاقات بالوكالة الإيرانية.
في بعض الحالات، قد يكون هذا التغيير تدريجيا مع تطور القدرات تدريجيا وتنمو مع مرور الوقت، وفي حالات أخرى، قد يكون التغيير دراماتيكيا يعيد تشكيل طبيعة العلاقة بين الراعي والوكيل.
في حالة حزب الله الإرهابي الموالي لإيران، من الصعب أن نتصور أن إيران كانت تتوقع أن يتطور الحزب بهذه الصورة، بمجرد اندماج فضفاض للمجموعات الشيعية الصغيرة المميزة في جنوب لبنان إلى منظمة متعددة الأوجه ذات تأثير إقليمي، وبات الحزب يمثل اليوم «دولة داخل دولة»، بعد أن أصبح أقوى فاعل عسكري وسياسي واجتماعي في لبنان، وبعد أن ألزم مقاتلوه ومدربوه في النزاعات في سوريا واليمن، وطور قوة استكشافية، تعد أكثر من مجرد وكيل لإيران، بل شريك رئيسي في المؤامرات والدمار والخراب، بحسب ناشونال إنتريست.
ماذا تفعل إيران؟
تبدأ إيران تحديد مدى سهولة الوصول إلى الظروف لعملائها، وتبدأ إيران بالنظر إلى:
- الدول الضعيفة ذات الحدود التي يسهل اختراقها.
- الدول التي لديها طلب كامن على الخطاب الثوري الإيراني، والتي يوجد بها عدد كبير من الشيعة، مثال ذلك لبنان التي تعاني من حرب أهلية وانقسامات، وفي جنوبها يقطن العديد من الشيعة تحت نيران الاحتلال، والدول القريبة تضم عددا كبيرا من الشيعة التي تتمكن إيران من التواصل معهم.
وبحسب ورقة بحثية بعنوان «فهم رعاية الدولة للجماعات المسلحة « يقوم الراعي بفحص الوكلاء المحتملين واستبعاد من لا يراه مناسبا، وكانت إيران تنظر للأحزاب السياسية والميليشيات في العراق ولبنان وغيرها من الدول، وتقييم أي منها قادرة على تمثيل قوة سياسية وعسكرية حقيقية، وهذا يبرر اهتمام إيران بعصائب الحق وحزب الله وكتائب حزب الله.
ووفقا لبحث بعنوان «الرعاية الخارجية ومكافحة الإرهاب» يتم الاستثمار الحقيقي بعد أن يتم اختيار العميل المثالي، وعلى الرغم من أن المراحل السابقة تتضمن بالتأكيد بعض النفقات، فمع تطور هذه العملية، قد يقوم الراعي بزيادة الدعم إلى الوكيل، على أمل تطوير علاقته إلى شيء أقرب إلى مشروع مشترك.
وبمرور الوقت، قد تتطور مصالح المجموعة، وتنمو قدراتها، ويمكن لمجموعة عسكرية محلية صغيرة أن تنضج لتصبح منظمة سياسية قوية، تضم أجنحة سياسية واجتماعية ومتشددة مختلفة.
تقرر إيران مقدار الاستثمار في مجموعة بالوكالة، وما يستتبعه مثل الأسلحة والمدربين والغطاء الدبلوماسي والدعم المالي، وعلى الرغم من ذلك، فإن هذه المرحلة ليست ثابتة، فيمكن هنا إنهاء العلاقة بالوكيل إن لم تتبين جدواه، ويمكن رؤية هذا الأمر في إيران من خلال شراكات ناجحة، مثل حزب الله في لبنان، فيما فشلت أن تفعل ذلك في السعودية، رغم ما بذلته طهران من جهود مضنية.
المرحلة الأولى:
الاستكشاف
يشمل ذلك التقييم وإمكانية الوصول وماذا سيجني؟
- الظروف المفتوحة: الدولة الضعيفة ذات العدد الكبير من الشيعة الساخطين، مثال: لبنان في الثمانينيات.
- الظروف التنافسية: عدد من الشيعة الساخطين: العراق في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
المرحلة الثانية:
التحديد
يشمل تحديد الوكلاء، وكيفية الاستثمار بهم وماذا يحتاج لجذبهم؟
- وقع الاختيار على حزب الله في لبنان
- في العراق فإن الوكلاء هم منظمة بدر، عصائب أهل الحق،كتاب حزب الله
المرحلة الثالثة:
الاستثمار
تتضمن الاستثمار في الوكيل من التدريب إلى التقييم.
- « حزب الله » عبر فيلق القدس وتم تطويره، ليصبح شريكه.
- العلاقات مع وكلاء العراق ما زالت بين أخذ وعطاء.